كشف مصدر «الأخبار» أن أحياء مدينة سيدي يحيى الغرب، التي يدبر شؤونها إدريس الزويني المنتمي لحزب الحركة الشعبية، تحولت، منذ منتصف الأسبوع الماضي، إلى مكبات للنفايات المنزلية، بسبب مغادرة شركة النظافة «كازاتيكنيك»، التي انتهت مدة العقد التي تربطها بالجماعة، في صفقة بلغت قيمتها المالية 730 مليون سنتيم، خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2013 إلى غاية منتصف السنة الجارية، قبل أن تفوز شركة «أوزون» بصفقة جمع النفايات المنزلية والمشابهة لها بمدينة سيدي يحيى الغرب، بغلاف مالي بلغ 780 مليون سنتيم، وهي الصفقة التي أشرف عليها مجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة، الذي بات يرأس مجلسه حسن صناك، خلفا لعبد الواحد خلوقي، هذا الأخير الذي لازال يتحكم بشكل فعلي في تدبير أمور مجلس مجموعة الجماعات، وفق ما أسر به مصدر مطلع من داخل مقر عمالة إقليم سيدي سليمان.
وبحسب المعطيات التي تحصلت عليها «الأخبار»، فإن سبب أزمة النظافة التي باتت تشهدها مدينة سيدي يحيى الغرب، والتي تتزامن مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، يرجع بالأساس إلى تأخر تأشير المصالح المركزية بوزارة الداخلية على صفقة النظافة التي فازت بها شركة «أوزون»، والتي ستكون ملزمة أيضا بالعمل على نقل النفايات من مطرح سيدي يحيى الغرب، نحو المطرح المراقب الموجود بمدخل مدينة سيدي سليمان، مثلما يواجه رئيس المجلس البلدي لسيدي يحيى الغرب، انتقادات واسعة، بسبب التأخر في الالتزام بتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة، الكفيلة بأداء مستحقات الشركة، وهو الوضع الذي أجبر المسؤولين بعمالة إقليم سيدي سليمان، بالدخول على خط الأزمة، حيث اضطر إدريس الزويني بصفته رئيسا للجماعة، إلى مراسلة وزارة الداخلية في الموضوع، والالتزام بتوفير الاعتماد المالي المطلوب، في وقت يسارع مجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة، بصفته المسؤول المباشر عن تدبير مرفق قطاع النظافة بالإقليم، الزمن، من أجل تشكيل هياكل المجلس، وانتخاب رؤساء اللجان، في ظل الخصاص الملحوظ من حيث المعدات والآليات، بعدما عمد المجلس الإقليمي الذي يتحمل مسؤوليته خلوقي عبد الواحد، إلى استعادة عدد من الشاحنات والسيارات، ناهيك عن الخصاص المسجل من حيث الموارد البشرية.
وأكد مصدر «الأخبار»، أن تدبير أمور مجلس مجموعة الجماعات للبيئة، بات يتم بناء على خلاصات الاجتماعات (المغلقة) التي يعقدها كل من رئيس قسم الشؤون الداخلية، الكاتب العام بالنيابة (فؤاد بحيث)، الذي يستشير في كل صغيرة وكبيرة مع عبد المجيد الكياك عامل الإقليم، الذي يمر بوعكة صحية ألزمته الفراش منذ فترة طويلة، وعبد الواحد خلوقي (العضو بالمجلس)، إضافة إلى حسن الصناك، رئيس مجلس المجموعة، حيث من المرتقب أن يحتدم التنافس بشكل قوي بين الشركتين النائلتين لصفقتي جمع النفايات بسيدي سليمان وسيدي يحيى الغرب، سيما أن العقد الذي يربط شركة «س.س للبيئة» مع مجموعة الجماعات بشأن نظافة جماعة سيدي سليمان، سينتهي عند متم سنة 2024، في وقت استغرب متتبعون لتدبير الشأن العام، من العرض المقدم من طرف شركة « أوزون» بخصوص صفقة سيدي يحيى الغرب، والذي يصل 850 مليون سنتيم، علما أن الصفقة السابقة بلغت قيمتها 780 مليون سنتيم للسنة، على اعتبار الارتفاع الملحوظ في أسعار المحروقات، دون إغفال الالتزام الجديد الذي يجبر الشركة على ترحيل النفايات من مطرح سيدي يحيى الغرب نحو مطرح سيدي سليمان، وسط تحذيرات من تساهل مجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة، مع شركة «أوزون» بخصوص تنزيل مقتضيات دفتر التحملات.