مشاركة مغربية محتشمة بمسابقة المهرجان الدولي للفيلم بورزازات
حاورته: سهيلة التاور
عبد الصمد إدريسي منتج أفلام مغربي، ومدير المهرجان الدولي للفيلم بورززات. مقيم بألمانيا، درس اللغة الإنجليزية في جامعة ابن زهر بأكادير وكذا الإعلاميات (تخصص برمجة) قبل أن يتفرغ لدراسة المؤثرات البصرية السينمائية، ما أهله لتدريس تلك المادة بالمعهد المتخصص لمهن السينما بورزازات. هو أيضا عضو مؤسس ورئيس للجمعية المغربية للسينما والثقافة، وهي جمعية غير ربحية تُعنى بمسألة الإدماج الثقافي للشباب عن طريق الفنون والسينما.
تمكن من ربط شبكة علاقات دولية مع المهنيين في القطاع السينمائي قصد تشجيعهم للقدوم بمشاريع أفلامهم وتصويرها في المغرب. حيث عمل من هذا المنطلق هو وأعضاء الجمعية على خلق مهرجان دولي للفيلم بورزازات كبادرة للتعريف بالمدينة والجهة ككل وجعل المهرجان موعدا سنويا للتعريف بالمؤهلات السينمائية، الثقافية والسياحية للمنطقة.
كيف تولدت لديك فكرة تنظيم المهرجان الدولي للفيلم بمدينة ورزازات؟
الفكرة بدأت مع أعضاء الجمعية المغربية للسينما والثقافة سنة 2014 حيث كان هدفنا المشترك هو النهوض بمدينة ورزازات، وبما أن معظم أنشطتنا تصب في مجال السينما، فكرنا في مهرجان دولي بهدف إحياء الثقافة السينمائية لدى السكان، بالاعتماد على سياسة القرب. فالمهرجان يُعد الأول من نوعه الذي يقام بالهواء الطلق وبشاشة عرض كبيرة الحجم. فللأسف ورزازات لا تتوفر على قاعات سينمائية، بعد أن أُغلقت القاعتان السينمائيتان بالمدينة قبل 20 سنة، رغم أنها سُميت هوليود إفريقيا وصُورت في استديوهاتها أفلام عالمية، وتقريبا معظم سكانها مثلوا في أفلام مشهورة سواء ككومبارس، أو في أدوار ثانوية، وحتى الرئيسية، لكن لم تسنح لهم الفرصة لمشاهدتها بمدينتهم.
ما هي الشروط التي وضعت لمشاركة الأفلام في المسابقة ولماذا اقتصرت الأخيرة على الأفلام القصيرة فقط؟
لم نحدد شروطا معقدة. فالفيلم يجب أن يكون طبعا ذا جودة على مستوى الصورة والصوت، أن يحتوي على رسالة هادفة، وأن يكون احترافيا وذا جمالية. كما أننا تفادينا كل الأفلام التي لا تتماشى مع الثقافة المغربية وخصوصا تقاليد ثقافة ورززات، نظرا لكونها مدينة محافظة، لتفادي أي إحراج خصوصا وأن الأفلام تعرض أمام الجمهور بكافة الأعمار في الهواء الطلق. في ما يخص الشق الثاني من السؤال، ففي الدورة الأولى من المهرجان اقتصرنا على الأفلام القصيرة وكان اختيارا فقط، لكن في الدورات القادمة سنعتمد على الأفلام الطويلة و التي ستزيد من قيمة وأهمية المهرجان وندفع بمهرجان ورزازات لكي يكون موعدا عالميا يضاف إلى خارطة المهرجانات الدولية.
ما هي جنسية الأفلام التي طغت على لائحة الترشيحات، وهل كانت الأفلام المغربية حاضرة؟
للأسف لم نتوصل بعدد كبير من الأفلام المغربية، كونُنا اعتمدنا على الأنترنت حيث قمنا بإحداث موقع إلكتروني لاستقبال الأفلام، وكما هو معروف فإن شبكة الأنترنت في المغرب ليست متطورة بما يكفي لإرسال فيلم بحجم 1G، وبالتالي أظنها كانت عائقا في استقبال كمية أكثر من الأفلام المغربية التي تعدتها الأفلام الأمريكية، البريطانية، والإيرانية التي تميزت كلها بالجودة على جميع المستويات. فلقد توصلنا بـ 2982 فيلما من 140 دولة.
ما هي الإكراهات التي واجهتموها خلال تنظيمكم لهذا المهرجان؟
أول العراقيل التي واجهناها هو الدعم المادي القليل جدا الذي تلقيناه من الجهات المعنية والذي لم يكن بحجم هذه المناسبة رغم أننا قدمنا تقريبا 30 ملفا شاملا عن المهرجان منذ يناير2016 لطلب الدعم، الذي بدأنا في الاشتغال عليه منذ شهر أكتوبر من سنة 2015. في بداية الأمر كان هناك ترحيب عارم بالفكرة، لكن في الأخير لم نتوصل بالدعم المتوقع، حيث باستتناء دعم المجلس الإقليمي لاستغلال قصر المؤتمرات، والمجلس البلدي فيما يخص قصبة تاوريرت، ودعم الجهات الأمنية وباقي مساندي المهرجان، لم يتعد الدعم المادي 20.000 درهم عبارة عن غرف فندقية، وسندويتشات وبعض مصاريف الطباعة. في حين أن الميزانية التقديرية للمهرجان بلغت مليون درهم، مما جعلنا نلغي العديد من البرامج التي كانت مقررة خلال فعالياته. ولولا تدخل شركة «أكوا باور ورزازات» للطاقة المتجددة في آخر لحظة لتم تأجيل أو إلغاء المهرجان.
ومن هنا أغتنم الفرصة لأشكر كل من آمن بفكرة المهرجان ودعمنا ولو بالقليل قصد إنجاح هاته التظاهرة ونتمنى تدارك كل هاته الهفوات في الدورة القادمة لأنه في الأخير مهرجان للمدينة ويهم الجميع.
في الأنشطة الموازية للمهرجان ما هي الفئة المستهدفة؟
في الواقع، كان الهدف من المهرجان إعادة الروح للثقافة السينمائية لدى جمهور المدينة ونواحيها بحيث عملنا على عدة برامج موازية للمهرجان؛ فقمنا بعرض أفلام لفائدة أطفال دواوير قصبة آيت بن حدو بُغية تقريب السينما للأطفال بالعالم القروي. وبشراكة مع النيابة التعليمية لمدينة ورزازات استفاد تلاميذ المدارس من عروض لأفلام التحريك بقصر المؤتمرات. دون نسيان نزلاء السجن المحلي الذين بدورهم استمتعوا بعرض للأفلام القصيرة حيث لقينا تجاوبا جيدا من قبلهم.
هل كنت راضيا عن اختتام المهرجان الدولي للفيلم بورززات؟
بطبيعة الحال، بالإمكانيات الضئيلة التي أُتيحت لنا والمساهمات الشخصية لأعضاء اللجنة المنظمة، استطعنا أن نُخرج الدورة الأولى من هذا المهرجان الدولي للوجود، وهذا شيء جميل. في أمل أن نتلقى دعما محترما في الدورة الثانية نستطيع به أن نقدم لهذه المدينة مهرجان سينمائيا دوليا يليق بها.
ما هو رأيك في الأفلام المُختارة من طرف لجنة التحكيم للفوز بمسابقة الأفلام القصيرة للمهرجان؟
هو اختيار موفق لأن عملية انتقاء 100 فيلم قصير من بين الأفلام الـ2982 ثم الاحتفاظ بـ17 وفي آخر المسابقة تفوز 4 أفلام، هذا شيء صعب شيئا ما. ومن المُقرر في الدورات القادمة إن شاء الله أن لا نقتصر على جائزة واحدة لكل صنف بل قد تكون جائزتان أو أكثر للصنف الواحد.