شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

كواليس مثيرة عن صراع الرئيس زروال مع الجنرالات

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

حسب ما أورده هشام عبود، فإن عبد العزيز بوتفليقة كان يرغب في العودة إلى الحياة السياسية سنة 1994، بعد أن لجأ إليه الجنرالات.

لكن المثير أن هؤلاء كانوا أنفسهم سبب مأساة بوتفليقة بعد وفاة الهواري بومدين نهاية السبعينيات، إذ وجد نفسه مُبعدا ومجبرا على مغادرة الجزائر. وها هو يعود ليجلس مع اليمين زروال إلى طاولة واحدة.

كيف أصبح اليمين رئيسا رغم حظوظ بوتفليقة ورصيده باعتبار أنه كان وزيرا للخارجية ومقربا من الهواري بومدين الذي كان بمثابة «مثل أعلى» لأغلب العسكريين في الجزائر؟

يقول هشام عبود إن الصحافة التي كانت تابعة للجنرالات مارست الكثير من التشويش على بوتفليقة وسربت مجموعة من المعلومات التي نُشرت في عز تلك المحادثات المغلقة التي جمعت كلا من بوتفليقة واليمين زروال والجنرال خالد نزار وحمروش والبقية.

وهو ما جعل بوتفليقة يتراجع، بعد أن نسفت الصحافة ذلك الاتفاق الذي أبرمه مع اليمين زروال.

بالتالي كان زروال، قبل حتى أن يصبح رئيسا، ضحية للجنرالات لأنهم أبعدوا عنه بوتفليقة رغم أن الشرط كان أن يبقى معه مستشارا.

«انسحب بوتفليقة في الدقيقة الأخيرة»، يقول هشام عبود، وبالتالي أصبح زروال وحيدا في مواجهة المافيا.

 

صراع مستمر

عاد الصراع بين القصر الرئاسي والجنرالات إلى الواجهة. علي كافي عاد بهدوء إلى منزله وتقاعده بعد أن عاش لأيام تحت ضغط رهيب بسبب رئاسته الصورية للمجلس الأعلى للدولة. كان مفروضا عليه ألا يلتقي أحدا وألا يصرح للصحف، وأن يكتفي بظهور باهت في التلفزيون لكي يحس الرأي العام الجزائري أن هناك رئيسا في مرحلة انتقالية بالبلاد، لا أقل ولا أكثر.

انسحاب بوتفليقة ترك اليمين زروال وحيدا في مواجهة المافيا، وفهم بسرعة أن المعركة لن تكون سهلة، خصوصا وأنه أبان، كما يشرح عبود، عن حُسن نية كبير في خدمة الجزائريين والقطع مع بعض مظاهر الفساد التي كانت تصيب الاقتصاد بالشلل وتفرخ المزيد من العاطلين في الجزائر. إذ كان الجنرالات يقتسمون ثروات الجزائر بينهم ويراكمون ملايين الدولارات سنويا لحساباتهم البنكية في الخارج، بينما كانت المشاريع الوطنية الكبرى متوقفة تماما، ولا يحق لأحد الاقتراب منها.

يقول هشام عبود إن الجنرالات وضعوا اليمين زروال مقابل «الجدار». أي أنه أصبح محاصرا تماما ولم يعد أمامه سوى أن يقبل بكرسي رئاسة الجمهورية بتنازلات عن صلاحيات مهمة.

في مقابل التنازلات التي منحها زروال للجنرالات، كان لزاما عليهم أن يسمحوا له بهامش من الحرية حتى لا تنفجر الأوضاع من جديد.

كان زروال صاحب شخصية عسكرية خفية، لذلك استطاع الصمود أمام تيار «مافيا الجنرالات». بل إنه سنة واحدة على ممارسة الحكم، وبالضبط يوم 31 أكتوبر 1994، دعا إلى انتخابات في الجزائر، وهو ما أربك الجنرالات. لكن من كان وراء ذلك القرار؟ لقد أوحى إليه به صديقه المقرب ومستشاره الخفي، الجنرال محمد بتشين!

غاب عن الجنرالات أن اليمين زروال لا بد وأنه احتفظ ببعض الصداقات القديمة، وحتى عندما أبعدوا عنه بوتفليقة وأجبروه على البقاء في الخارج فترة أخرى قبل أن يلجأوا إلى «خدماته» سنة 1999 ويمنحوه رئاسة الجزائر، فقد غاب عنهم أن زروال لا يزال صديقا لعسكريين آخرين من أيام «الثكنات»، وكان أقرب هؤلاء الأصدقاء إليه هو الجنرال محمد بتشين الذي كان قد عوقب نسبيا بإبعاده عن نواة «المافيا»، ليفاجئهم بعودة قوية مع اليمين زروال. وهكذا بدأت حرب ضارية بين الجنرالات، بينما كان الرئيس يتفرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى