أفاد مصدر مطلع «الأخبار» بأن غرفة الجنايات باستئنافية القنيطرة عقدت، صباح أمس الأربعاء، أولى جلسات متابعة عصابة إجرامية تتكون من 12 شخصا، كان يتزعمها ثلاثيني يتقلد حاليا منصب رئيس مجلس ترابي بمنطقة الغرب. وتعود فصول القضية إلى سنة 2008، عندما باشر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة إجراءات البحث والتحقيق مع المتورطين في الملف، الذي كشفت مصادر مطلعة أن له علاقة بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية والماشية، دون أن يستبعد المصدر نفسه تضمين فصول المتابعة في ملف له علاقة بالنصب والتزوير.
وأضاف المصدر ذاته أن المنتخب «النافذ» الذي تمكن من جمع ثروة طائلة في العقار وتسجيلها في اسمه أو في أسماء أفراد من عائلته، واستطاع تقلد مناصب مهمة في تدبير الشأن العام بمساعدة عائلة نافذة بمنطقة الغرب، حضر صباح أمس الأربعاء، إلى مقر محكمة الاستئناف بالقنيطرة، مرفوقا بمحاميه الذي كان ينوب عنه منذ بداية تفجر الفضيحة، بعدما جرى على غير المتوقع إخراج الملف إلى العلن من جديد، عقب الحكم بإعادة الملف من قبل محكمة النقض لفائدة استئنافية القنيطرة، بهدف إعادة فصول متابعة العصابة الإجرامية التي روعت منطقة الغرب، وكان يتزعمها الملقب بـ«الأمين»، الذي قضى في وقت سابق بضعة أشهر على ذمة الاعتقال الاحتياطي بالسجن المركزي بالقنيطرة، قبل أن تتقرر في وقت لاحق متابعته في حالة سراح، حيث ظل الملف يروج بردهات المحاكم إلى حين تحريكه من طرف النيابة العامة المختصة، سيما أن أحد المتهمين في الملف وافته المنية سنة 2017، في حين ظل زعيم العصابة الإجرامية يروج في محيطه الحزبي أنه حصل في وقت سابق على حكم بالبراءة، وهو الادعاء الذي فنده إجراء استدعائه ومتابعته ضمن عصابة سرقة الأسلاك النحاسية، خصوصا أن محاضر الضابطة القضائية المنجزة حينها من قبل المركز القضائي بسرية الدرك بسيدي سليمان، تتضمن اعترافات بعض المتورطين، من ضمنهم فتاة، بضلوع المنتخب «النافذ» في الجرائم التي جرى التحقيق بشأنها.
وفي وقت كان المتهم الأبرز في الملف، الذي ستعود «الأخبار» إلى سرد تفاصيله ومتابعته بكل دقة في مقال لاحق، يطمح إلى الاستفادة من «التقادم» وطمس الملف، سيما أنه أضحى مقربا من دوائر القرار على الصعيدين الإقليمي والجهوي، فقد تساءل مصدر الجريدة عن طبيعة التقارير المنجزة من طرف الجهات المختصة بشأن المنتخب النافذ، والتي مكنته من تقلد مناصب مهمة لها علاقة بتدبير الشأن المحلي، والتصرف في ميزانيات مجالس ترابية، ونسج علاقات وطيدة مع مسؤولين في قطاعات ترابية وإدارية.