أكادير: محمد سليماني
لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 37 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في حادثة سير مروعة وقعت، صباح أول أمس الخميس، على مستوى منحدر «أمسكروض» بالطريق السيار المؤدي إلى مدينة أكادير.
واستنادا إلى المصادر، فإن حافلة لنقل المسافرين قادمة من الدار البيضاء في اتجاه أكادير، اصطدمت بشاحنة لنقل البضائع كانت هي الأخرى تسير في الاتجاه نفسه نحو أكادير، مشيرة إلى أن الشاحنة كانت تسير ببطء شديد جدا بسبب طول وخطورة منحدر «أمسكروض»، فيما كانت الحافلة تسير وراءها، غير أن كثافة الضباب الذي عم المنطقة في تلك الأثناء صعب الرؤية على سائق الحافلة الذي وجد نفسه يصطدم بالشاحنة التي انقلبت على الفور.
وبسبب قوة الاصطدام في منحدر خطير، تضيف المصادر، أدى الحادث إلى وفاة سائق الحافلة في الحين، فيما لقي ثلاثة مسافرين مصرعهم بعد ذلك.
وتم نقل المصابين جميعهم إلى المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير لتلقي العلاج، حيث غادر أغلب المصابين المستشفى بعد ذلك، فيما وضع أربعة مصابين آخرين تحت المراقبة الطبية بغرفة العناية المركزة بسبب خطورة إصابتهم.
وفور علمها بالحادث، استنفرت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي، والقوات المساعدة والسلطات المحلية عناصرها، حيث انتقلوا إلى مكان الحادثة لإنقاذ بقية المصابين ونقلهم إلى المستشفى، كما تم إحضار شاحنة لقطر العربات التي قامت بقطر الحافلة من مكان الحادث من أجل فسح مسار الطريق في وجه حركة السير.
يذكر أن منحدر «أمسكروض» بالطريق السيار الرابط بين مدينتي مراكش وأكادير، يعتبر أحد أصعب المنحدرات التي تواجه سائقي الشاحنات والحافلات. ويشهد هذا المنحدر، بشكل دائم، وقوع حوادث ذات خطورة كبيرة، إلى درجة أن السائقين ومستعملي الطريق يصفونه بـ«منحدر الموت». فالسرعة المسموح بها في الطريق السيار هي 120 كلم في الساعة، إلا أن شاحنات الوزن الثقيل تجد نفسها مضطرة للسير بسرعة لا تتجاوز 20 كيلومترا في الساعة بسبب حدة انحدار المقطع الطرقي الرابط على وجه الخصوص بين محطة الأداء «أمسكروض» والمبدل «أركانة»، وهو الأمر الذي يزيد من متاعب سائقي الشاحنات والحافلات والسيارات.
ومن بين المصاعب الأخرى التي تواجه سائقي شاحنات الوزن الثقيل طول هذا المنحدر الخطير الذي يمتد على مسافة 14 كيلومترا، إذ إن فرامل الشاحنة كثيرا ما لا تستجيب للعمل بشكل انسيابي بسبب الاستعمال الكثير والمتواصل على طول هذا المنحدر، الأمر الذي يزيد من احتمال وقوع عدد من الحوادث المميتة. وبدأ عدد من سائقي شاحنات الوزن الثقيل، منذ مدة، تغيير المسار نحو الطريق الوطنية رقم 11 (8 سابقا)، عند وصولهم محطة الأداء أمسكروض، وبعد ذلك العودة إلى الطريق السيار بعد ذلك، تفاديا للسير بهذا المنحدر الخطير.
وفي الوقت الذي كان من الأجدر معالجة العيوب التقنية بهذا المنحدر المميت، والذي تسبب في مئات حوادث السير، وأنهى حياة العشرات من الأشخاص، تم ترك الأمور على حالها ما عدا تشييد محطة استراحة أطلق عليها اسم «عبد المومن»، على مساحة 4,59 هكتارات، تتسع لحوالي مائة شاحنة وحافلة، بحوالي 3,5 مليارات سنتيم، والتي يعول عليها لتكون متنفسا لسائقي شاحنات الوزن الثقيل المتجهة إلى جنوب المغرب أو غرب إفريقيا، والمساهمة في إراحة فرامل شاحناتهم والتقليص من احتمال وقوع حوادث، بسبب ذلك أو بسبب التعب، اعتبارا لطول المنحدر.