طنجة: محمد أبطاش
في إطار تداعيات قضية رصد مبالغ مالية لإطلاق أكبر حملة تعاقد بالقطاع الطبي بطنجة، دعت مصادر طبية السلطات المختصة بالمدينة إلى توجيه أموال التعاقد لما أسمته بالإحسان الطبي، مؤكدة أن الكل يرحب بمبادرة من أجل دعم المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة وجمعياتهم، كدار الحياة لمرضى السرطان، أو إعاناتهم بشكل مباشر، واقتناء أدوية مكلفة لهم.
ونبهت المصادر نفسها في تصريحات متطابقة لـ«الأخبار» إلى أنه يستوجب كذلك التعاقد مع الأطباء الاختصاصيين، وفق دفتر شروط دقيق عن كل مريض أو لتقريب المواعد الطويلة التي قد تصل إلى سنة في بعض الأحيان، بفعل النقص والغياب شبه الدائم لاختصاصيين في بعض المؤسسات الاستشفائية. وأشارت المصادر إلى أن هذه العمليات سيكون لها وقع خاص عوض التركيز على حلول ترقيعية لمواجهة النقص الحاصل في الممرضين أو غيرهم بالمراكز الصحية، كمحاولة البعض استثمار أوراش، أو المناولة أو محاولة تعاقد لخلق الهشاشة وضرب المرفق العام الصحي. ومن القضايا التي باتت بحاجة إلى تدخلات مستعجلة وفق المصادر نفسها، تأدية سومة كراء شقق بعمارة لجمعية تؤوي مرضى السرطان، حيث إن مثل هذه الحلول تلامس المريض وتخفف عنه وطأة معاناته.
ويأتي هذا، في ظل تصاعد ردود الفعل عقب تخصيص مجلس جهة طنجة لمبلغ 27 مليون درهم، لإطلاق أكبر حملة تعاقد لتعزيز القطاع الصحي بطنجة والجهة عموما. وسبق أن كشفت الجهة عبر اتفاقيات لها، أنها تروم من ورائها تزويد المراكز الصحية والمستشفيات بالموارد البشرية اللازمة. وتشير الاتفاقية إلى أن الخطوة تأتي لتحديد آليات الشراكة بين الموقعين عليها، من أجل تفعيل وتعزيز السياسة الصحية بالجهة، قصد تعزيز العرض الصحي بالموارد البشرية الضرورية لتجويد الخدمات الصحية الأساسية، والاستعجالية منها على وجه الخصوص. وستمتد هذه الاتفاقية على خمس سنوات بشكل متتال، وتركز على التعاقد كحل مرحلي، فيما لم تتم الإشارة إلى التوظيف في القطاع الصحي. وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تثير الكثير من الاحتجاجات لدى الأطر الطبية بالمستشفيات المحلية، بعد تسجيل احتقان في صفوفها إزاء هذه الخطوة، سيما وأن الأمر سبق أن شهده المستشفى الجامعي أخيرا، عقب إطلاق صفقة متعلقة بخوصصة الخدمات وغيرها.