شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

محطة تحلية مياه البحر تنهي معاناة سكان العيون

رفع الطاقة الإنتاجية للماء الشروب بالعيون إلى 66 ألف متر مكعب في اليوم

العيون: محمد سليماني

 

بعد سنوات من المعاناة المستمرة مع الانقطاعات اليومية للماء الصالح للشرب بجل أحياء مدينة العيون، وبعدما كان السكان يضطرون إلى ملء كل ما يملكونه من براميل وقنينات من الماء وتخزينه في منازلهم، لكون مياه الصنابير تعرف انقطاعات يومية، ومطاردة الشاحنات الصهريجية بحثا عن الماء، تم بدء العمل بمحطة لتحلية مياه البحر لتزويد مدينة العيون ومدينة المرسى، وجماعة فم الواد، ومركز “تاروما” بالماء الصالح للشرب.

ويراهن سكان هذه المدن والمراكز على هذه المحطة الجديدة، لإنهاء معاناة استمرت لسنين عديدة، بحثا عن قطرات الماء الشروب. ومما زاد من هذه المعاناة أكثر لجوء المديرية الجهوية لقطاع الماء الصالح للشرب قبل أشهر إلى إعادة جدولة مواقيت استفادة كل أحياء العيون من الماء الصالح للشرب، بشكل تناوبي. واستنادا إلى المعطيات، فإن أزمة المياه الصالحة للشرب التي تعرفها المدينة، أدت إلى اللجوء إلى حل مؤقت يقوم على توزيع الماء بالتناوب بين كل أحياء المدينة لمدة تتراوح ما بين ساعتين إلى أربع في اليوم حسب الكثافة السكانية، وحسب حجم الخزان المزود. ويتم توزيع المياه انطلاقا من الخزانات الأربعة، بكل من الوحدة، و”البوليكون”، و”كولومينا”، و”الداه”، حيث إن بعض هذه الخزانات تبدأ في ضخ المياه من الخامسة صباحا، إلى غاية الحادية عشرة ليلا، فيما بعضها الآخر يتوقف عن ضخ المياه على الساعة السادسة مساء.

واستنادا إلى المعطيات، فقد عرفت السنة الهيدرولوجية 2020-2021، عـلى مستوى هذا الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب عجزا في التساقطات المطرية، باستثناء إقليمي السمارة وطانطان، حيث قدر هذا العجز ب 53 في المائة مقارنة مع المعدل السنوي، مما أثر سلبا على مستوى الفرشات المائية، كما وصلت نسبة العجز خلال السنة الهيدرولوجية 2021-2022 على مستوى الحوض، إلى 43 في المائة.

وقد خلف هذا العجز المائي خلال السنتين الأخيرتين، انعكاسات كبيرة على وضعية تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، إذ باتت أغلب أحياء مدينة العيون تعيش على وقع انقطاعات متتالية يوميا في المياه الصالحة للشرب، المسماة محليا “العيافة”، مما أصبح يخلق اضطرابا لدى السكان في التزود بهذه المادة الحيوية التي يزداد الطلب عليها بشكل كبير تزامنا مع فصل الصيف، ثم تزامنا مع ارتفاع موجة الحر التي تعرفها الأقاليم الجنوبية هذه الأيام.

ومن أجل إنهاء هذه المعاناة، تم قبل أيام افتتاح محطة التحلية الجديدة، كما تمت تقوية إنتاج المياه الخام انطلاقا من أثقاب ساحلية، وإنشاء 3 خزانات بسعة 5.500 أمتار مكعبة، وإنشاء محطات للضخ، وتركيب منظومة للتحكم عن بعد.

وقد خصص لهذا المشروع اعتماد مالي يصل إلى حوالي 450 مليون درهم، حيث سيمكن من إنتاج 26.000 مترا مكعبا في اليوم من الماء الشروب عن طريق تحلية مياه البحر باستخدام تقنية التناضح العكسي مع استغلال أحدث التقنيات في هذا المجال، لاسيما نظام استعادة الطاقة لخفض كلفة إنتاج المتر المكعب من المياه المحلاة.

وتنضاف هذه المحطة الجديدة إلى محطة أولى يقدر سعة إنتاجها 26 ألف متر مكعب في اليوم، إضافة إلى 14700 متر مكعب يتم توفيرها انطلاقا من الموارد الجوفية، لترتفع بذلك الطاقة الإنتاجية للماء الشروب بالعيون إلى حوالي 66700 متر مكعب في اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى