«شرف العقاب» خزان مائي مهدد بمقالع التفنة
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أن المصالح المختصة لدى وكالة حوض «اللوكوس»، تلقت تقارير تطلب منها ضرورة العمل على إعداد تصورات لحماية الفرشة المائية لمنطقة «شرف العقاب» بضواحي طنجة، وذلك بسبب مقالع التفنة الصفراء، فضلا عن انفلاتات بيئية وصفت محليا بالخطيرة.
وقالت المصادر إن الفرشة المائية لـ«شرف العقاب» بعمالة طنجة أصيلة، تعتبر خزانا مائيا متجددا يؤمن أكثر من خمسة ملايين متر مكعب من الماء الصالح للشرب، لكن يعرف محيطها انفلاتا بيئيا خطيرا، خاصة الاستهلاك المفرط لمقالع التفنة الصفراء العشوائية، مما يعرض الفرشة لتلوث محتمل.
وأوضحت المصادر أنه بالرغم من وجود سدود بعمالة طنجة أصيلة، تؤمن احتياجات العمالة من الماء الصالح للشرب والماء الصناعي، إلا أنها تبقى غير كافية ومحدودة خلال فترات الجفاف. لذلك، ومع تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية، يبقى خلق وحدة لتحلية ماء البحر حلا مناسبا، لتجنيب المنطقة من أزمة عطش كالتي عاشتها خلال التسعينات، وكادت أن تتكرر خلال سنة 2019.
كما نبهت المصادر إلى أن الوكالة تلقت تنبيهات بضرورة حماية المنشآت المائية، سيما فرشة «شرف العقاب» بعمالة طنجة أصيلة، مع توفير الأمن المائي بالعمالة المذكورة.
وفي سياق ذي صلة بالفرشة المائية على المستوى المحلي، يطالب سكان منطقة تغرامت بإقليم الفحص أنجرة بضواحي مدينة طنجة، بوقف استنزاف لوبيات المقالع للفرشة المائية بمنطقتهم. واستبشر السكان خيرا بتساقط مياه الأمطار وجريان المياه السطحية داخل المقالع، غير أن وجود المقالع يؤثر على مخزونها، بسبب الأحجار والأدوات المستعملة كالبنزين وزيوت المحركات التي يتم التخلص منها بطريقة عشوائية في مجاري المياه، وهو الأمر الذي يعد من أهم أسباب تلوث المياه السطحية منها والجوفية، التي يستعملها السكان كمصدر أساسي لشربهم وشرب مواشيهم.
وأوضح السكان أنهم يعانون الأمرين بسبب هذه الظاهرة، كما أن جميع مراحل الإنتاج كاستعمال المتفجرات والكسر لها تداعيات أقوى، خصوصا وأن هذه المقالع لا تستعمل الماء بتاتا، في أثناء عملية كسر الحجارة. وشدد السكان على أن الغبار الناتج عن المقالع له تأثير سلبي على الغطاء النباتي للغابات بالمنطقة، حيث عرف الغطاء النباتي تراجعا مهما، والذي يعتبر مصدر عيش بالنسبة إلى الماشية، سيما وأن المنطقة كانت تزدهر بها تربية الماعز، وكذلك تساهم عملية حفر الجبال في تشويه المنظر العام للمنطقة.