طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر أمنية لـ«الأخبار»، أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إلى جانب مصالح الشرطة القضائية لدى أمن طنجة والدار البيضاء، فككت خيوط قضية اختفاء مستثمر مغربي يلقب بـ«أبو ناصر»، منذ شهر نونبر الماضي، وذلك بعدما تم العثور على بقايا من جثته، بعد حرقها وتحويلها إلى رماد ورميها بضواحي مدينة طنجة، من طرف مشتبه به يحمل الجنسية المصرية، ويعمل مستثمرا في قطاع «الطب البديل» ويتوفر على محلات بكل من طنجة والدار البيضاء.
وحسب المعطيات ذاتها، فإن أسرة الهالك سبق أن وضعت شكاية لدى مصالح أمن طنجة، للمطالبة بالتحقيق في هذا الاختفاء، ووجهت أصابع الاتهام إلى المصري المذكور، نتيجة الصراعات التي اندلعت بينه والضحية، مباشرة بعد اختفائه في ظروف غامضة، وتم رصد أشخاص يخرجون من مسكنه بطنجة ويركبون سيارة من نوع «داسيا».
وفي هذا الصدد، قال بلاغ صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، إن عناصر الشرطة القضائية بكل من طنجة والدار البيضاء، بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت، يوم الجمعة الماضي، من إيقاف مواطن من جنسية مصرية، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة قتل عمد مقرونة بالتمثيل بجثة الضحية.
وأفاد بلاغ المديرية العامة بأن المعطيات الأولية للبحث تشير إلى قيام المشتبه فيه، المتزوج من سيدة مغربية استطاع عبرها الحصول على تراخيص للاشتغال فوق التراب الوطني منذ سنوات، وهو شريك تجاري سابق للضحية، قام باستدراج هذا الأخير من الدار البيضاء إلى طنجة، حيث عمد إلى تصفيته جسديا وإحراق جثته بأرض خلاء ضواحي طنجة، لأسباب يحتمل أن يكون مردها خلافات تجارية سابقة بين الطرفين.
وأوضح المصدر أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية، مكنت من العثور على سيارة الضحية التي رُفعت منها آثار دماء وعينات بيولوجية يحتمل أنها تخص الضحية، كما مكنت من تحديد مسرح الجريمة الذي عثر به على بقايا رماد، وهي المحجوزات التي يتم حاليا إخضاعها للخبرات الضرورية بمختبر الشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. وجرى الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، إلى جانب مواطن مغربي آخر سبق إيقافه في إطار القضية نفسها للاشتباه في مشاركته في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
وفي السياق نفسه، سبق أن نبه تحقيق مفصل نشرته جريدة «الأخبار»، خلال يناير من السنة الماضية، إلى التلاعبات والصراعات القوية التي يشهدها قطاع الطب البديل، بسبب تبييض الأموال وما ينتج عنه من تناحرات بين أطراف تحولت إلى ما يشبه حرب عصابات، سيما بعد دخول الأجانب على خط هذه الفوضى، ويهددون كل من يلج نفوذهم. كما تناول التحقيق الصراع الذي اندلع بين المشتبه به المذكور والضحية، لكونهما كانا يمتلكان محلا بالشراكة يتواجد بمدينة تطوان، قبل أن تندلع صراعات بينهما أفضت إلى توجه كل منهما لمقاضاة الآخر، لينتهي الأمر بعملية التصفية الجسدية.
يذكر أنه سبق لجهات أن ربطت الاتصال بمراسل «الأخبار» بطنجة، قصد الجلوس معه لمناقشة هذا الملف، ولم تكشف هذه الجهات عن الغاية من ذلك، مباشرة بعد نشر الجريدة للتحقيق المشار إليه، ما دفع مصالح النيابة العامة وقتها إلى فتح تحقيق قضائي للكشف عن ملابسات ما ورد في مضمونه، ما أدى إلى إيقاف أحد المتورطين في التلاعب بصحة المواطنين وإيداعه السجن المحلي لطنجة.