السمنة هي نتيجة زيادة في الوزن، خصوصا في نسبة الدهون المكدسة في الجسم. يمكن أن تأتي هذه الزيادة بسبب خلل في الهرمونات، أو الضغوطات النفسية، سمنة ما بعد الولادة، التوقف عن التدخين، مشاكل الدورة الشهرية، سن اليأس، وبالطبع تناول عدد كبير جدا من الوحدات الحرارية في اليوم.
تؤثر السمنة على صحة الإنسان بشكل كبير، فهي تؤدي إلى تراكم الدهون وبالأخص دهون البطن، الأمر الذي يتسبب بدوره في مشاكل صحية عديدة، أبرزها ارتفاع نسبة السكر في الدم والإصابة بمرض السكري الفئة الثانية، حيث إن خلايا الجسم البدين لا تستجيب للأنسولين، وهو الهرمون الذي يعدل السكر في الدم ويصبح الجسم مقاوما له. ترتبط السمنة بشكل كبير بحدوث داء السكري من النوع الثاني، فكل خلية في الجسم عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين الذي يعطي الطاقة للجسم نتيجة حرق الجلوكوز، وتسمى هذه المواد مستقبلات الأنسولين، وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية، وبالتالي لن يستفاد من الجلوكوز فترتفع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم، وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية، فإذا زاد حجم الخلية كما هو الحال لدى الشخص البدين، فإن عدد المستقبلات يكون قليلا بالنسبة لمساحة الخلية كبيرة الحجم. والسمنة هي من أهم أسباب داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين. وكشفت الدراسات أن هناك أكثر من 300 مليون شخص في العالم مصابون بالبدانة، ويعانون من أمراض السكري والقلب واضطراب النوم، ولذلك فإن تخفيض وزن البدين هو العلاج الأمثل لمرض السكري من النوع الثاني، ويساعد تخفيض الوزن على تحسين حالة إفراز الأنسولين واستقباله عند هؤلاء المرضى. لذا إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني من السكري والبدانة، يجب عليك الاهتمام بنمط غذائه الذي يكون في أغلب الأحيان غير صحي، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضة، وإجراء الفحوصات اللازمة المبكرة لتجنب مضاعفات السمنة والسكري.