طانطان: محمد سليماني
تحولت مدارة طرقية بالمدخل الجنوبي لمدينة طانطان إلى كابوس مرعب بالنسبة إلى السائقين ومستعملي الطريق، وذلك اعتبارا لعدد الضحايا الكبير الذين تسببت لهم هذه المدارة في حوادث سير خطيرة.
واستنادا إلى المعطيات، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن تتسبب هذه المدارة المحدثة حديثا في حوادث سير خطيرة، آخرها ما وقع، صباح أول أمس الأربعاء، عندما سقطت حاوية ضخمة من شاحنة مقطورة وسط الطريق، بعدما حاول السائق عبور هذه المدارة، قبل أن يجد نفسه في وضع صعب بعدما فقدت الشاحنة توازنها حتى كادت أن تسقط على الحافة، غير أن محاولة إعادتها إلى وسط الطريق أدت إلى سقوط الحاوية من فوق الشاحنة، وتسببت في إغلاق الطريق المؤدية إلى طانطان وإلى باقي الأقاليم الجنوبية لمدة طويلة.
وظلت الحاوية وسط الطريق لمدة طويلة، حيث أدت إلى عرقلة حركة السير، خصوصا بأحد المحاور الطرقية، لتتدخل عناصر الدرك الملكي والتي قامت بتغيير اتجاه السير نحو اتجاه واحد إلى حين سحب الحاوية.
وليست المرة الأولى التي تحصد فيها هذه المدارة الطرقية (مدارة الحميدية) ضحايا، ذلك أنه تسجل بها بشكل مستمر حوادث سير خطيرة، آخرها حادثة سير مروعة، قبل أيام، بعدما انقلبت شاحنة محملة بأطنان من الأسماك وسط المدارة، لتتدحرج بفعل السرعة والوزن الزائد نحو الحافة المحاذية لها. وتزامنت الحادثة مع مرور شاحنة عسكرية كانت تقل جنودا، حيث توقفت على الفور، وتدخل بعض الجنود لإنقاذ السائق ومرافقه من موت محقق، بعدما ظلا عالقين داخل الشاحنة. وبفعل شدة انحدار المدارة، تحولت الشاحنة إلى هيكل حديدي بعدما تهشمت بالكامل، إذ لم يبق منها سوى العجلات والهيكل القاعدي فقط، فيما تدفقت حمولتها من الأسماك على طول مسافة الحادثة.
وتعتبر هذه المدارة الطرقية نقطة سوداء وسط الطريق السريع الرابط ما بين تيزنيت والداخلة، إذ سبق أن وقعت، قبل أيام، حادثة مماثلة في المكان نفسه بالضبط، حيث تعرض سائق شاحنة مقطورة لإصابات بالغة، فيما أصيب مساعده بإصابات خفيفة. وقبل ذلك تعرضت مجموعة من المركبات والعربات لحوادث سير مروعة بهذه المدارة، الموجودة وسط المقطع الطرقي الرابط ما بين مدينتي طانطان والوطية بالطريق السريع تيزنيت- الداخلة، والتي تم اعتمادها كمبدل وسط الطريق السريع لمن رغب في مواصلة الطريق نحو الشمال أو الجنوب، دون رغبة منه في الدخول إلى مدينة طانطان.
واستنادا إلى المعطيات، فإن من بين أسباب الحوادث المروعة المسجلة هناك، طبيعة هذه المدارة الطرقية (الحميدية) التي تم تشييدها للراغبين في تغيير الاتجاه، إلا أن الشكل الهندسي لهذه المدارة ووجودها في منحدر طرقي يزيدان من صعوبة التحكم في العربات، خصوصا ذات الوزن الثقيل.
يذكر أن هذه المدارة من أخطر النقاط وسط الطريق السريع بالنسبة إلى مستعملي الطريق، ذلك أنها كبيرة جدا، في حين تم تقليص مستوى الطريق المحيط بها وتضييقه بشكل كبير جدا، إضافة إلى علوها عن مستوى سطح الأرض، ناهيك بضعف الرؤية بهذا المكان، مما يؤدي دوما إلى وقوع حوادث سير خطيرة، حيث إن السائقين يتفاجؤون بوجود المدارة، غير أنه بسبب السرعة الزائدة، والوجود الكثيف للسيارات والعربات على هذه الطريق يقعون في حوادث سير. وحتى عندما يعلم بعض السائقين بوجود المدارة، ويبدؤون في تخفيض السرعة إلى مستوياتها الدنيا استعدادا لتخطيها، فإنهم أحيانا يقعون ضحية حوادث سير، حيث إن بعض السيارات القادمة في الاتجاه نفسه تصطدم مع تلك التي تستعد لتخفيض السرعة عند المدارة. ويزداد الوضع سوءا أكثر عند حلول الظلام، حيث إن هذه المدارة لا تظهر بشكل مميز عن بعد للسائقين، إلا بعد الوصول إليها، عندها يكون التحكم في السيارة أو المقطورة أو تخفيض السرعة صعبا جدا. كما أن وجودها في منحدر أكثر تقلصا، يجعل المركبات الثقيلة عاجزة عن التحكم في الكوابح، ذلك أن شدة الانحدار تتسبب في سخونة الكوابح التي تصبح عاجزة عن تخفيض السرعة، مما يتسبب في الحوادث.