حسن الخضراوي
كشفت مصادر أن لجان الإطفاء والإنقاذ، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمحلية بشفشاون، تمكنت، إلى حدود مساء أول أمس الخميس، من محاصرة شبه كلية للحرائق الغابوية التي اندلعت بجماعتي فيفي وباب تازة بالإقليم، حيث أتت النيران على أزيد من 500 هكتار من الغطاء الغابوي، دون تسجيل أي خسائر بشرية، كما تواصل فرق الإطفاء المرابطة داخل أدغال الغابات، التعامل مع بؤر الجمر، والتدخل السريع في حال عودة اشتعال النيران مجددا لا قدر الله.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن التدخلات الجوية المكثفة والتنسيق بين كافة المتدخلين بالميدان من سلطات محلية، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والمياه والغابات، وعمال الإنعاش الوطني، وعمال البرنامج الحكومي أوراش، والسكان المتطوعين، مكنا من محاصرة النيران وحماية حياة وسلامة السكان بالدرجة الأولى، والعمل على تنفيذ خطط استباقية لتفادي انتقال ألسنة اللهب للمناطق السكنية والدواوير القريبة.
وأضافت المصادر عينها أن الجهات المسؤولة عن إعادة التشجير بإقليم شفشاون وكذا باقي المناطق بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، التي شهدت حرائق غابوية مهولة خلال فترة الصيف، تعيش على وقع الاستنفار لتنفيذ خطط غرس الشتائل وتوفير الأرضية المناسبة لمساعدتها على النمو والسقي المنتظم حتى يشتد عودها، سيما في ظل تحذير الرأي العام من لوبيات عقار تنتظر الفرص المناسبة للاستيلاء على أملاك غابوية بطرق ملتوية.
وذكر مصدر آخر أن الحرائق الغابوية التي شهدتها غابات أقاليم تطوان والعرائش ووزان وشفشاون والحسيمة..، لم يسبق لها مثيل بحسب سكان المناطق المعنية، حيث دمرت النيران مساحات من الأراضي الفلاحية والأشجار المثمرة، واحتراق خلايا النحل ونفوق العديد من المواشي والثروة الحيوانية بمنتزه تلاسمطان بالشمال، ناهيك عن تدمير شبكة الماء والكهرباء، والصعوبات التي يواجهها المتضررون من أجل العودة للحياة الطبيعية، رغم تخصيص مساعدات مالية من المصالح الحكومية.
وأضاف المصدر نفسه أن تبعات الحرائق الغابوية بالشمال ظهر أنها مست الجميع بدون استثناء الطبيعة والإنسان والحيوان، لذلك على كل المؤسسات المعنية، والسكان والفعاليات المدنية، الاهتمام بحماية الملك الغابوي بكل الوسائل المتاحة، والعمل المستمر على التوعية والتحسيس بخطر اشتعال الحرائق الغابوية، وتجنب كافة أسبابها، بالإضافة لعمل المصالح المختصة على تعزيز الموارد البشرية واللوجستيك للإطفاء والإنقاذ، وفتح الممرات الغابوية التي تساهم في تسريع عمليات التدخل للإخماد، مع الحرص على التوعية بأهمية التبليغ السريع وتفادي الكوارث الناتجة عن انتشار النيران وتوسع دائرتها.