شوف تشوف

الرأي

«لا أحد يموت بتولا»

هل جربت أن تقف بين مفترق طريقين..
أحدهما غادرته بعدما سرق بقسوته ابتسامتك وأجمل ما فيك..
لا لشيء إلا نكاية بعفويتك..
وصدقك..
ورقة قلبك..
حينها أي فرح ذاك الذي سيملأ قلبك..؟
أي قوة ستحتمل نكاية ما.. حتى وإن كانت عابرة..
وأي سكينة سيمنحها لك هذا الطريق رغم دفئه.. وجروحك القديمة ما زالت تغفو على صدر أيامك.. وسرعان ما توقظها ذكرى عابرة.؟!
حين تدرك ذلك فقط…
ستعي تماماً معنى أن يصمت أحدهم طويلاً..
أن يقسو حين يعاتب…
ويضحك مرغماً…
ولا يبكي مطلقا..
مطلقاً..
فقد جفت مآقيه حتى لم تعد تتعرف عليه..!
كم يبدو طريفا ومحزنا معا.. أن تفقد خصلة شعر نضرتها وسوادها مع الأيام ..
كشمعة سفكت ضياءها سكين الريح..
أن تتسلل اللحظات هاربة من قطار حياتك تباعا.. كمسافرات قليلات التهذيب..
وأنت تتأرجحين على أعتاب الثلاثين تتذكرين جمعا لفيفا من الأمور المربكة.
ظهرك النحيل كمصفاة.. وهمة الطاعنين من الخلف.. لدغة قريب وحسنة غريب..
زعمك للشامتين نهارا أنك شوكة في خاصرة المحن
بينما تتلوين مثخنة بالليل كذئب جريح..
تميمة المواعد المؤجلة
ومشاعرك التي لم تسقها من فرات البوح
فذبلت وداسها الصقيع ليزفرها الوقت تنهيدة بئيسة..
ابتسامتك الشاردة المصفرة وأنت تصفقين متحمسة بيد وتربتين بالأخرى على روحك الملتاعة في أعراس جاراتك اللائي كن صديقات طفولتك ذات يوم..
يدك ذاتها.. الوحيدة جدا.. كسارية خيبة..
المعروقة بالخسارات..
الملوحة كحمامة غريقة.. لراحلين حاكوا بإبر غيابهم قمصانا من الحسرة والأسف لن تستر عورة قلبك يوما..
ما أقل ما أحببت
وما أكثر ما فقدت
ما أقل ما عشت
وما أكثر ما مت
ما أسرع ما نضجت في قدر الحياة..
حتى احترق جلدك وذاب عظمك.. فصرت قوية وهشة في ذات الوقت.. كملك مخلوع غص بمرارته.. تنذكرين هذا كله.. وتتأملين مقولة «كيرت كوباين» الفجة لتشعري بعزاء كاذب يلتهم روحك:
«لا أحد يموت بتولا فالحياة تغتصبنا جميعا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى