شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

مخرج الفتنة

حسن البصري

 

رافق مباراة الأهلي المصري والرجاء المغربي لغط كبير، وتكالبت على الفريق البيضاوي شلة السوء، واجتمع في دائرة القرار التحكيمي رجال أشداء لهم سوابق في التنكيل بالفرق، التي ما زالت تعتقد أن الأقدام هي من تحسم المباريات.

اجتمع في دائرة القرار حكم ومراقب ومخرج أفرج عنهم أخيرا بكفالة «إعلامية»، وفي مباراة القاهرة قرروا جلد ممثل الكرة المغربية، حين ابتلت العروق وذهب الظمأ.

لم ينتبه مسؤولو الرجاء إلى «الشلة» التي كانت تتربص بممثل الكرة المغربية، رغم أنهم يعلمون علم اليقين أن مصير النادي بين أيدي أصحاب سوابق في ذبح الفرق وشنق المدربين وخنق الجماهير.

من هم صناع الفتنة في ملعب لا يحمل من السلام إلا الاسم الجاثم على البوابة الرئيسية:

عينت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الحكم الجزائري مهدي عبيد مسؤولا عن غرفة «الفار»، بمعية مواطنه عبد الحق التشالي، ولأن رأس مهدي مطلوب في مصر، بعد فضيحته خلال مباراة سابقة بين الترجي والأهلي، فقد لاحت أمامه فرصة مصالحة المصريين على حساب المغاربة.

سبق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم أن قام بتجميد مهدي عبيد وحرمانه من المشاركة في مونديال الأندية، وحين أفرج عنه بكفالة «إعلامي»، استعاد هواية نشل الفرحة من قلوب الجماهير.

أفسد الجزائريان المباراة، بعد تغاضيهما عن خطأ فادح للحكم الكونغولي ندالا، الذي منح ضربة جزاء غير صحيحة للأهلي المصري، باركا قراره، وقالا في قرارة نفسيهما: «هذه فرصتنا لمصالحة المصريين».

وحين يكون الحكم من أصحاب السوابق، فإن شروط الجريمة تكتمل، ويصبح الملعب مسرحا للجريمة. لقد تبين بالملموس أن سلطات مطار كينشاسا لم تظلم الحكم الكونغولي المساعد أوليفيي سافاري، حين ألقت عليه القبض قبل أن يطأ درج الطائرة القادمة إلى القاهرة.

تحركت الهواتف بين القاهرة وكينشاسا من أجل الصفح عن الحكم، المتهم بإهانة مقرر قضائي، قبل أن تنجح المساعي الحميدة في منحه سراحا مؤقتا، إذ سيمثل أمام المحكمة فور عودته من القاهرة.

ماذا ننتظر من حكم متابع في قضايا زجرية؟ فالرجل الذي يهين قضاء بلاده مستعد لإهانة الجميع.

لم تكتمل الحكاية إلا بمخرج تلفزيوني مثقل بالسوابق، حين قدم لغرفة تقنية الفيديو لقطة من زاوية بعيدة، غالطت الحكم وجعلت صافرته تنطق كذبا.

هو أشهر مخرج تلفزيوني للكرة في مصر، اسمه محمد نصر ويعرف في الأوساط الرياضية بـ«مخرج الفتنة»، حيث أشعل الصراع بين جماهير الأهلي والزمالك مرات عديدة، وتعرض لغارات من الزمالكاويين كادت تكلفه عينه.

ولأن المخرج يتحكم في «الفار» ويؤثر في قرارات الحكام، فإن الاتحاد المصري لكرة القدم رضخ مرارا لضغط الشارع وتدخل لدى التلفزيون لإعفائه من الإخراج، ومنحه إجازة حين يكون الأهلي طرفا في مواجهة محلية.

من أغرب تصريحات هذا المخرج المثير للجدل، قوله: «أشتم أبي وأمي وأموت كافرا، ولا أخطئ في حق الأهلي»، يا سلام منتهى العشق الصوفي لفريق كرة، واستعداد فطري للعقوق الأسري في سبيل الأهلي.

كيف يجتمع حكم كونغولي مطلوب على ذمة التحقيق، وحكم «فار» جزائري ما زال يقضي عقوبة موقوفة التنفيذ، ومخرج مصري اقترن اسمه بفضائح مباريات الكرة في القاهرة وضواحيها؟ كيف تجتمع هذه الشلة في دائرة القرار، دون أن يراق على جوانب المباراة اللغط والدم؟

لا نسعى من وراء هذه المرافعة إلى تبرير خسارة الرجاء المغربي في موقعة القاهرة، فقد كانت «النسور» بلا مخالب، ولا ننقص من قوة الأهلي الذي ليس في حاجة إلى أصحاب سوابق، لكن لابد من الإقرار بمتغير جديد في الكرة، فقد انتقلنا من ظلم الحكام إلى جور المخرجين.

قد نقرأ يوما في الجنيريك «شكرا لكل من ساهم في الانتصار».  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى