محمد سليماني
عاشت الداخلة، مساء أول أمس الثلاثاء، حالة استنفار قصوى على إثر وفاة أربعة عمال داخل وحدة لمعالجة الأسماك بالمدينة، فيما أصيب أربعة عمال آخرين في الحادث نفسه، حيث يوجد بعضهم في حالة حرجة جدا.
واستنادا إلى المعطيات، فإن هذا الحادث خلف حالة هلع في صفوف باقي عمال الوحدة الصناعية، كما حجت أسر العمال والمستخدمين إلى محيط الوحدة الصناعية، للاطمئنان على ذويهم، فيما حلت أسر المصابين بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بالداخلة، لمعرفة الحالة الصحية لذويهم.
وكشفت المصادر أن عاملا كان بصدد تنظيف مضخة بصهريج معالجة مخلفات الأسماك الموجهة لتحويلها إلى دقيق السمك، قبل أن يسقط فيه، حيث حاول زميله إنقاذه، ليسقط هو الآخر، وحاول عاملان آخران إنقاذ الساقطيْن في الصهريج، لكنهما فشلا في ذلك ليسقطا هما كذلك، وبقي الأربعة في وضع صعب، قبل أن يصابوا باختناق جعلهم غير قادرين على الحركة والتنفس، كما أصيب بالاختناق أربعة عمال آخرين كانوا في عين المكان، ليرتفع عدد المصابين إلى ثمانية.
وهرعت سيارات الإسعاف إلى الوحدة الصناعية، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى، غير أن المنية قد خطفت العمال الأربعة الذين كانوا قد سقطوا في الصهريج، مباشرة بعد وصولهم إلى المستشفى الجهوي، ليتم تحويل جثثهم مباشرة إلى مستودع الأموات، فيما توجد حالة واحدة تحت التنفس الاصطناعي بقسم العناية المركزة، اعتبارا لخطورة وضعها الصحي، وحالة أخرى تحت الرعاية الطبية، فيما أصبحت الحالتان الصحيتان لاثنين مستقرتين. وتروج أخبار عن أن هذا الحادث المؤلم قد يكون ناتجا عن اختناق تعرض له العمال، بسبب تسرب لغاز “الأمونياك” داخل الوحدة الصناعية.
موازاة مع ذلك، فتحت المصالح الأمنية بالأمن الجهوي للداخلة تحقيقا في الموضوع، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة العمال الأربعة وإصابة الآخرين، وذلك لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات طبقا للقانون.
