شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

مستجدات كراء هكتار لمستثمر لإقامة «هولدينغ تعليمي» بطنجة

مقابل 50 درهما للمتر والترامي على المساحات الخضراء يثير الغضب

طنجة: محمد أبطاش

كشفت مصادر مطلعة أن قضية كراء هكتار لفائدة مستثمر لإقامة هولدينغ من المدارس الخصوصية، بمحاذاة مدارة طرقية قرب المركز التجاري بمنطقة مسنانة بطنجة، لم يتجاوز ثمنها 50 درهما للمتر المربع، حيث تم اقتراح مبلغ 80 درهما أثناء التفاوض على كراء هذه المنطقة المخصصة في الأصل للمساحة الخضراء، كما أن العملية تمت بدون طلب عروض معلن عنه يشارك فيه جميع المستثمرين في هذا القطاع المتعلق بالتعليم الخصوصي، حسب المصادر، في الوقت الذي تم التوافق على 50 درهما للمتر المربع والكراء لمدة 30 سنة.

إلى ذلك، أثار هذا الموضوع الذي نشرته «الأخبار» موجة غضب واسعة بمدينة طنجة، جراء الترخيص لمثل هذه المشاريع فوق المساحات الخضراء، في الوقت الذي باتت المدينة بحاجة إلى مثل هذه المتنفسات الخضراء، ناهيك عن قضية السير والجولان والضغط الكبير الذي تعرفه عاصمة البوغاز من حيث هذا الجانب، خاصة وأن المشروع التعليمي قريب من الملعب الكبير ابن بطوطة بطنجة، وما قد يثيره الأمر من مشاكل في السير والجولان خلال التظاهرات المحلية والعالمية المرتقب أن تحتضنها المدينة. وجرت أخيرا المصادقة بطنجة على كراء نحو 10000 متر مربع من المساحات الخضراء تابعة في الأصل للأملاك المخزنية والمقتطعة من مطلب التحفيظ عدد 06-17348، وذلك بغرض إقامة هولدينغ للتعليم الخصوصي تابع لأحد المستثمرين بالقطاع بطنجة، وسيمتد عقد الكراء لـ30 سنة.

وكانت بعض المعطيات قد كشفت أن مكان إقامة هذا «الهولدينغ» التعليمي الخصوصي ليس سوى بمدار يدعى «الطهيري»، ويوجد بالقرب من طريق الرباط وبين مدار مسنانة وسوق ممتاز، على شارع مولاي رشيد، والغريب، حسب المصادر، أن منطقة المشروع هي في الأصل منطقة خضراء وفي قلب مدار طرقي، حيث كانت سابقا مخصصة كمتنفس للسكان، وكذا لإبعاد المشاريع العقارية والاستثمارية منها، بسبب مخاوف من الضغط الطرقي، نظرا إلى كون المدارة تقود بشكل مباشر إلى ملعب ابن بطوطة الذي يرتقب أن يحتضن تظاهرات عالمية على صلة بمباريات كأس العالم لكرة القدم 2030.  وحسب المصادر، فإن العقد الذي يمتد لثلاثين سنة لن يدر على خزينة الدولة سوى مليار ونصف المليار، بينما كان من الأجدر على الأقل بيع هذه الهكتارات بدل كرائها بهذا الثمن الذي وصف بـ«البخس».

ونبهت المصادر إلى أنه كان من الأجدر على السلطات الوصية على ملفات الاستثمار وضع طلب عروض مفتوح للجميع، ما دام أن إقامة «الهولدينغ الخصوصي» في مكان استراتيجي، ويصل المتر المربع الواحد فيه إلى 15 ألف درهم للمتر المربع الواحد، ناهيك عن كون محيط المدارة المعنية كان سابقا يمنع الاقتراب منه، نظرا إلى كونه مرتبطا بتصاميم التهيئة كمتنفسات خضراء، ولعدم تشويه الوجه العمراني للمدينة عبر إغراق المدارات بمثل هذه المشاريع الاستثمارية، خاصة من قبيل مؤسسات تعليمية.

وكان حسن بلخيضر المستشار الجماعي طالب بالتحقيق في ظروف هذا المشروع، مؤكدا أن “أشياء تقع في مدينة طنجة غير مفهومة، فمن جهتها تتحجج مصالح وزارة التربية الوطنية بعدم وجود وعاء عقاري بسبب عدم وجود أراضي لبناء المدارس أكثر… لكن في نفس الوقت يتم  كراء أرض كبيرة بمدينة طنجة  مقدرة ب 10 آلاف متر مربع يعني أكثر من هكتار لمستثمر في المدارس الخاصة بخمسين درهم للمتر لمدة 30 سنة لبناء ثلاث مدارس في موقع استراتيجي، وتساءل بلخيضر عن أسباب عدم منح هذه الأرض للوزارة لبناء المدارس العمومية بدل الخصوصية، خاصة حسب بلخيضر أن هذه الأرض كانت منطقة خضراء للساكنة وستتفاجأ بهذه المدارس الخاصة مما سيزيد من عرقلة السير والتي في الأصل تعرف ازدحاما كبيرا.

إلى ذلك، حاولت “الأخبار” الحصول على وجهة نظر مصالح المركز الجهوي للاستثمار بطنجة، بخصوص هذا الموضوع لكن بدون جدوى، بعدما وضعت طلبا لمقابلة المسؤول على المركز لمناقشة هذا الموضوع وغيره  من الملفات ذي صلة والمثيرة للجدل لكن بدون أن تتلقى أي رد بخصوصه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى