برشيد: مصطفى عفيف
طالب عدد من رؤساء الجماعات الترابية ببرشيد، بفتح تحقيق في ما أسموها الفضيحة الكبرى التي آلت إليها عدد من المسالك الطرقية بالإقليم، وهي المشاريع التي أنجزها مجلس جهة الدارالبيضاء سطات، بعدما كشفت التساقطات المطرية الأخيرة، خاصة بتراب جماعة سيدي الملكي، عن فضيحة غش في مجموعة من المسالك الطرقية، والتي صرفت عليها أموال ضخمة من ميزانية الجهة، حيث عرت الأمطار عن غياب الجودة في إنجاز تلك المسالك والتي كانت محط انتقادات وقت بداية الأشغال فيها، بسبب التربة التي تم استعمالها من طرف المقاولة، إذ فضحت الأمطار أعمال الغش، وأظهرت الاختلالات الكبيرة، وتحول المسالك القروية إلى برك من الأوحال، وهي التي لم يمر على إصلاحها سوى أشهر قليلة، تزامنا مع الانتخابات الأخيرة.
هذه الاختلالات جعلت عشرات الدواوير بتراب جماعة سيدي المكي التي زارتها عدسة «الأخبار»، تزامنا مع التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة، تعيش في عزلة، بسبب وعورة المسالك التي أصبح المرور عبرها صعبا، سيما بالنسبة لحافلات النقل المدرسي.
هذا في وقت عبر عدد من السكان ورؤساء الجماعات الترابية، ممن التقتهم الجريدة خلال زيارتها إلى المنطقة، عن عزمهم رفع شكاية إلى الجهات المسؤولة، خاصة وزارة الداخلية لفتح تحقيق، بعدما أكد بعض المنتخبين أن المقاولة التي تكلفت بالأشغال لم تقم بالتنسيق مع مصالح الجماعات الترابية، وشرعت في عملية إنجاز تلك المسالك، بالرغم من تنبيهها أكثر من مرة، بعدما وقف تقنيو الجماعة على استعمال أتربة في عملية إصلاح المسالك الطرقية لا تستجيب للمعايير المطلوبة.
كما حمل السكان الجهات المنتخبة بمجلس الجهة والجماعة القروية، مسؤولية الوضعية المزرية للمسالك القروية بالمنطقة، بسبب غياب المراقبة للأوراش المفتوحة، والتي تخص إنجاز المسالك الطرقية غير المعبدة. واحتج بعض المواطنين على تحويل مسلك طرقي، قبل الانتخابات، «لحسابات سياسية»، والذي تم إنجازه بمعايير دقيقة، عكس بعض المسالك التي انهارت قبل انتهاء مدة الضمان.