تيزنيت: محمد سليماني
يعيش المستوصف الصحي «تيرمسان» بجماعة أنزي، التابعة إداريا لإقليم تيزنيت، وضعا مزريا، مما قد يوقف خدماته الصحية التي يقدمها إلى السكان في أي لحظة، ذلك أن هذا المستوصف أضحى آيلا للسقوط.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذه البناية التي تحولت إلى مستوصف صحي يشتغل به ممرض واحد فقط، كانت قد تم تشييدها من قبل المحسنين سنة 1981، إلا أنه لم يسبق أن عرف أي عمليات للترميم أو التأهيل، رغم مرور 43 سنة، إذ ظل على حاله منذ تلك الفترة، الأمر الذي جعله آيلا للسقوط، ما قد يسبب كارثة إنسانية. كما أن سور المستوصف مهدد بدوره بالانهيار في أي وقت، بل إن المشكل سيكون عويصا، إذ إن هذا الحائط قريب من مدرسة، فالتلاميذ والتلميذات يجلسون جنبه خلال فترات الاستراحة، أو أثناء انتظار فترات الدخول إلى الأقسام، كما يجلس بجانبه أيضا المرضى والمرتفقون الذين يحلون بالمستوصف للتداوي.
وكشفت مصادر متطابقة أن سكان المنطقة قدموا عبر جمعية محلية ملتمسات إلى عامل إقليم تيزنيت، وإلى المديرة الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بأكادير وإلى المندوبية الإقليمية بتيزنيت، من أجل التدخل العاجل قصد إعادة تأهيل هذا المستوصف وترميمه، لمواصلة تقديم خدماته إلى سكان 15 دوارا يستفيدون كلهم من خدماته (حوالي 1000 نسمة)، إلا أن التجاوب مع هذه الملتمسات والمطالب لم يتم أبدا. كما طالب السكان بضرورة برمجة بناء مستوصف جديد بمواصفات جديدة، وبطرق حديثة للاستجابة لانتظارات السكان من جهة، وتماشيا مع برنامج إعادة تأهيل مركز الصحة الأساسية الذي أطلقته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك من أجل تعزيز البنيات التحتية الصحية والعلاجية.
واضافت المصادر أن سكان المنطقة وفروا قطعة أرضية مساحتها 950 مترا مربعا، ووضعوها رهن إشارة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مجانا، قصد تشييد مستوصف جديد يليق بالسكان، وتم في هذا الصدد التواصل مع المديرية الإقليمية بتيزنيت، والمديرية الجهوية بأكادير لهذا الغرض، لكن دون جدوى، إذا لا يزال المستوصف القديم على حاله، مهددا بالسقوط في أي لحظة، وبالتالي حرمان السكان من الاستفادة من الخدمات الصحية الأساسية، خصوصا الفئات المعزوة وذات الدخل المحدود. وما يزيد من مخاوف السكان هو أن يُقدم المسؤولون عن الصحة والحماية الاجتماعية على إغلاق هذه البناية الصحية بمبرر أنها آيلة للسقوط، وبالتالي حرمان السكان من الخدمات الصحية، في الوقت الذي لم تتم فيه برمجة بناء مستوصف جديد، وفي غياب أي تباشير عن قرب ذلك.