محمد وائل حربول
علمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن منطقة باب دكالة قرب المحطة الطرقية بمراكش، شهدت هجوم «مختل عقليا» معروف بالمنطقة على أحد المواطنين بأداة حادة على مستوى الرأس، بعدما رفض الضحية مد المختل بسيجارة، حيث تم نقل الأخير على وجه السرعة نحو مستعجلات مستشفى محمد السادس وهو في حالة خطيرة، فيما تمكنت العناصر الأمنية الموجودة بالقرب من مكان الحادث من إلقاء القبض على المختل العقلي المذكور.
وحسب المعلومات الحصرية التي حصلت عليها «الأخبار» من مصدر مطلع، فإن الضحية الخمسيني لم يفارق الحياة، عكس ما تم تناقله بمواقع إخبارية محلية أو على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي، إذ أكد المصدر ذاته، أن الضحية حي يرزق بالرغم من قوة الضربة التي تعرض لها على مستوى الرأس نهاية الأسبوع الماضي، حيث تمكنت الأطقم الطبية بمستشفى محمد السادس من إخضاعه للعلاجات الضرورية قبل أن يخرج من المستشفى، صبيحة أول أمس، بعد أن تم التواصل مع أهله وتطمينهم باستقرار حالته الصحية.
وأكد المصدر عينه أن الضحية قرر عدم متابعة المختل العقلي، حيث قدم تنازلا في هذا الصدد، قبل أن يقرر الانتقال إلى مدينة الدار البيضاء، إذ كشف المصدر عينه أن الأخير مر على مدينة مراكش وتوقف من أجل ارتشاف قهوته بإحدى المقاهي الموجودة بجانب المحطة الطرقية، قبل أن يباغته المختل العقلي المذكور ويطالبه بسيجارة، ليتطور الأمر فيما بعد لحادث خطير كاد أن يودي بحياته لولا تدخل رجال الأمن ورجال الإسعاف في الوقت المناسب.
وعلمت «الأخبار»، في هذا السياق، أن مصالح الدائرة الأمنية 22 هي من قامت باعتقال الجاني، حيث تتم متابعته إلى حدود الساعة بالرغم من تنازل الضحية، فيما وبالجانب الآخر أثار الحادث سخط فعاليات حقوقية ومدنية على مستوى مدينة مراكش، حيث أكدت الفعاليات ذاتها أنها سبقت ونبهت مرارا وتكرارا لظاهرة المختلين العقليين على مستوى منطقة باب دكالة بصفة خاصة، حيث وثقت هذه الفعاليات تزايد عدد المختلين بالصور، كما وثقت بالفيديو بعضا من الاعتداءات التي يقومون بها في حق عدد من المواطنين.
وفي هذا السياق، تدخل الحقوقي محمد الهروالي على الخط، حيث قال إنه وعلى إثر توالي الحوادث الخطيرة من اعتداءات مختلين عقليين على مواطنين مراكشيين بعضها موثق بفيديوهات توضح بشاعة ما تتعرض له الساكنة وكأننا في حرب أهلية، فـ «إننا كحقوقيين وهيئات من المجتمع المدني على مستوى مدينة مراكش، ندين تخلي وزارة الصحة عن دورها في العناية بهذه الفئة، إذ منذ إخلاء ضريح بويا عمر الشهير خلال حكومة ابن كيران، دون تخطيط أو تدبير قبلي، أو توفير بدائل، تكاثر بشكل مقلق عدد المختلين العقليين، خاصة وأن مستشفى الأمراض العقلية (سعادة) بمراكش لا يستوعب الكم الهائل الذي يتقاطر عليه بشكل أسبوعي».
واعتبر المتحدث ذاته أن عائلات المرضى النفسيين تعاني الأمرين في العناية بهذه الفئة، إذ أن دور المستشفى العمومي أصبح عاجزا بشكل كلي عن توفير العناية والرعاية والعلاج الكافي، حيث يقتصر دوره على احتجاز المرضى لفترة معينة، ثم تركهم لحال سبيلهم، مشيرا إلى أن تكاليف التتبع لدى أخصائي القطاع الخاص جد مرتفعة، وأضاف الهروالي أن الفعاليات ذاتها تسجل «عجز السلطات المعنية عن تدبير الوضعية، إذ يبدو أن دورها يقتصر على حملات موسمية، أغلبها يتزامن مع زيارات لشخصيات رسمية، حيث يتم إبعاد هذه الفئات عن المدينة بطريقة لا إنسانية، أو إرسالهم إلى مراكز الاستشفاء التي تسرحهم بعد ذلك بقليل».