على بعد أشهر من انتهاء أشغال تهيئة المدينة العتيقة للرباط، والتي امتدت لأزيد من عامين، كشفت مصادر مطلعة أن عددا من البقع والعقارات القديمة في المدينة بدأت تسيل لعاب «حيتان» العقار، التي ترى فيها وجبة دسمة، خصوصا بعد عمليات الإفراغ التي تمت في حق مكتري تلك المحال، والذين عمروها لعدة عقود ومنهم من بات في مواجهة ورثة الملاك الأصليين لها. كما أن عملية التهيئة شملت بقعا وأراضي كانت فارغة وسط المدينة، وفق ما كشفت عنه مصادر مطلعة للجريدة، مؤكدة أن عددا من المحلات التجارية حصل مكتروها على تعويضات مالية هزيلة مقابل إفراغها، وتم بيعها إلى مستثمرين ليتم إنشاء «قيساريات» ورياضات سياحية وسط المدينة.
وفي هذا السياق، توصلت «تيلي ماروك» بملف إفراغ عدد من التجار في حي «الجزاء» بالمدينة العتيقة للرباط، وقال «ك.ع»: «إنه كان يكتري محلا تجاريا في قلب المدينة العتيقة، وقد توصل بقرار من أجل إفراغ المحل للإصلاح من طرف ملاكه الأصليين، قبل أن يفاجأ بأنه قد تم بيع المحلات برمتها والتي توجد في البناية إلى مستثمر، من أجل تشييد قيسارية حديثة بدلها». وأشار المتحدث ذاته في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إلى أن «باقي التجار الذين كانوا يكترون المحلات التجارية المجاورة له والذين تم إفراغهم بحكم قضائي، حصلوا على تعويضات من الملاك الأصليين، في الوقت الذي تم استثناؤه هو، رغم توفره على الأصل التجاري لذلك المحل».
وأكد المتحدث ما قال إنها «تحركات لنافذين من أجل الاستحواذ على المحال التجارية والعقارات التي توجد في المدينة العتيقة، والتي خضعت للترميم وإعادة التأهيل من طرف وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق»، مشيرا إلى أن «العديد من المحال التي توجد في المدينة العتيقة تكتسب قيمة مرتفعة، بعد عملية التهيئة، وعلى اعتبار المدينة العتيقة هي القلب النابض للعاصمة الرباط، وقد ارتفعت السومة الكرائية وأسعار العقارات فيها بشكل خيالي في الفترة الأخيرة»، في الوقت الذي كان عدد من سكان المدينة العتيقة، طالبوا بتدخل الجهات الوصية في الرباط، لمعالجة المشاكل المرتبطة بتهيئة بعض أزقة المدينة، والتي تأخرت أشغال إنجازها وعرفت بعض التعثرات.