يواجه كورنيش مدينة سلا بمنطقة سيدي موسى إهمالا واضحا حوله إلى «مطرح للنفايات ومخلفات البناء»، في ظل انتقادات شديدة توجه إلى مجلس مدينة سلا، الذي يوجد على رأسه العمدة عمر السنتيسي، من حزب الاستقلال، ومجلس عمالة سلا، الذي يرأسه نور الدين لزرق، من حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو الذي كان قد أنجز دراسة من أجل إعادة تأهيل كورنيش مدينة سلا، والطريق الساحلية بمنطقة سيدي موسى. وتقول فعاليات محلية إن تلك الدراسة ظلت طي الرفوف، ولم يتم إخراج خلاصاتها ولا إطلاق مشروع تهيئة المنطقة، كشأن شبيهتها في الرباط، وهو الأمر الذي جعل الكورنيش، حسب المصادر نفسها، «نقطة سوداء تزيد قتامة كلما عادت ظاهرة المد البحري، حيث تنقل الأمواج العاتية كل النفايات والأزبال التي ترمى بجانب البحر إلى وسط أزقة سيدي موسى».
وتشهد منطقة سيدي موسى بشكل دوري ظاهرة الأمواج البحرية التي تصل إلى حدود الطريق الساحلية على طول كورنيش سلا، والتي تكون محملة بكميات كبيرة من الحجارة والنفايات التي يتم إلقاؤها وبقايا البناء، وهو ما تسبب في قطع جانب من الطريق الساحلي قبل تدخل مصالح الجماعة وشركة النظافة لإزالة الأتربة والنفايات التي تخلفها الأمواج، في الوقت الذي تجددت المطالب من لدن سكان حيي المحيط بالرباط وسيدي موسى بسلا، من أجل التدخل لحماية المنطقة من أمواج «ميني تسونامي» التي تسببت في تخريب عدد من المرافق الرياضية منها ملاعب قرب، وتصل في عدد من الأحايين إلى المباني والبيوت المتواجدة على طول الشريط الساحلي.
وكانت وزارة التجهيز والماء أعلنت عن إطلاق دراسة لإنشاء حاجز وقائي بكورنيش سلا بهدف تقوية وحماية ساحل سيدي موسى بالمدينة، وأطلقت دراسة تقنية لإنشاء الحاجز الوقائي بالكورنيش، تبلغ كلفتها 15.5 مليون درهم، ويرتقب أن يتم الانتهاء منها قبل متم 2022، حسب معطيات الوزارة التي بينت أن إنجاز هذه الدراسة يمر عبر مراحل مختلفة؛ من بينها جمع المعطيات الطبيعية، والاستكشافات الجيوفزيائية، والدراسة التقنية الأولية للمشروع، والدراسة الجيوتقنية، والدراسة التقنية للمشروع، مشيرة إلى أن كلفة الأشغال الخاصة بالحاجز الصخري تقدر بما يناهز 1 مليار درهم، وأن الجدولة الزمنية لهذه الأخيرة تبقى رهينة برصد الاعتمادات المالية اللازمة وتحديد الجهات المعنية لتمويل المشروع في إطار عقد شراكة، مبينة أنها حريصة على إنشاء هذا الحاجز الصخري لحماية كورنيش سلا من مخاطر المد البحري، وأنها ستعمل على إنشاء حواجز لحماية السواحل كلما تبين أن هناك خطورة قد يشكلها المد البحري، وأن الأمر لا يقتصر على مدينة سلا.
النعمان اليعلاوي