حسن البصري
جاورت عزيز بودربالة في ماطرا راسينغ الباريسي، لماذا فشلت هذه التجربة؟
التحقت بفريق ماطرا راسينغ، الذي اعتبره الكثيرون في تلك الفترة واحدا من أقوى الأندية الفرنسية بفضل حجم الانتدابات والإمكانيات المالية. كان في الفريق مغربيان من أعز أصدقائي هما بودربالة والعيد إلى جانب الجزائري حليم بنمبروك ونجوم من العيار الثقيل أمثال فرانسيسكولي وماكسيم بوسيس، وليتبارسكي ولويس فرنانديز، وأولميطا وأسماء أخرى، غير أن الفريق عجز عن التألق. وبعد موسم واحد، فقط، رحل المدرب البرتغالي أرتور جورج وخلفه روني هوس، كما رحل عدد من اللاعبين عن صفوف الفريق بسبب مجموعة من المشاكل التي عجز مسؤولوه عن حلها.
حدثنا عن تجربتك لاعبا ومدربا في الوقت نفسه بنادي كورباي..
لم أدرب نادي كورباي، الذي لعب له وليد الركراكي، الناخب الوطني، فقط، بل دربت أيضا فريقا يسمى جيفيسي. في الفريق الأول جمعت بين اللعب مهاجما ومدرب، وفي هذا الفريق حاولت أن أقتسم تجربتي مع شبان، خاصة وأني كنت، حينها، متوجا بلقب هداف فرنسا بتسجيل أكثر من مائة هدف في المباريات الرسمية. بعد فترة كانت حاجة كورباي لرئيس، فتم اقتراحي لشغل هذا المنصب ما جعلني أحطم رقما قياسيا وأصبح الوحيد الذي كان رئيسا ولاعبا في الوقت نفسه.
في المغرب كان الأب جيكو مدربا ومسيرا في الوداد، وفي العيون كان حسن الدرهم لاعبا ورئيسا، أي أن هناك عدة نماذج لازدواجية المهام..
لم يكن لي علم بذلك، لكن، بالنسبة لي، تقلدت مسؤولية الفريق الفرنسي لمدة محددة، بعد ذلك انسحبت من التسيير لأنني أجد نفسي في المستطيل الأخضر وليس في المكاتب.
هل صحيح أنك خضت تجربة اختبارية في وجدة؟
قلت، في السابق، إنني مدين للمسير المرجعي برادة في تكويني وتنشئتي الرياضية. فقد تعلمت مبادئ كرة القدم في فريق الترجي البيضاوي الذي كان يسيره ثلة من الوجديين المقيمين في الدار البيضاء، وهو الذي اقترح علي حمل قميص المولودية الوجدية في عهدها الزاهر، وفعلا لعبت بعض المباريات الودية مع لاعبين منهم من حمل قميص المنتخب المغربي ومنهم من تألق بشكل ملفت في البطولة الوطنية، لكن كتب لي أن ألعب في فريق آخر غير المولودية، والأهم هو أنني لبيت رغبة كانت تسكن برادة، عاشق الفريق الوجدي، والذي سيرافقني في مساري الاحترافي بمدينة باستيا.
بعض اللاعبين الوجديين يؤكدون أنهم انضموا للمنتخب الوطني للشبان وهم ضمن فريق بالقسم الثالث اسمه نادي موظفي وجدة، أمثال جويط وجبارة، وحديدي وكرطيط وخدير، ما قولك؟
يمكن أن يكون كلامك صحيحا، لا علم لي بذلك، لكن، للأمانة، هذه الأسماء كان لها حضور قوي في المنتخب، ومنها من سبقني إليه.
بعد الاعتزال اخترت دخول عالم التدريب..
دخلت عالم التدريب قبل أن أعتزل اللعب، أي أنني كنت لاعبا ومدربا في الوقت نفسه، وهذا ما أشرت إليه في السابق، مع ناديي كورباي وجيفيسي. وحين عدت إلى المغرب، بداية التسعينات، تلقيت عرضا للتدريب في دوري الدرجة الأولى بقطر وفي السعودية، وتحديدا بنادي الوحدة مع المدرب بليندة.
لكنك كنت تجد نفسك أكثر في التحليل الرياضي لمباريات كرة القدم..
حين كانت القناة الثانية تنقل الدوريات الأوربية والدوري المغربي، اشتغلت محللا في عهد نور الدين الصايل وأيضا في مرحلة مصطفى بن علي، مع شكري العلوي وكريم دروني ولينو باكو. كانت تجربة غير مسبوقة للقناة الثانية، قبل أن تنتشر مع ميلاد قناة «الرياضية» التي اشتغلت فيها محللا، لأنهي مساري في مجال التحليل والقراءة الفنية للمباريات مع «راديو مارس».
لماذا وقعت عقدا للعب في صفوف الوداد دون أن تحمل قميصه؟
كنت دائما أتمنى اللعب للوداد البيضاوي بحكم علاقة الجوار، لأن حي بوركون يضم مجموعة من اللاعبين الوداديين. فعلا، بعد مسيرتي الاحترافية، نصحني بعض الأصدقاء بالتوقيع للفريق الأحمر وهو ما تم فعلا، غير أن المفاجأة أنني لم ألعب مباراة رسمية مع النادي، نظرا لالتزاماتي محللا للدوري الإيطالي مع قناة «دوزيم»، علما أن مباريات البطولة الإيطالية كانت تجرى في الثالثة بعد الزوال تزامنا مع مباريات الوداد. لهذا وجدت نفسي مرتبطا بعقد التحليل الرياضي مع القناة الثانية ومع الوداد فمر الموسم الكروي دون أن ألعب مع الفريق الذي تمنيت حمل قميصه. هذا ليس معناه أنني ودادي، لو جاء العرض من الرجاء لما ترددت، لكن توقيت التحليل لم يسعفني.
تم تنظيم مباراة تكريمية لفائدتك، إلا أنك لم تستفد ماديا لتزامنها مع الحرب العراقية؟
لا بد من أن أصحح بعض الأمور، أولا لم يكن هدفي المال من وراء تنظيم مباراة تكريمية، ثانيا أنا من اختار تنظيمها تزامنا مع الحرب في العراق وما ترتب عليها من توقف للبطولات العربية. قلت لأصدقائي سيكون تكريمي في هذه الفترة حتى نقول للعالم إن المغرب أرض سلام. المسألة الثالثة أن التكريم، بالنسبة لي، مباراة اعتزال وتوديع للجمهور، خاصة في مركب محمد الخامس وأمام 70 ألف متفرج، دون الاستفادة المادية لأن المال لم يكن أبدا أساس اهتماماتي. الأهم هو حضور نجوم عالميين قضوا في الدار البيضاء ثلاثة أيام وتأكد لهم أن المغرب أرض السلم والأمان.