شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

مباراة «الديربي» هي الاختبار الموحد للاعبي الرجاء والوداد وصراعات مع فخر الدين كانت فرجوية

مانسيناكش :خالد مسالك (مدافع الرجاء سابقا)

حسن البصري:

 

 

ما المباراة التي مكنتك من انتزاع رسميتك؟

كل المباريات الأولى مع الكبار كانت مفيدة لي وأنا في طور البحث عن مكانتي داخل المجموعة، لكن المباراة الثانية ضد اتحاد المحمدية كانت هي المحك الحقيقي، حيث كنت أمام اختبار آخر وأنا أواجه لاعبا كبيرا اسمه الحسين خوشان، كان نجم زمانه يجسد اللاعب المبدع الذي تترقبه العيون في كل مكان. يراوغ في كل المساحات، ويهدى فريقه لحظات انتصار، حتى أصبح فريق الاتحاد يعرف بلاعبه الحسين، ولا أعتقد أن لاعبا آخر نال شهرته. في بداية المباراة طلب مني ظلمي الانتباه لمناورات الرجل الملتحي، ومع مرور الدقائق سأل الحسين ظلمي قائلا: «من أين جئتم بهذا اللاعب؟». وحين انتهت المباراة بالتعادل ونحن في غرفة الملابس قال ظلمي للمدافعين: «ابحثوا عن مركز آخر فمركز الظهير الأيسر محجوز لخالد».

لكن النجم خوشان يعيش اليوم ظروفا قاسية جدا..

الحسين خوشان جاء إلى عالم الكرة قبل الأوان، لو عاش في هذه الفترة لتقاضى منحا خيالية. أتذكر هذا اللاعب الموهوب وتسديداته القوية وأهدافه التي كان يدونها بطرق مختلفة ومن كل الزوايا. أينما كان يحل صحبة فريقه اتحاد المحمدية إلا ويجد الاهتمام الكبير، وخاصة عندما يقابل شباب المحمدية والرجاء والوداد، والجيش والمغرب الفاسي. كل المدافعين كانوا يضربون له ألف حساب، كان مطلوبا من فرق كثيرة أبرزها الرجاء والجيش لكن المسؤولين رفضوا. كان نجما حقيقيا، لكن قست عليه الظروف ولم يستفد لا ماديا ولا معنويا، ولم يكن له عمل قار من قبل وكان كل همه هو اللعب، وعاش اليوم ضائعا ينال الشفقة من الرياضيين.

كيف استطعت أن تحجز مكانا لك في الفريق رغم ضعف بنيتك؟

كنت ضعيف البنية، صدقني إذا قلت لك إنني كنت مضطرا لارتداء سروالين حتى أظهر ببنية قوية وأجلب اهتمام المدربين. صحيح أن المدرب العماري آمن بي وهو من اقترحني على تاشكوف، إلا أن هذا الأخير رفضني بسبب بنيتي الجسدية، بالرغم من إصرار ظلمي على أن أكون مع المجموعة، حتى في الحصص التدريبية كان من الصعب على مدرب اختيار وافد جديد. في الحصة الواحدة يتمرن حوالي خمسين لاعبا في الملعب الملحق بمركب محمد الخامس، بدليل أن عبد الرحيم حمراوي ظل يتمرن لشهور مع الفريق الأول قبل أن ينال رضا المدرب تاشكوف.

«الديربي» هو الامتحان الموحد للاعبي الرجاء والوداد، هل اجتزت أول مباراة ضد الوداد بنجاح؟

لعبت ست مباريات قبل مواجهة الوداد في مباراة «ديربي»، كنت أعرف أنني سأكون في اختبار حقيقي وفي مواجهة لاعب الوداد فخر الدين رجحي. الجمهور البيضاوي كان يترقب هذا النزال الثاني، وكنت أعرف جيدا سرعة الاختراق عند فخر الدين وتمريراته الدقيقة.

هل كلفك المدرب بإحكام الرقابة عليه؟

الجميع يذكر كيف بزغ نجم لحسن أبرامي، مدافع الوداد في نهاية الثمانينات، وتحديدا في إحدى مباريات «ديربي» نصف نهائي كأس العرش بين الوداد والرجاء، حين تكلف بحراسة فتحي جمال في تلك المباراة وأدى مهمته على أحسن وجه. في تلك المباراة الشهيرة بدأ الجمهور البيضاوي يسأل من هو هذا اللاعب الذي يحمل رقم 4 الذي تحول إلى ظل لاعب الرجاء آنذاك فتحي جمال ورافقه على مر الدقائق ولم يتركه يتصرف كما يشاء. ومنذ تلك المباراة تعرف الجمهور البيضاوي على اللاعب أبرامي المكلف بحراسة المهاجمين ومن ثم أصبحت مهمته «الماركاج» على المهاجمين في مباريات الوداد البيضاوي، سواء الإفريقية أو الخاصة بالبطولة الوطنية أو حتى المباريات الودية، نذكر رقابته على كالوشا الزامبي.

نعود إلى نزالك الثاني مع فخر الدين، ماذا دار بينكما؟

قبل مباراة «الديربي» كان الجمهور يتوعد فخر الدين بلاعب يشل حركته، وكان الوداديون يعدون الرجاويين بخلق جسر يحلق منه «لفريخ». قرأت الخصم جيدا، فهو لاعب سريع تطاوعه الكرة، لكنه لا يدافع ولا يتبعك حين تقوم بدور هجومي، إلا أنه يناور مستغلا صعودك وفراغ الممرات. في المباراة كان يحاول استفزازي ويسألني: «هل تم تشغيلك؟» ويطلب مني التحرك هجوميا حتى أترك فراغات، لكني فطنت له.

أنت أيضا كنت تستفز خصومك..

كنت أتكلم مع خصومي، أستفزهم حتى أؤثر على معنوياتهم وأبعثر تركيزهم، مثلا أقول لمهاجم فريق من خارج الدار البيضاء: «تبدو سعيدا باللعب فوق عشب ملعب دونور» أو «هذه لحظة تاريخية أن تواجه لاعبي الرجاء»، غالبا ما يغضب الخصم ويفقد أعصابه وأحقق ما أصبو إليه.

لكنك كنت تغضب وتقاطع المباريات..

كان من مميزات مجموعتنا الحرص على اللمة، كنا متحدين في قراراتنا، وحين يغضب لاعب منا يحاول قدماء الفريق إعادته إلى المجموعة. مثلا العميد السابق حسن موحيد غضب وقاطع الفريق لمدة ثلاثة أشهر، لكن اللاعبين أقنعوه بالعودة إلى النادي. أما سر غضبي فهي الوعود الزائفة، حيث كنت أقتات من منح الكرة وعندما لا أتوصل بها في حينها أغضب لأنها قوتي ومن أجلها أبلل قميص الرجاء بالعرق والدم، لكن غالبا ما كان الغضب ينتهي فيوبخني ضميري. أذكر أنني قاطعت الفريق، وقبل مباراة هامة ضد المغرب الفاسي، امتنعت عن التوجه للملعب، من حفل زفاف سهرت فيه ولم أنم إلا ساعات قليلة. في الصباح زارني بمنزل العائلة ظلمي ونجمي، وكنت عائدا للالتحاق بالفريق من أجل خوض المباراة ضد «الماص»، لم أخبرهما بوجودي في حفل زفاف، أحضرت الحذاء ورافقتهما إلى الفندق حيث تناولت قهوة واستسلمت للراحة، وقبل المواجهة اكتشفت أنني أساسي في التشكيلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى