الأخبار
اهتزت مدينتا سلا وفاس، بحر الأسبوع الماضي، على وقع فضائح البيدوفيليا والاغتصاب داخل الوسط التعليمي، بعد اغتصاب تلميذ قاصر لا يتعدى عمره 12 سنة من طرف حارس عام بإحدى الإعداديات ضواحي مدينة سلا، وتورط مدير ثانوية تأهيلية بجماعة عين الشقف بمديرية فاس في التحرش بتلميذة داخل مكتبه.
الواقعة الأولى التي هزت مدينة سلا، مساء الأربعاء الماضي، تتعلق بهتك عرض تلميذ قاصر مزداد سنة 2012 من طرف حارس عام بإحدى الإعداديات بجماعة السهول التابعة لعمالة سلا، بعد استدراجه إلى زاوية محاذية للمؤسسة ومتوارية عن الأنظار، قبل أن يمارس عليه الجنس بشكل بشع، حسب شهادة تلميذ آخر عاين مجريات الجريمة، دون أن يلتفت إليه الحارس العام المشتبه فيه.
وحسب المعطيات المرتبطة بهذه الجريمة، سارعت عائلة التلميذ إلى نقل القاصر الضحية إلى مستعجلات المستشفى الجامعي ابن سينا، حيث خضع لعلاجات وفحوصات طبية أكدت تعرضه لجريمة هتك عرض، وقد تقدمت أسرة الطفل بشكاية رسمية إلى رجال الدرك في الموضوع، تفاعلت معها النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط، التي أمرت بوضع الحارس العام رهن الحراسة النظرية والبحث معه.
وقد حاول المتهم إنكار التهمة الموجهة إليه واعتبار الشكاية كيدية من طرف والد التلميذ، قبل أن يجد نفسه محاصرا بشهادة تلميذ آخر استمعت إليه عناصر الدرك الملكي، أكد من خلالها معاينته لتفاصيل الجريمة، انطلاقا من استدراج زميله إلى مكان منزو بجوار المؤسسة وتعريضه للاغتصاب، فضلا عن التقرير الطبي الذي قطع الشك باليقين، مؤكدا ارتكاب الفعل الإجرامي.
عناصر الدرك الملكي أحالت، نهاية الأسبوع الماضي، الحارس العام الخمسيني المتهم، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي أحاله بدوره على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعه في حالة اعتقال للتحقيقات التفصيلية حول التهمة المنسوبة اليه، وقد تم إيداعه سجن تامسنا، مساء الجمعة الماضي، في انتظار التحقيق معه تفصيليا، وسط توقعات باحتمالية ظهور ضحايا آخرين من ضمن التلاميذ الذين يرجح أنهم كانوا ضحية تغرير وهتك عرض من طرف نفس المسؤول التربوي.
وبخصوص الفضيحة الثانية، فقد فجرها فيديو جرى تسريبه على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق التراسل الفوري «واتساب»، يوثق لعملية تحرش بطلها مدير ثانوية تأهيلية بجماعة عين الشقف، التابعة لمديرية فاس.
الفيديو الذي يرجح التقاطه سرا من طرف التلميذة الضحية، وثق لتفاصيل جريمة التحرش الجنسي التي تعرضت لها بمكتب المدير، وهي تستنجد به من أجل التدخل لها لدى الحارس العام المكلف بمتابعة الغياب، من أجل السماح لها بولوج المؤسسة، ما دفعه إلى استغلال الوضعية والشروع في التحرش بها.
وبالموازاة مع فتح تحقيق عاجل في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة، سارعت الأكاديمية الجهوية للتعليم بجهة فاس إلى إيفاد لجنة رفيعة المستوى إلى المؤسسة، من أجل إجراء بحث داخلي أولي، أسفر عن إصدار قرار فوري من طرف مدير الأكاديمية بتوقيف المسؤول التربوي مؤقتا عن العمل، في انتظار نتائج التحقيقات الأمنية والقضائية.
وبدا لافتا أن المدير المتهم استشعر خطورة الجرم الذي ارتكبه، ما دفعه إلى التواري عن الأنظار، منذ الساعات الأولى لتفجر الفضيحة وتسريب التسجيل، في الوقت الذي أكدت بعض المصادر المقربة من الملف أن الجهات القضائية المختصة أمرت بوضعه تحت طائلة المبحوث عنهم.