كلميم: محمد سليماني
عاشت مدينة كلميم، منذ مغرب أول أمس الاثنين، حالة استنفار قصوى، بعدما أصاب مهاجر في الأربعين من عمره، عددا من الأشخاص والمارة بنيران بندقيته، وقتل من بينهم شخصا واحدا.
وبحسب المعلومات، فقد لقي شاب من مواليد 1991 مصرعه، بعدما أصابه المهاجر بطلقة نارية، حيث سقط أرضا، ثم وجه نحوه أعيرة نارية أخرى. وأصاب المتهم حوالي 13 شخصا من بينهم رجال أمن وأعوان سلطة وعدد من المارة، ما خلق حالة فوضى وصراخ وعويل بحي الكويرة بكلميم.
وتعود تفاصيل الحادث إلى قيام شخص من مواليد سنة 1975، وهو مهاجر سابق بالديار الهولندية، بالصعود فوق سطح منزل مطل على واجهتين، قبل حشو بندقية صيد في ملكيته بعدد من الخراطيش، وبدأ في إطلاق النار على كل من يمر بالشارع.
وأصيب في هذا الحادث عميد شرطة رئيس الدائرة الأمنية الثالثة، ليتم نقله على وجه الاستعجال إلى المستشفى الجهوي للمدينة، ومنه إلى المستشفى العسكري الخامس، كما أصيب في الحادث، أيضا، شرطي آخر وعون سلطة بطلق ناري تطلب نقلهما إلى المستشفى العسكري.
ومن بين المصابين سيدة توجد في حالة حرجة جدا، بسبب إصابتها البالغة، أما الأشخاص الآخرون فحالاتهم مختلفة الخطورة، بعضها يحتاج لعمليات جراحية مستعجلة.
ومنذ إخطارها بالحادث، هرعت الأجهزة الأمنية إلى عين المكان، غير أنها وجدت صعوبة كبيرة في إلقاء القبض على المتهم، خصوصا وأنه كان يتحصن فوق سطح منزله، وكان بين الفينة والأخرى يطلق الرصاص من بندقيته في اتجاه كل من ترمقه عيناه. وحاول رجال الأمن القبض عليه، غير أنهم فشلوا في الوصول إليه، بسبب تموقعه فوق السطح، ووجود منزله في مكان ضيق ومظلم. إضافة إلى أن المتهم، حسب المعطيات، كان يتحوز عددا كبيرا من الخراطيش، حيث وضع حزاما مملوءا بالذخيرة وظل لثلاث ساعات وهو يواصل إطلاق النار، أحيانا بشكل عشوائي، وأحيانا أخرى في اتجاه المارة.
وجرى تطويق الحي بأكمله بمختلف التعزيزات الأمنية وعناصر القوات المساعدة، فيما حل بمسرح الجريمة مسؤولو الأمن بمختلف رتبهم. ورغم ذلك، أبدى المتهم مقاومة عنيفة لساعات، ما دفع الفرقة الجهوية للتدخل إلى محاصرة المتهم وإطلاق الرصاص على ساقيه، حيث سقط أرضا ليتم إلقاء القبض عليه، ونقله، تحت حراسة أمنية مشددة، على متن سيارة إسعاف نحو المستشفى العسكري لتلقي العلاجات الضرورية في انتظار تقديمه للعدالة. وتم حجز كمية كبيرة من الخراطيش لم تستعمل بعد وبندقية صيد مرخصة. واستنادا إلى مصادر محلية، فإن المتهم كان يبدو في حالة غير طبيعية في الأشهر الأخيرة. فيما عرف المستشفى الجهوي لكلميم حالة استنفار قصوى بعد توالي وصول المصابين تباعا. وزار المصابين والي جهة كلميم- واد نون رفقة رئيس الجماعة الترابية وعدد من المسؤولين الأمنيين.