محمد اليوبي
بعد التطور الكبير الذي عرفه قطاع السيارات، وصناعة أول سيارة مغربية، كشف رياض مزور، وزير التجارة والصناعة، أول أمس الاثنين بمجلس النواب، أن الوزارة تشتغل على تحقيق طموح صناعة أول طائرة مغربية، من خلال تجميع كل أجزائها بالمغرب.
وأفاد الوزير في جواب عن سؤال شفوي لفريق التجمع الوطني للأحرار حول موضوع «صناعة طائرة مغربية 100 في المائة»، بأن قطاع صناعة الطيران بالمغرب عرف تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح المغرب من بين أكبر 20 دولة في العالم تحتضن صناعة الطائرات من كل المكونات، من بينها مكونات صعبة، وأضاف الوزير «اليوم لدينا طموح مشروع، لإنتاج أول طائرة ستقلع لأول مرة من المغرب»، وأوضح مزور «حتى لا نغلط المغاربة، لا توجد دولة في العالم تصنع طائرة 100 في المائة بأجزاء محلية، ولكن طموحنا هو تجميع أجزاء الطائرة وتركيبها بالمغرب، مثل السيارات، وستقلع لأول مرة من المغرب، وهذا هو الطموح، وهو ما نشتغل من أجل الوصول إليه».
وأشاد محمادي توحتوح، النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بطموح المغرب لصناعة أول طائرة محلية، مشيرا إلى أن صناعة الطائرات بالمغرب تعرف تطورا كبيرا، حيث يتم صنع حوالي 40 في المائة من أجزاء الطائرات بالمغرب، ومنها أجزاء حساسة تتم صناعتها في خمس دول فقط، وأكد أن المغرب دولة صاعدة صناعيا بفضل البنية التحتية ودعم الاستثمار وتكوين وتأهيل الكفاءات، وقال: «سيتم تحقيق طموح لصناعة أول طائرة مغربية 100 في المائة، لأن هناك إرادة سياسية، ولدينا حكومة نجحت في تحقيق ثورة اجتماعية في ظرف سنتين، وقادرة على إحداث ثورة صناعية بصناعة أول طائرة كاملة بالمغرب».
وأفادت مصادر من الوزارة بأن المغرب تمكن من التموقع كمنصة صناعية رائدة على مستوى الخريطة الصناعية العالمية، وذلك بفضل العديد من الاستراتيجيات الصناعية المتعاقبة، ومن خلال الارتكاز على المؤهلات البشرية وجودة البنيات التحتية، وكذا تبني مقاربة المنظومات الصناعية وخلق دينامية بين جل الفاعلين الصناعيين وتعزيز الشراكات بينهم، وخصت بالذكر هنا قطاع صناعة الطيران. وأشارت المصادر أن هذا القطاع يتميز بجودة الخدمات المقدمة، خاصة من خلال احترام آجال التسليم ومعدلات الجودة بنسبة 100 في المائة، إضافة إلى توفره على يد عاملة مؤهلة.
وحسب معطيات الوزارة، فقد تم إحداث 6 منظومات صناعية (4 منظومات صناعية قطاعية ومنظومتان صناعيتان للتوريد)، وتم تحقيق أكثر من 21 مليار درهم كرقم المعاملات الخاص بالصادرات في سنة 2023، وإحداث أكثر من 21.000 فرصة عمل مباشرة، وتحقيق أكثر من 40 في المائة، على مستوى الإدماج المحلي في سنة 2022، فضلا عن وجود أكثر من 140 شركة عالمية في قطاع صناعة الطيران بالمغرب، وجذب كبار الشركات العالمية مثل «إيرباص» و«سافران»، وكذلك شركة «برات آند ويتني»، بالإضافة إلى إحداث مشروع لتصنيع أجزاء الطائرات ذات حجم كبير، الذي يوجد في دول قليلة.
وبخصوص الإجراءات المتخذة لدعم ومواكبة قطاع صناعة الطيران، تعمل الوزارة على دعم المهن الرائدة في المنظومات الصناعية، من خلال تقديم دعم خاص لتشجيع المشاريع المتعلقة بتنمية وتطوير المهن الرائدة لقطاع صناعة الطيران بالمغرب، ذات قيمة مضافة عالية، مما يساهم في زيادة دينامية النسيج الصناعي الوطني، ويمكن من إحداث فرص العمل وجذب استثمارات جديدة. كما تعمل الوزارة على جذب الشركات الرائدة في العالم في تصنيع قطع الطائرات وفي إنتاج وتوزيع المواد الأولية، وذلك بهدف تطوير مشاريع استثمارية في المغرب لتعزيز سلسلة القيمة والتوريد المحليتين وتحسين مناخ الأعمال، وتستهدف هذه الإجراءات على وجه الخصوص المهن والأنشطة ذات القيمة المضافة العالية التي ستساعد على زيادة تنافسية القطاع وتطويره وتعزيز النمو الاقتصادي ببلادنا، وفي هذا الإطار، تم التوقيع على عدة اتفاقيات مع مجموعة من الشركات المتخصصة في صناعة أجزاء الطائرات وكذا المواد الأولية والمركبة، التي تندرج في مقدمة سلسلة القيمة الصناعية المحلية.
وفي ما يخص تكوين الموارد البشرية، تسهر الوزارة، بشراكة مع فاعلين آخرين من القطاع العام والخاص، على تلبية حاجيات الشركات من الكفاءات عبر المساهمة الفعلية في ملاءمة عرض التكوين مع الطلب، وفي هذا الصدد، تم إنشاء مركزين متخصصين في تدريب مهن الطيران، بالإضافة إلى تخويل شركات صناعة الطيران الاستفادة من آلية الدعم الموجه لإحداث مناصب الشغل الحديثة والتكوين المستمر.
وأبرزت المصادر ذاتها أن هذا الانفتاح سيمكن من تعزيز تنافسية قطاع صناعة الطيران وتقوية سلسلة القيمة، إضافة إلى الرفع تدريجيا من نسبة الإدماج المحلي، ومنه، حسب مصادر من الوزارة، يبقى الطموح مشروعا للمغرب لكي يصبح من بين البلدان التي تتمكن من التجميع الكلي أو شبه الكلي للطائرات.