شوف تشوف

الرئيسية

كورونا هو أنت..

بدر الحمري

الجمعيات النسائية هي السبب في ارتفاع المعنفات هذه الأيام، فلا يعقل أن تتكاثر الجمعيات بقدر تكاثر المعنسات، كورونا ليس لها دخل في ذلك، إلا إذا كانت اسما من أسماء الجمعيات النسائية، مثلا «الجمعية النسائية كورونا» وسأكون أول الأعضاء والمشجعين والمزغردين لها، حتى أني سأتبرع لها بكيس من الحناء لتعقم العضوات أيديهن أثناء حملاتهن ضد الرجال الأنذال، الذين يعنفن زوجاتهم المسالمات..

وليكن الشعار هو: كورونا هو أنت، على شاكلة: المغتصب هو أنت!

ولنؤلف أغنية ننشرها على سطح صفحات التواصل الاجتماعي يكون مطلعها:

كورونا هو أنت.. هو أنت..

أنا حرة.. معقمة

مكممة،

أنت هو الفيروس.. أنت هو كورونا.. إلخ.

أنا لا أكره حقوق النساء.. بل أحبها.. والدليل أني أحترم قرار زوجتي عندما لا تسمح لي بالخروج، بحجة أني سأحمل في جيوبي الفيروس.. الحق الوحيد المسموح لي بالتمتع به هذه الأيام هو: الخروج إلى البنكة.. وأنتم تعرفون البقية!

هل نحن في حظر التجوال أم في حظر الرجال؟

إني كزوج محترم.. إلا كثيرا، لا أتفق مع التقارير الدولية والبرامج الفضائية التي يؤكد فيها الخبراء وعلماء النفس على أن الرجال يمارسون العنف ضد أزواجهن في فترة الحجر الصحي، والدليل على ذلك أني أصبحت زوجا كسولا في هذه الأيام التي أرغمتني فيها زوجتي، شخصيا، على الحجر الصحي.

أعتقد أن كل ما يحاك ضدي – وضد باقي إخواني المتزوجين العزل – هو مؤامرة سياسية نسائية لا بد وأن تكون وراءها السيدة نبيلة منيب، أو السيدة لطيفة الجبابدي، أو السيدة الحرة، أو السيدة صاحبة معمل الخياطة بمدينتي الصغيرة، أو كل النسوة، فهن يكرهنني جدا، ويردن رأسي.. عاجلا أم آجلا.

صحيح أن المقاهي وصالات الرياضة والحمام الشعبي والأسواق والقيساريات والشوارع التي كنت أقضي فيها مجمل أوقاتي، هاربا من المنزل، ومن نكد زوجتي، وزعيقها كلما رأت وجهي، قد أغلقت تماما، إلا الشوارع.. التي قالت الحكومة لا يمكن الخروج إليها إلا للضرورة القصوى، في حالات «التبقل» أو شراء الدواء، على أن تكون رخصة الخروج من المنزل معي كلما طلبها مني أحد رجالات الأمن مكنته منها.

وكما تعلمون فأنا زوج مغلوب على أمره، والحكومة الوحيدة التي أمتثل إلى أوامرها هي زوجتي، لكن كلما طلبت الخروج صاحت في وجهي: مكينش الخروج.. جلس لارض!

تمنيت لو كانت زوجتي حكومة دولية، لقلت نسب الخروج إلى الشارع بغير ضرورة.. بل لن يخرج أحد نهائيا، ولا أخفيكم سرا إن خبراتها في حظر التجوال المنزلي تمكنها من تصدير تجربتها إلى الخارج.

لماذا لا تلغي الحكومة وثيقة الخروج؟ فبهذا الإجراء الإداري بينت الحكومة أنها تكرهني هي الأخرى، وليس مستبعدا أن تكون زوجتي قد اتفقت معها سرا على ذلك.

لماذا لا تترك الأزواج في حرية تامة، دخولا وخروجا؟

بالطبع إني مع كل نساء العالم بفرض حجر بيتي على الأزواج فقط، فهم سبب البلاء والوباء، وهم من يجعلن النساء في تعاسة بيتية ويدفعن الرجال إلى الشارع والمقاهي وصالات اللعب على التعفن في المنزل.

لكن جاري له رأي آخر في ما قلت سابقا. بعث لي برسالة يقول فيها: (لم يعد هناك دفء في المنازل، أصبحت زوجتي لا تطاق، كلما رأتني (مكين غير جيب.. جيب.. نوض آغسل المواعين فحال سيادك، أجي شوف هاد الفيديو باش تعرف الرجال علاش قادين، شوف.. كيعاونو عيالاتهم! وأنت نهار أومطال مكوان… قربتي تغمال). لا تنقضي المطالب النسائية، إنها دائما في حالة طوارئ أكثر من طوارئ الحجر الصحي، لذلك أنا لا أخاف من كورونا إذا خرجت، ولكن أخاف من زوجتي إذا بقيت في البيت).

ذكرني كلام جاري بصراحة العجوز الإيطالي، الذي استوقفته الشرطة بسبب كسره للحجر الصحي، لكنه فاجأهم بالجواب الآتي: أفضل الموت بفيروس كورونا على البقاء في المنزل مع زوجتي الثرثارة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى