برشيد: مصطفى عفيف
بعد أيام من الجدل الذي تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك، بين مكونات المجتمع المدني ببرشيد، التي انقسمت بين الرافضين لبناء وحدة للتبرع بالدم فوق بقعة أرضية بحديقة الجندي المجهول، وأخرى رحبت بالفكرة على اعتبار أن المشروع قيمة مضافة للمدينة والإقليم بصفة عامة، معتبرين أن معارضته لا تخدم مصالح المدينة، خرج رئيس المجلس البلدي لبرشيد عن صمته واعتبر أن الأمر لا يتعلق بعملية البناء الدائم، وإنما بإنشاء وحدة للتبرع بالدم سيتم تشييدها بالبناء المفكك بصفة مؤقتة وليست دائمة، على أن يتم عرض الموضوع على السلطات الإقليمية من أجل إبداء رأيها، في انتظار عرض الموضوع على المجلس للنقاش وتخصيص بقعة أخرى للمشروع بصفة دائمة، موضحا أن المساحة التي سيتم استغلالها بالحديقة جد صغيرة.
يأتي هذا في وقت كانت أغلب الفعاليات ببرشيد عبرت عن رفضها ما أسمته اغتصاب الحديقة التي تعتبر ذاكرة للمدينة، مطالبة المجلس بتخصيص مكان آخر، خصوصا أن المدينة تتوفر على مجموعة من البقع والمساحات غير المستغلة، ومعتبرة أن المشروع تحتاج له المدينة، ولكن ليس على حساب حديقة عمومية.
واستغربت الفعاليات نفسها ببرشيد إعطاء الانطلاقة لبداية أشغال تهيئة مكان إنشاء وحدة للتبرع بالدم، دون سلك المصادر القانونية، خاصة أن المجلس لم يسبق له أن صادق على تفويت أي قطعة من تلك الحديقة لأي جهة، وهو قرار اعتبر الشارع البرشيدي أنه يتعارض مع قوانين التعمير السابقة والحالية، والتي لا تسمح بأي بناء مهما كانت طبيعته في الحدائق، خاصة وأن بناء هذا المشروع يتم أمام أعين السلطات وبدون الحصول على رخصة البناء أو الاستغلال المؤقت.
إلى ذلك، توصل عامل إقليم برشيد، أول أمس، بمراسلة من ثلاثة مستشارين من حزب التجمع الوطني للأحرار بالمجلس الجماعي لبرشيد، عبارة عن طلب تعرض على بناء مخالف لمقتضيات القوانين الجاري بها العمل، مطالبين بنقل وحدة التبرع بالدم التي سيتم إحداثها بالحديقة إلى قطعة صغيرة بجانب المستشفى الإقليمي أو بجانب مستودع الأموات أو مستوصف الحي الحسني.