في أول سفر لها خارج المغرب، بعد الضجة حول نشر صورها وهي “متبرجة” بالساحات الفرنسية، ظهرت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، وهي ترتدي الحجاب في مهمة رسمية ممثلة لمجلس النواب للمشاركة في المنتدى البرلماني حول خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في المنطقة العربية، بالعاصمة اللبنانية بيروت، إلى جانب برلماني حزب الأصالة والمعاصرة، عبد الرحيم عثمون، محاسب مكتب المجلس، الذي تشغل به ماء العينين، منصب نائبة الرئيس.
وفضلت ماء العينين السفر إلى لبنان على حضور جلسة تشريعية عقدها مجلس النواب، أول أمس الأربعاء، للمصادقة على نصوص قانونية مهمة، للحصول على مزيد من تعويضات السفريات التي يمنحها البرلمان للنواب أثناء سفرهم إلى الخارج على حساب المال العام، كما حضرت ماء العينين إلى جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها المجلس يوم الثلاثاء الماضي، لكنها انسحبت قبل انتهاء الجلسة، وفضلت مغادرة قاعة الجلسات عبر أبوابها الخلفية هروبا من عدسات المصورين الصحافيين، وأكدت مصادر من الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، أن ماء العينين أصبحت تقاطع كل أنشطة الفريق، وكذلك اجتماعات لجنة العدل والتشريع التي تنتمي إليها، كما غابت عن اللقاء الدراسي الداخلي الذي نظمته شعبة العدل والتشريع وحقوق الإنسان لفريق العدالة والتنمية، بهدف تجويد الأداء التشريعي والرقابي خصوصا ما يتعلق بإصلاح منظومة العدالة وإصلاح الإدارة العمومية.
ومازالت قضية نزع ماء العينين للحجاب بشوارع العاصمة الفرنسية باريس، تثير الجدل داخل الحزب، حيث من المنتظر أن تمثل أمام لجنة الشفافية بالأمانة العامة، لمطالبتها بتقديم توضيحات حول خلفيات وأسباب ارتداءها ملابس عصرية خارج المغرب، وطبيعة العلاقة التي تجمعها باليساري، جواد بنعيسي، واستبق رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران، اتخاذ أي قرار تأديبي في حقها، عندما اعترف بنكيران في خرجته الأخيرة بوقوع أخطاء وتجاوزات في صفوف مسؤولي حزبه، الذين يشرفون على تسيير قطاعات حكومية وإدارات عمومية وكذلك مجالس الجماعات الترابية، كما اعترف بحقيقة صور البرلمانية والقيادية بحزبه، أمينة ماء العينين، وهي ترتدي ملابس عصرية بدون حجاب، عندما قال “ماء العينين أخطأت”، معتبرا أن الأخطاء التي وقع فيها أعضاء حزبه لا تستدعي المساءلة والمحاسبة، وقال “الله أمر بالحرية الشخصية من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، مؤكدا أن حزب العدالة والتنمية قام بمراجعات، لأنه “أعطى اللحية والحجاب مكانة أكبر مما تستحق”.