شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

لاعبون فاعلو خير : الوجه التضامني للاعبي المنتخب الوطني

 يعتقد الكثيرون أن اللاعب مجرد قدمين تداعبان الكرة، وأن مجال تحركه لا يتجاوز المساحات الخضراء للملاعب، وأن قلبه لا يحمل إلا عشق فريق يحمل ألوانه، والحال أن للاعب الكرة والرياضي عامة مشاعر إنسانية تسكنه، تحرك فيه نزعة الخير إذا استطاع إليه سبيلا.

الكثير من لاعبي المنتخب المغربي أقدموا على مبادرات إنسانية كشفت عن وجههم التضامني وجعلتهم يسجلون أهدافا في مرمى العمل الخيري. هناك نماذج عديدة للاعبين اصطفوا في تشكيلة فاعلي الخير، خصصوا جزءا من عائداتهم لدعم مبادرات ذات طابع إنساني تجسد الحس التكافلي بين مكونات المجتمع المغربي. يقدمون دروسا في «التربية الوطنية» لنجوم الكرة المغربية الذين ينعمون ويسبحون في بحر ملايين الدولارات، دون أن يخصصوا منها مبلغا لفعل الخير وكسب الحسنات.

لو قرأنا سيرة نجم ليفربول السينغالي ساديو ماني، سنتوقف عند لاعب جسده في أوروبا وقلبه في بلدته بامبالي، ولأجلها أنفق ماني أموالا طائلة من حسابه الخاص من أجل تطوير مسقط رأسه وقلبه، وتحويلها إلى مدينة متطورة فيها كل مقومات الحياة، نيابة عن رئيس البلدية وحاكمها وعن برامج الحكومة.

أما النجم الإيفواري ديدي دروغبا فأنشأ مؤسسة خيرية تحمل اسمه منذ عام 2007، للمساعدة في تحسين الرعاية الصحية والظروف التعليمية في بلدته. وعلى خطاه سار لاعب المنتخب الغاني السابق مايكل إيسيان الذي يعد من أكثر لاعبي كرة القدم تبرعا للجمعيات الخيرية في إفريقيا.

حين يتنافس نجوم الكرة العالمية على فعل الخير، يتنافس كثير من نجومنا على فعل «البوز» في منصات التواصل الاجتماعي، نحن الآن في أمس الحاجة إلى مناقصة دولية بحثا عن محترفين حقيقيين قلوبهم أوسع من جيوبهم، ولنا العبرة في نجوم المنتخب الوطني المغتربين.

زياش يتبرع بمنح المنتخب لمرضى السرطان

انشغل المغاربة بموضوع اعتزال حكيم زياش، نجم تشلسي الإنكليزي، اللعب دوليا، أكثر من انشغالهم بالوجه الإنساني لهذا اللاعب الذي أغضب الجماهير المغربية وأسعدها. لكن الفتى الذي خرج من عنق الزجاجة وعاش طويلا في خندق الهشاشة، يصر على مد يد العون لكل من طرق بابه.

ذات يوم توصل بريده الإلكتروني بملتمس يدعوه إلى القيام بمبادرة إنسانية لفائدة مرضى السرطان، بمدينة أكادير المغربية. لم يتردد كثيرا وبمجرد التأكد من صدق الملتمس والعمل النبيل الذي تقوم به الجمعية السوسية، انخرط في هذا العمل الإنساني ودعم المرضى بما يكفي من الدواء والمعدات.

قال عبد الرزاق ذو الفقار، اللاعب المحترف في أجاكس وفي الوداد البيضاوي سابقا والصديق المقرب من زياش، في حديث صحفي «بعد إقصاء المنتخب المغربي من بطولة كأس أمم أفريقيا بمصر 2018، منح حكيم كل الأموال التي حصل عليها من الاتحاد المغربي لكرة القدم لوالدته، كي تتبرع بها لمرضى السرطان في سوس، وأوصاها بالاهتمام بالمرضى الذين يعيشون الفقر والحاجة ولا يملكون تغطية صحية»، بل وأعلن لاعب المنتخب استعداده للانفتاح على جمعيات أخرى، وهو الذي عانى في طفولته من الفقر.

جدد حكيم نوايا الخير، بعد انتهاء مونديال قطر 2022، وعبر عن استعداده التبرع بالمكافأة التي تقدمها «فيفا» للاعبي المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي في كأس العالم. لقيت مبادرة زياش إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر معجبون باللاعب عن اعتزازهم وفخرهم بهذه الخطوة السخية، بل إن صحيفة «الصن» البريطانية أكدت أن زياش لم يدخل إلى حسابه أي دولار من مشاركاته مع منتخب المغرب، إذ اعتاد التبرع بكامل المكافآت للجمعيات الخيرية.

كشفت مصادر صور متناثرة في منصات التواصل الاجتماعي، عن هوس حكيم بالعمل الاجتماعي، إذ شوهد لاعب نادي ​تشيلسي الإنجليزي برفقة عدد من نجوم المنتخب المغربي لكرة القدم، وهم يشاركون في مبادرة خيرية عن بعد، من أجل المساهمة في جمع التبرعات لشابة تركية تصارع مرض الضمور العضلي الشوكي، حيث عرض لاعبو منتخب المغرب قمصانهم للبيع، في حملة التبرعات التي انطلقت بمشاركة مجموعة من المشاهير ونجوم كرة القدم. وحث حكيم زياش متابعيه عبر موقع «إنستغرام» على المشاركة في حملة التبرع الواسعة باقتناء القميص الذي وضعه للبيع، أو الإسهام بشكل مباشر عبر الموقع الرسمي الذي تم تخصيصه من أجل الطفلة التركية. من جهة أخرى، فإن اللاعب المغربي يقوم بالعديد من المبادرات والأعمال الإنسانية، من بينها تطوعه للعمل في مشروع لأحد المراكز المتخصص في رعاية الأطفال والشباب في حالة اضطراب، حيث دعاهم إلى مباراة فريقه السابق تفينتي الهولندي.

للإشارة فإن نجم تشيلسي سيتقاضى مكافأة تصل إلى 262 ألف جنيه إسترليني (نحو 300 ألف يورو)، بعد وصول المغرب إلى المربع الذهبي في كأس العالم 2022 في قطر. ويجمع محيط المنتخب المغربي، أنه بمجرد تسلم حكيم «مصروف الجيب»، في معسكرات الفريق الوطني فإنه يسلمه للمرافقين وحاملي الأمتعة، والنساء المكلفات بالنظافة، سواء كان داخل المغرب أو خارجه، وفي كثير من المرات يقوم زياش بفتح الظرف المالي لزيادة المبلغ من ماله الخاص، حسب أقوال مقربين منه.

أبو خلال ينشئ ملعبا معشوشبا في مؤسسة خيرية

قبل التوجه إلى قطر قام لاعب المنتخب المغربي زكرياء أبو خلال بافتتاح ملعب لكرة القدم المصغرة، كان قد شيده في مؤسسة خيرية بدار بوعزة ضواحي الدار البيضاء، وهي دار لرعاية الأطفال المسعفين والمتخلى عنهم.

فضل زكرياء إنشاء ملعب كلفه أزيد من 70 ألف أورو، ثم أهداه لأيتام هذا المرفق الاجتماعي، مساهمة منه في دعم النشاط الرياضي بهذه المؤسسة أولا، وتبرعا منه لفائدة أطفال يجدون متعة في الركض خلف الكرة. حمل الملعب اسم «زكرياء بو خلال»، وفي حفل التدشين غمرت اللاعب ووالدته المغربية وكذا والده الليبي الجنسية، يتامى «إس. أو. إس» فرحة لا توصف، وهم يرتعون في ملعب يكسوه عشب اصطناعي بعد أن عانوا لسنوات من صلابة ملعب مترب لازالت آثار خدوشه بادية على أجسادهم.

وأشرف أبو خلال على تدشين الملعب الذي تبلغ مساحته 220 مترا مربعا، لخدمة أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11سنة، بهدف تمكينهم من ممارسة كرة القدم في وسط آمن، وفي تصريحه لوسائل الإعلام، قال أبو خلال: «إن هذه المبادرة لم تأت من فراغ لأنه تربى على عمل الخير ودعم المحتاجين في بيته من طرف والدين زرعا فيه حب مساعدة المحتاجين. لقد غرس في والدي قيم التآزر والتضامن، وأنا أشعر بخصوصية كبيرة لظروف هؤلاء الأطفال. تمنيت تقديم ملعب كرة القدم لأطفال المؤسسة، آمل أن يستمتعوا بلعب كرة القدم بنفس القدر الذي استمتعت به شخصيا».

منذ أن أصبح نجما في الدوري الهولندي، كان مغاربة الأراضي المنخفضة يطرقون بابه لتقديم مساعدات مالية للمحتاجين، فساهم في بناء المساجد والمنازل الآيلة للسقوط والآبار، قبل أن يقرر الاستثمار في الإدماج الرياضي لمن تتعايش في أجسادهم الصغيرة الهشاشة والموهبة الكروية. أثار لاعب المنتخب المغربي زكريا أبو خلال جدلا واسعا بين طرابلس والرباط، والده ليبي الجنسية ووالدته مغربية، لكنه هولندي النشأة. وحين اشتد عود الفتى وأصبح عملة كروية نادرة تهافت عليه الهولنديون والليبيون والمغاربة وكاد أن يصبح نقطة في جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة، قبل أن يحسم الأمر ويعلن نفسه لاعبا لمنتخب المغرب، وينكب على حفظ النشيد الوطني.

لا يكتفي أبو خلال بهذه المبادرات الرياضية، بل إنه يشارك زملاءه المغتربين في مجموعة من الأعمال الاجتماعية خاصة مع نور الدين أمرابط، النجم السابق لـ «أسود الأطلس»، والتي تستهدف الجالية المغربية المقيمة بالأراضي المنخفضة وأوروبا، للمساهمة في بناء مسجد بمدينة أوتريخت أو دعم الحالات الإنسانية للجالية المغربية في هولندا.

حمد الله المثير للجدل بالملاعب سخي في عمل الخير

حين ضربت جائحة «كورونا» البلاد والعباد، أعلن الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله، المحترف في الدوري السعودي، تكفله ماديا بألف أسرة تعاني من تبعات فيروس «كورونا» المادية، في مبادرة إنسانية نبيلة، نالت استحسان وتشجيع متابعيه وزملائه في الملاعب العالمية.

كتب حمد الله، في منشور عبر حسابه الرسمي في «إنستغرام»، تفاصيل مبادرته، مستدلا بحديث نبوي شريف: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا..» في ظل هذه الظروف الصعبة، وتضامنا مع إخواننا في المغرب، ومن باب المسؤولية، كل حسب قدرته، قررت أن أتكفل بـ1000 أسرة، كما أدعو الجميع لتوخي الحيطة والحذر».

صنفت هذه المبادرة ضمن سلسلة مبادرات اللاعبين المغاربة، في إطار «حملة تكفل»، للتكفل بالأسر المعوزة، وتشجيعها على البقاء في البيت عوض الاضطرار للخروج منه، بحثا عن قوت اليوم، وفق توصيات منظمة الصحة، التي شددت على ضرورة البقاء في البيت للحد من انتشار الفيروس.

سيعود اسم حمد الله إلى واجهة العمل الإنساني، حين عبر في تدوينة عن انخراطه في الجهود المبذولة لتقليص محنة أسرة الطفل ريان، حيث أعلن عن عزمه تقديم منزل مجهز بالكامل لأسرة ريان، الذي فارق الحياة وسط بئر بدوار إغران في جماعة تمروت التابعة لإقليم شفشاون.

وقال حمد الله، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، «مررنا بخمسة أيام قاسية جدا، خطفت قلوبنا نحن المغاربة، وكل العرب والمسلمين والعالم أجمع، كنا ننتظر خروج ابننا من ذلك البئر، لكن، قدر الله، أن تخرج تلك الروح من البئر إلى عنان السماء، إلى جنة الفردوس الأعلى».

وقدم اللاعب المغربي، ابن مدينة آسفي، تعازيه في وفاة الطفل ريان، الذي تابع ملايين الأشخاص عبر العالم مساعي إنقاذه من البئر العميق (32 مترا)، على مدى خمسة أيام، وقدم مواساته لأفراد أسرته، مؤكدا «قررت باسمي وباسم عائلتي، وباسم كل المغاربة والمسلمين، أن أدخل القليل من الفرحة على عائلة ريان، والديه وإخوته، وأهديهم منزلا». ولاقت مبادرة اللاعب حمد الله إشادة واسعة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، إذ اعتبروها بمثابة رسالة مباشرة لكل المسؤولين والرياضيين ورجال الأعمال لدعم الفقراء والمحتاجين في العالم الإسلامي.

بينما اعتبر اللاعب المحترف بالدوري السعودي أن «هذه الهبة مساعدة من أخ إلى إخوته»، داعيا، في السياق ذاته، جميع الرياضيين والمسؤولين والفنانين إلى مساعدة أسرة الطفل ريان في هذه المحنة.

 

صندوق «كورونا» يكشف عن معدن اللاعبين الدوليين

في 17 مارس 2020، أصدرت الحكومة مرسوما يقضي بإحداث صندوق خاص بتدبير جائحة كورونا، وتنفيذا للتعليمات السامية للملك محمد السادس، بادرت الحكومة بإنشاء حساب يحمل اسم «الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا». وطبقا للتعليمات الملكية السامية، رصد لهذا الصندوق غلاف مالي يقدر بعشرة ملايير درهم، يخصص أساسا للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات التي يتعين اقتناؤها باستعجال. كما سيسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال دعم القطاعات الأكثر تأثرا بتداعيات فيروس.

فتحت هذه المبادرة المجال لمبادرات التضامن من عشيرة كرة القدم والرياضيين عامة، وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أول المتبرعين، إذ أعلنت عن تبرعها بمبلغ مالي لصندوق مكافحة تفشي فيروس كورونا، وأصدر الاتحاد المغربي لكرة القدم بيانا رسميا، يعلن فيه التبرع بمبلغ 10 ملايين درهم للصندوق الخاص بالجائحة، مضيفة أن المبادرة جاءت بتنسيق مع العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، وعصبة كرة القدم هواة وعصبة كرة القدم النسوية وعصبة كرة القدم المتنوعة، والعصب الجهوية.

ومن بين المتبرعين من نجوم الكرة المغربية اللاعب أشرف حكيمي الذي كشف في فيديو له دعم الصندوق بمبلغ مالي لم يكشف عليه، وساهم الدولي المغربي المهدي بنعطية في الصندوق حيث أكد التبرع عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، حيث نشر وثيقة إلكترونية تبين تحويله لمبلغ مالي لحساب الصندوق، دون أن يكشف عن القيمة المالية التي تبرع بها. ونشر بنعطية أسماء زملائه في المنتخب الوطني في إطار التحدي للمساهمة في الصندوق الوطني، حيث وجه رسالته إلى كل من يونس بلهندة، خالد بوطيب، عمر القادوري، غانم سايس، أمين حاريث وآخرين.

وفي الوقت الذي استهل فيه العديد من نجوم المنتخب المغربي الحاليين والسابقين حملة لدعم صندوق كورونا، انضم أسطورة «أسود الأطلس» نور الدين نيبت، نجم ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني السابق، لقائمة النجوم الذين حرصوا على دعم العائلات المتضررة في الفترة الحالية، مع تقديمه مبلغ 50 ألف دولار لفائدة صندوق دعم الوباء. بينما فضل العديد من اللاعبين المغاربة جعل التبرع أمرا سريا.

 

وادو المغضوب عليه يكشف وجهه الإنساني بمسقط رأسه

في غمرة الصراع القائم بين اللاعب الدولي السابق عبد السلام وادو وبعض اللاعبين الدوليين المغاربة، ساهم المدافع المغربي بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي، لمساعدة المغرب على التصدي لـ«كوفيد-19»، وأعلن وادو استعداده للوقوف إلى جانب بلاده في المحن التي تمر منها.

لكن هذه ليست المبادرة الأولى لهذا اللاعب الذي بقدر ما يفيض سخاء وإحسانا بقدر ما يفيض غضبا، حيث لا يتردد في التواجد في جبهة النزاع لاسيما حين ساند صديقه مدرب المنتخب الجزائري.

ساهم وادو بمبلغ 100 ألف أورو، وتبرع بـ732 لوحة إلكترونية مع بطائق الاتصال الخاصة بها، لفائدة تلاميذ وتلميذات دائرة ألنيف مسقط رأسه التابعة لإقليم تينغير بالجنوب الشرقي للمغرب. وكان الدولي السابق في صفوف المنتخب المغربي الذي خاض معه نهائيات كأس أفريقيا للأمم، قد أكد من خلال مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تبرعه بقدر مالي محترم لإصلاح مجموعة من المرافق الدراسية في المنطقة كما نظم دوريات وجهز فرق الدائرة بالعتاد الرياضي.

وأوضح وادو أن هذا القدر المالي سيتم تخصيصه أيضا لفائدة التلاميذ غير القادرين على متابعة دروسهم عن بعد من منازلهم بسبب ضعف إمكانياتهم، حيث أشرف على اقتناء كافة اللوازم المعلوماتية التي يحتاجونها إضافة إلى تأمين خدمة الإنترنت لهم. اللوحات الإلكترونية تم توزيعها على تلميذات وتلاميذ المستويات الابتدائية تحت إشراف جمعية «أزقور» بالجنوب الشرقي بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتنغير والسلطات المحلية. وسبق للاعب الدولي عبد السلام وادو أن زار مسقط رأسه قصر «أزقور» الذي يقع شرق إقليم تنغير، في زيارة عائلية وقام حينها بعقد لقاء مع الفاعلين الجمعويين المحليين بالمنطقة، واطلع على مشروع تنموي بالمنطقة قام بتمويله، قبل تقديم دعم جديد لفائدة جمعية بدر الثقافية الرياضية والاجتماعية المسيرة لهذا المشروع. وكان وادو قد قدم ما يناهز 600 مليون سنتيم لجمعيات محلية بالمنطقة لإنجاز وتجهيز مرافق ومركب سيوسيو اجتماعي للطفولة والشباب والنساء، وقد تم الانتهاء من تجهيز قاعة للإعلاميات ضمن المشروع ذاته. وأوضحت المصادر ذاتها أن اللاعب الدولي ألح على ضرورة إدماج النساء والأطفال في هذا المشروع التربوي والاجتماعي الذي يعد متنفسا لهم في قصر «أزقور» مسقط رأسه التابع لجماعة ألنيف، التي تتميز بمناخ صحراوي جاف وتفتقر إلى البنيات التحتية الخاصة بهذه الفئة.

بوصوفة ينفق 200 مليون لإنقاذ طفل مهدد بالموت

في مبادرة إنسانية تحسب في ميزان حسناته، استجاب الدولي المغربي امبارك بوصوفة، لنداء استغاثة وقرر التدخل لإنقاذ طفل مغربي يعاني من مرض خطير يتطلب علاجه مبلغا ماليا ضخما.

وقد جاء قرار بوصوفة التبرع للطفل المريض بمبلغ مالي يقدر بمئة مليون سنتيم، والتكفل بجميع نفقات العلاج الذي يحتاج لعملية خاصة وأن الأمر يتعلق بعملية جراحية عاجلة لزرع النخاع الشوكي.

كان بوصوفة حينها يحمل ألوان نادي لوكوموتيف موسكو الروسي، وحين تلقى بالصدفة النداء الإنساني وتفاصيل مأساة الطفل، من خلال زيارة خاصة قامت بها مؤسسته الخيرية للجناح الخاص بالأطفال بمستشفى ابن سينا بالعاصمة الرباط، حيث وجد الطفل في حالة صحية حرجة تتطلب التدخل الطبي، أعلن نفسه داعما لمباراة إنقاذ طفل من الموت.

لم تكتف الجمعية التي أسسها بوصوفة بهذه المبادرة، بل قام بالتبرع بمجموعة من المعدات الطبية باهظة الثمن إلى جانب توزيع هدايا على الأطفال نزلاء مستشفى ابن سينا بالرباط وفي مستشفيات أخرى فضلا عن مبادرات أراد لها أن تظل طي الكتمان في كلميم منبت جذوره. لكن قدرة بوصوفة الهائلة على البذل والعطاء وشحذ همم زملائه داخل الملعب، بشكل يؤكد روح الفريق والغيرة على قميص المنتخب وألوان العلم الوطني، نجدها حاضرة خارج المستطيل الأخضر، من خلال مؤسسة خيرية، تحمل اسمه، لمساعدة الناس المحتاجين. وهو يدين في ذلك إلى نشأته في بيئة تحث على العطاء وإلى معتقداته الدينية، التي يقول إنها تحثه دوماً على حب الناس ومساعدتهم.

زوجة بلهندة.. ذراع اللاعب الخيرية

بين الفينة والأخرى تظهر أمل بلهندة، زوجة لاعب المنتخب الوطني سابقا، يونس بلهندة، وهي تسهر على تفاصيل مبادرة اجتماعية إنسانية، خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث توزع عددا من المساعدات الغذائية على عشرات الأسر بالدواوير التابعة لجماعات تعاني الهشاشة في المغرب العميق.

في كل حملة رمضانية بإشراف من زوجة لاعب «الأسود»، تستفيد ما يفوق 100 أسرة، من دعم يساهم في الحد من الفقر الذي يبسط نفوذه في المناطق القروية المعزولة. يتسلم المستفيدون من خطوة أمل بلهندة، قففا رمضانية محملة بمؤونة قيمة كل قفة حوالي 1500 درهم من المواد الغذائية الأساسية.

بدوره قام الدولي المغربي ابن مدينة تازة يونس بلهندة، بمساعدة زوجته في عمل الخير، إذ أشرف بدوره على مبادرة إنسانية همت بالأساس توزيع مواد غذائية في بعض الدواوير التي تشملها مبادرة زوجته، حيث استثمر مبلغا ماليا قدر بـ 16 مليون سنتيم لشراء مستلزمات ومواد غذائية تم توزيعها على المحتاجين في «تيزي بودريس» و«بني تاتو» و«تامجونت» ومناطق نائية من أجدير.

كما قام اللاعب المغربي بلهندة رفقة يوسف أعراب وكيل أعمال الفنان ميتر غيمس، بالمساهمة في إنجاز ملعب نموذجي للقرب بأحد الدواوير إلى جانب الناخب الوطني هيرفي رونار وغيمش، وشوهد بلهندة ومدرب المنتخب في حفل افتتاح الملعب المذكور. بل إن لاعب وسط المنتخب جلب معه العديد من المساعدات الإنسانية التي أشرف على توزيعها، وهي عبارة عن مجموعة المواد الغذائية.

وكانت أمل بلهندة قد خطفت الأنظار في تركيا، بظهورها بالخمار، من مدرجات الملاعب، أثناء مباريات زوجها مع فريقه غلطة سراي، التي تشرف على الجانب الاجتماعي لزوجها وتحرص في كل رمضان على دعم الأسر الفقيرة بالحضور شخصيا في الحملات، بينما ينوب عنها أحيانا أصدقاء اللاعب بلهندة المقيمين في المغرب.

 

مؤسسة محمد السادس تنتشل نجوم المغرب من الضياع

تميز مسار الأبطال المغاربة بشتى ألوان التميز على مر العصور، لكن الاعتراف بإنجازاتهم وتألقهم ظل محتشما، عدا استثناءات قليلة. هناك أبطال تألقوا في مختلف الرياضات دون أن يلتفت أحد إليهم، وآخرون يعيشون أوضاعا اجتماعية مزرية دون أن يجدوا من يؤازرهم، وينتشلهم من الفقر، فيما فضل آخرون الانطواء والاختفاء عن الأنظار. صونا لكرامتهم وتخليدا لإنجازاتهم، أصدر ملك البلاد قرارا بتأسيس مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، وترمي المبادرة الملكية لتأمين حياة كريمة للرياضيين وتقديم المساعدة الاجتماعية الضرورية من حيث التغطية الصحية، فهؤلاء نجوم الرياضة الوطنية، الذين مثلوا المغرب في العديد من التظاهرات الدولية، إضافة إلى الفاعلين في عالم الرياضة الذين عملوا على تحسين مردودية الرياضيين المغاربة، يستحقون كيانا يرعاهم.

ضمت تشكيلة المجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس للرياضيين، نجوما من العيار الثقيل صنعوا مجد الرياضة المغربية في المحافل العالمية، وحملوا راية المغرب خفاقة في التظاهرات الكونية. يقع مقر مؤسسة محمد السادس بحي الرياض في الرباط، ويضم قاعات الاجتماعات والاستقبال وأول ما يثير الانتباه صور الرياضيين التي تؤثث مختلف فضاءات المقر، أولئك الذين أجزلوا العطاء ورفعوا الراية الوطنية في مختلف المحافل والتظاهرات القارية والدولية.

وقعت مؤسسة محمد السادس عدة اتفاقيات شراكة، بهدف الحصول على تمويل يمكنها من الحصول على موارد مالية، إذ وقعت اتفاقية شراكة مع المغربية للألعاب والرياضة التي تساهم في تمويل أنشطة المؤسسة، حيث تعهدت بتخصيص ميزانية سنوية تقدر بواحد في المئة من مبيعات المغربية للألعاب والرياضة. مقابل استعمال صور اللاعبين في حملاتها التسويقية والتجارية في إطار عمل تشاركي، كما وقعت المؤسسة ذاتها اتفاقية مع شركة تأمين لتوفير التأمين الصحي لأعضاء المؤسسة، وتلزم الاتفاقية شركة «سينيا» بتوفير التغطية الطبية الكاملة لجميع أعضاء المؤسسة وأسرهم، وتضمن تغطية صحية تعادل تلك التي يستفيد منها موظفو القطاع العام.

وضعت مؤسسة محمد السادس توسيع معايير الأهلية للحصول على عضوية بالمؤسسة، أبرزها شرط المشاركة في نهائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا أو الألعاب الأولمبية ودوري أبطال إفريقيا في الرياضات الأولمبية الفردية والجماعية. وشمل الأمر الحكام الدوليين المشاركين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، أو مرتين على الأقل في نهائيات كأس إفريقيا. وحددت المؤسسة المذكورة معايير الانضمام في الفائزين بأرقام قياسية عالمية في الرياضات الفردية التابعة لجامعة ألعاب القوى والحائزين على ميداليات في إحدى دورات الألعاب الأولمبية، أو بطولات العالم. إضافة إلى لاعبي التنس المصنفين من بين أفضل 30 في التصنيف العالمي للمحترفين، وللاعبي المنتخب الوطني، الذين بلغوا نهائيات كأس العالم، أو الفائزين ببطولة كأس إفريقيا للأمم، والمتوجين بالكرة الذهبية الإفريقية في كرة القدم، والفائزين بطواف المغرب للدراجات، والفائزين بالميداليات في دورة الألعاب البارا أولمبية للمعاقين، فضلا عن اللاعبين الدوليين الذين احترفوا في الخمسينات والستينات والمدربين المحليين المتوجين بالبطولة الإفريقية في التخصصات الأولمبية الجماعية أو الفردية. وبفضل الرعاية الملكية للأبطال الرياضيين، تعلن مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، سنويا، عن لائحة المستفيدين من الحج، وتضم اللائحة أسماء لاعبين سابقين ومدربين وحكاما ورياضيين من ذوي الإعاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى