عزيز باطراح
من المقرر أن يمثل، صباح اليوم الخميس، المواطن الأمريكي «ستيفنز هاولاي تشايز» أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش والمتابع من قبل الوكيل العام، في حالة اعتقال، بجنايات «استدراج قاصر يقل سنه عن 12 سنة بالتدليس، وهتك عرض قاصر بالعنف، ومحاولة استدراج قاصر آخر يقل سنه عن 12 سنة بالتدليس».
وكانت الغرفة المذكورة قد أجلت البت في الملف خلال الجلسة السابقة إلى حين إحضار الطفل الضحية «صلاح الدين.م» عن طريق الشرطة القضائية، استجابة لملتمس النيابة العامة بعدما تخلف الضحية عن الحضور لجلستين متتاليتين، كما سبق وأن تم تأجيل الملف لثلاث جلسات أخرى بسبب عدم حضور مترجم خلال جلستين وعدم حضور عضو من الهيئة خلال جلسة واحدة.
وأثارت قضية إحضار الضحية القاصر عن طريق الشرطة ردود فعل عدد من المحامين، خاصة وأن الهيئة لجأت إلى تطبيق هذه المسطرة على قاصر في سابقة لم تشهدها هذه المحكمة: «بينما لم يتم اللجوء إلى هذه المسطرة والاكتفاء بالتلويح بها في حق عدد من المتابعين في قضايا المال العام» يقول مصدر حقوقي في تصريحه للجريدة.
وتعود تفاصيل اعتقال ومتابعة المواطن الأمريكي البالغ من العمر 55 سنة، والمنحدر من ولاية كاليفورنيا، إلى يوم 12 أكتوبر الماضي، عندما تم ضبطه من طرف مواطنين، رفقة طفل قاصر بأحد المنازل، الذي اكتراه من مالكه الإنجليزي، والموجود بحي «الرحبة القديمة» بالمدينة العتيقة لمراكش، قبل تدخل مصالح الأمن التي أوقفته رفقة الطفل.
وبحسب محاضر الضابطة القضائية، فإن مواطنا يعمل بأحد البازارات بالحي المذكور، انتابته شكوك في أمر الأمريكي عندما كان برفقة طفلين وهم يسيرون في اتجاه المنزل المذكور، قبل أن يلمح أحد القاصرين وهو يطلق سيقانه للريح أمام اندهاش الأمريكي، بينما دخل الأخير إلى المنزل رفقة الطفل الآخر.
شكوك عامل البازار ازدادت بعدما لمح الأمريكي يطل من نافذة إحدى غرف المنزل وهو نصف عار، قبل أن يعمد إلى نشر الملابس التي غطت مجموع النافدة، ما جعل عامل «البازار» يعتصم أمام المنزل ويدفع بعض سكان الحي إلى محاصرة البيت في انتظار حضور رجال الأمن.
و حاول الأمريكي دفع تهمة اغتصاب الأطفال عنه، عندما أكد أنه تعاطف مع الطفل الذي كان برفقته لأنه من أسرة فقيرة، وأنه اشترى له بذلة رياضية بطلب من الطفل دون أن يكون قد مارس عليه الجنس أو دعاه لممارسته، غير أن محاصرة الموقوف بمجموعة من الأسئلة والقرائن وبالفيديوهات والصور الخليعة رفقة قاصرين التي تم العثور عليها بحاسوبه الذي تم حجزه بالمنزل، جعلته ينهار ويعترف بجرائمه.
وكشف الطفل القاصر، البالغ من العمر تسع سنوات، من خلال إفاداته لرجال الأمن، أنه من أسرة فقيرة ويعمل بائعا جائلا بساحة جامع الفنا، إذ يبيع اللعب البلاستيكية لمساعدة والديه، حيث كان برفقة قاصر آخر، عندما التقى يوم الواقعة بالأمريكي بالساحة المذكورة، والذي عرض عليهما مرافقته إلى المنزل فوافقا.
وأضاف القاصر أنه مباشرة بعد بلوغهم باب المنزل هرب صديقه القاصر، بينما حاصره الأمريكي وفرض عليه الدخول، حيث استحم الأميركي وأمر الطفل بالاستحمام إلا أنه رفض، ما جعل الأمريكي يرتدي ملابسه ويغادر المنزل بعدما أحكم إغلاقه، ليعود بعد نصف ساعة حاملا البدلة الرياضية في يده، وقدمها للطفل الذي لبسها، وعرض عليه ممارسة الجنس إلا أنه رفض، ما جعل الأمريكي يصفعه مرتين، غيرأن الطفل شرع في البكاء والعويل، ما جعل الأمريكي يمارس العادة السرية ليفاجأ بصراخ المواطنين واحتجاجهم أمام المنزل، قبل وصول مصالح الأمن.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها مصالح الشرطة مع الأمريكي أنه يملك شركة لبناء المنازل من الخشب في الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه من ذوي السوابق في اغتصاب الأطفال ببعض الدول في أسيا وإفريقيا، وأنه مريض جنسيا، لتجري متابعته من قبل النيابة العامة من أجل جنايات استدراج قاصر يقل سنه عن 12 سنة عبر التدليس، وهتك عرض قاصر بالعنق، ومحاولة استدراج قاصر آخر بالتدليس.