عزيز الحور
كشفت دراسة أنجزها الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس) وشملت المؤمنين لدى الصندوق، أن 43 ألفا و856 من هؤلاء مصابون بالضغط الدموي الحاد، حتى حدود سنة 2014، كلف علاجهم، سنة 2014، ما يصل إلى 382 مليــون درهم.
وأفادت الدراسة أن عدد المؤمنين المصابين بمرض ارتفاع الضغط الدموي الحاد المصرح بهم لدى الصندوق، انتقل من 20 ألفا و739 مصابا سنة 2008 إلى 43 ألفا و856 مصابا سنة 2014، أي بزيادة إجمالية نسبتها 111 في المائة، وبنسبة ارتفاع سنوي تقدر بـ13 في المائة.
وأظهرت الدراسة أن الصندوق يسجل في المتوسط 4 آلاف و856 تصريحا جديدا بالإصابة بهذا المرض كل سنة، علما أن هناك العديد من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي يعانون أيضا من أمراض مزمنة أخرى تترتب في مجملها عن مضاعفات مرض ارتفاع الضغط الدموي، أو تكون سبب الإصابة بهذا الأخير. وفي هذا الصدد توضح الدراسة أن معدل المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي والمصابين في الوقت نفسه على الأقل بمرض مزمن آخر انتقل من 27 في المائة سنة 2008 إلى 54 في المائة سنة 2014، مما يكون له تأثير كبير على نفقات العلاج، وفق الدراسة.
وأكدت أرقام الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي أن داء السكري، المرض المزمن الأكثر ارتباطا بارتفاع الضغط الدموي، حيث إن 42 في المائة من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي خلال سنة 2014 يعانون أيضا من مرض السكري، بينما 4.5 في المائة يعانون من مرض الشريان التاجي و3.4 في المائة من الزرق المزمن و2.36 في المائة يعانون من إصابات سرطانية خبيثة.
وبخصوص عدد الإصابات بمرض الضغط الدموي الحاد حسب الجنس، شددت الدراسة على أن النساء المستفيدات من خدمات الصندوق هن أكثر إصابة بالمرض من المستفيدين الرجال، بحيث تمثل النساء 54 في المائة من المؤمنين المصابين بارتفاع الضغط الدموي خلال سنة 2014، مقابل 46 في المائة بالنسبة إلى الرجال.
وحسب الإصابة بالنظر إلى السن، ذكرت أرقام دراسة صندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي نسبة المؤمنين الذين يعانون من ارتفاع الضغط الدموي والبالغين 50 سنة فأكثر يشكلون نسبة 95 في المائة من مجموع المصابين خلال سنة 2014، مع تفاقم هذا المرض بالنسبة للفئة التي يفوق سنها 70 سنة، بحيث تحتد شدة الإصابة بارتفاع الضغط الدموي مع التقدم في السن لتبلغ 9.9 في المائة بالنسبة إلى النساء المتراوحة أعمارهن ما بين 65 و70 سنة، و7.5 في المائة بالنسبة إلى الرجال ضمن نفس الفئة العمرية. كما أشارت الدراسة إلى أن إصابة النساء بارتفاع الضغط الدموي تفوق مرتين نسبة إصابة الرجال بهذا الداء بالنسبة للفترة العمرية المتراوحة ما بين 25 و55 سنة، ويمكن تفسير ذلك، وفق الدراسة، بارتفاع ضغط الشرايين خلال فتــــرة الحمـــــل والذي تجب مراقبتـــــه بشكـــــــل منتظم من خلال الاستشارات الطبية التي تتخلل فترة ما قبل الولادة، في حين أكدت أن الإصابة بالمرض مرتبطة بالتقدم في السن.
وبالنظر إلى التوزيع الجغرافي للمصابين، ذكرت الدراسة أنه سجل معدل انتشار مرض ارتفاع الضغط الدموي بين المؤمنين أعلى نسبه بجهة الدار البيضاء الكبـــرى بمعدل 2.32 في المائة، ثم الربــــــاط ســــلا-زمـور-زعيـــر بمعدل 2.15 في المائة، وفــــــاس-بولمــــان 1.74 في المائة، والغــرب الشراردة – بنـــي احســـــن 1.65 في المائة، وطنجـــــــة تطـــــــوان 1.50 في المائة، في حين فسرت الدراسة هذا التفاوت بين الجهات في نسب انتشار المرض بعوامل مرتبطة بنمط العيش، ومدى توفر العلاجات الصحية في الجهة المعنية، ومعدل التصريح بالمرض لدى الصندوق.