الأخبار
علمت «الأخبار» أن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة، وفي سياق الجدل القائم بخصوص تمكين عدد من المسؤولين الإداريين من استغلال مساكن وظيفية، عبارة عن «فيلات» تقع بالقرب من الإقامة العاملية، دون سلك المساطر القانونية الجاري بها العمل، والمؤطرة لعملية إسناد المساكن الإدارية والوظيفية، عمد بشكل أثار الكثير من علامات الاستفهام، إلى إصدار مراسلتين (عشية نشر مقال في الموضوع بجريدة «الأخبار»)، تتعلقان بإسناد السكن الإداري والوظيفي.
وتضمنت المراسلتان تاريخا يعود إلى 11 شتنبر 2024، وجرى نشرهما بمجموعة مغلقة بتطبيق التراسل الفوري (واتساب) خاصة بمديري المؤسسات التعليمية، الأمر الذي خلق حالة من الاستغراب في صفوف الأطر التربوية والإدارية، بشأن خلفيات توقيت نشر هاتين المراسلتين ومضامينهما والغاية من ذلك، سيما أن المراسلتين تحملان العدد نفسه (24/3964)، ما يؤكد حالة الارتباك التي حاولت من خلالها المديرية الإقليمية لوزارة الترابية الوطنية بالقنيطرة، التغطية على شبهة التجاوزات التي رافقت عملية إسناد السكن الإداري والوظيفي.
وأفاد مصدر مطلع، من داخل المديرية الإقليمية للتعليم بالقنيطرة، بأن الغاية من إصدار المراسلتين المذكورتين آنفا توخت أساسا تشتيت الانتباه عن الطريقة التي تم بها تفويت مساكن إدارية ووظيفية خارج الضوابط القانونية، والإيحاء بأن المديرية قد أصدرت بتاريخ سابق مراسلتين متعلقتين بالسكن الوظيفي، والحال أن هاتين المراسلتين لا علاقة لهما بموضوع تمتيع الإداريين المعنيين بالفيلات الفخمة، وهو ما اعتبره العارفون بخبايا ما يجري ويدور داخل مديرية التعليم تجاوزا خطيرا يستدعي من المفتش العام للشؤون الإدارية بالمصالح المركزية بالوزارة الوصية على القطاع، التحرك من أجل فتح تحقيق حول الطريقة التي تم بها إصدار هاتين المذكرتين، خاصة وأن المراسلتين المتعلقتين بالسكن الوظيفي، والصادرتين في اليوم ذاته تحملان الرقم نفسه، ما يشير إلى حالة الارتباك التي رافقت تدبير هذه الأزمة.
المصدر ذاته أشار إلى أن عملية الإسناد «غير القانونية» التي أشر من خلالها مسؤولو الأكاديمية الجهوية لمهن التربية والتكوين بجهة الرباط سلا القنيطرة على منح ثلاث فيلات لموظفين إداريين، دون التقيد بالمذكرة الوزارية رقم 40، الصادرة بتاريخ 10 ماي 2004، المحددة لمقتضيات شروط إسناد المساكن الإدارية والوظيفية، انضاف ذلك إلى الجدل الذي رافق بداية الموسم الدراسي الجاري، تأشير المسؤولين أنفسهم على منح فيلا رابعة تمتد على مساحة تفوق ألف متر مربع، وتقع قبالة المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالقنيطرة، غير بعيد عن الإقامة العاملية، وهو السكن الفسيح الذي متع به المعنيون بالأكاديمية زميلا لهم يشغل مهمة المنسق الجهوي لمادة الفلسفة على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، في الوقت الذي تنص فيه المذكرة الوزارية على فتح باب الترشيح في وجه جميع الموظفين العاملين بمقر المديرية، وكذا الموظفين العاملين بمختلف المؤسسات الإدارية بنفوذ الجماعة الترابية القنيطرة، ومن ثم ترتيب المستفيدين على حسب الاستحقاق، بالنظر إلى النقاط المتحصل عليها، وفق المعايير التي تضمنتها المذكرة الوزارية ذات الصلة.
