كل ما يجب أن تعرفه عن مرض الملوك
إعداد : سهيلة التاور
ألم في المفاصل.. التهاب حاد يجعل المشي صعبا عند ارتداء حذاء ذي كعب عال.. ألم في الكوعين، أو أصابع اليد.. كل هذه يمكن أن تكون أعراضا لمرض النقرس (La goutte)، الذي يستدعي تدخلا سريعا، لأن تركه بلا علاج فعال يمكن أن يسبب المزيد من الآلام في المفاصل، بالإضافة إلى تشوهها، وضغط الدم، وفشل الكلى.
يعرف النقرس، من الناحية التاريخية بمرض الرجل الغني، أو مرض الملوك، أما سببه فظهور مستويات عالية من الحامض البوليِ في مجرى الدم. يترسب هذا الحامض البوليِ في المفاصل، ويؤدي إلى ألم والتهاب وورم في مفاصل الجسم.
النقرس هو نوع من التهاب المفاصل عرف منذ أكثر من 2000 سنة. وهو نوع من التهاب المفاصل، مصحوب بألم وورم حاد. يؤثر النقرس على أصبع القدم الكبير عموما، وقد يواجه الشخص المصاب ألما حادا. على أي حال، يمكن أن يؤثر النقرس على الآذان والكواحل والمرافق والركبة والأرساغ.
عندما يتعدى مستوى الحامض البوليِ في الجسم المستوى الطبيعي، تسمى الحالة نقرسا. يترسب الحامض البولي (وهو نفاية طبيعية في الجسم الإنسانيِ) في مفاصل الجسم، مما يسبب انتفاخها، وهذه الحالة غالبا ما تصيب الرجال متوسطي العمر، والنساء بعد سن اليأس.
أسباب المرض
يتخلص الجسم من الحامض البولي، الذي ينتج عن عمليات الجسم الكيميائيةَ من خلال الكلى عن طريق البول. على أي حال، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من النقرس، فإن كمية الحامض البوليِ في الدم عالية بسبب التشكيل الحامضي البولي الأكثر، أو الكميات المنخفضة من الحامض البوليِ الذي يخرج بالكلى عن طريق البول. يوجد الحامض البولي مذوبا عادة في الدمِّ. على أي حال، عندما تزيد مستوياته في الدم، فإن بلورات أو إبر تتشكل وتترسب في المفاصل المختلفة، مما يسبب الألم والالتهاب والورم.
ـ الإفراط في شرب الكحول.
ـ الأمراض: وتشمل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وارتفاع مستويات الدهون والكوليسترول في الدم، وتصلب الشرايين.
ـ الأدوية: مثل مدرات البول والأسبرين.
ـ أحد أعضاء العائلة مصاب بالنقرس.
ـ العمر والجنس: النقرس يصيب الرجال أكثر من النساء، لأن مستويات حمض اليوريك أقل عند النساء في سن الطمث من الرجال، في الرجال عادة تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة، في حين أن النساء عموما يصبن بالمرض بعد انقطاع الطمث.
ما هي آثار مرض النقرس على العظام والمفاصل؟
بشكل عام يؤثر مرض النقرس على العظام والمفاصل والأكياس الدهنية حول المفاصل وأغشية الأوتار والغضاريف وغيرها .
-تأثيره على العظام: يسبب اهتراء في أطراف العظام عن طريق تجمع بلورات اليوريت على أطراف المفاصل، وبالأخص مفاصل أصابع اليدين والقدمين، وكذلك وجود أكياس صغيرة محاطة بجوانب متصلبة وشكلها بيضاوي، بالإضافة إلى ذلك فأثناء المراحل النهائية يسبب النقرس تحطيما كاملا لسطوح المفاصل، مما يؤدي إلى تشوهات جسيمة لشكل المفاصل.
-تأثيره على الأنسجة الرخوة: حيث تترسب بلورات اليوريت خارج الأسطح المفصلية، مكونة كتلا من البروزات حول المفاصل.
-تأثيره على المفصل: يحافظ المفصل في المراحل الأولى عند مرضى النقرس على سلامته، إلا أنه عندما يصاب بتقرحات واهتراءات كثيرة يحدث ضيق في المفصل مع احتكاك شديد، مما يؤدي في بعض الأحيان النادرة إلى”تيبس في المفصل.
-التهاب وتهيج الأكياس الدهنية: يؤدي إلى تأثر العظم القريب مع تورم الأنسجة الرخوة، وهذا شائع في أعلى عظم الزند وأمام رضفة الركبة.
كيف تتم عملية تشخيص النقرس؟
-اختبار سائل المفصل: نأخذ عينة من سائل المفصل المتضرر، وعند فحصها تحت المجهر يتبين وجود بلورات اليوريت في سائل المفصل على شكل إبر.
-فحص الدم: يقاس مستوى حمض اليوريك في الدم، يمكن لنتائج فحص الدم أن تكون مضللة، فبعض الناس لديهم مستويات عالية من حمض اليوريك ولكنهم لم يصابوا بالنقرس، والبعض الآخر لديهم علامات وأعراض النقرس، ولكن ليس لديهم مستويات غير عادية من حمض اليوريك في الدم.
العلاج الطبيعي للداء
يمكن علاج هذا المرض المؤلم في البيت بطرق بسيطة.
الكرز.. الموز والتفاح
ما أفضل من الكرز لعلاج هذه الحالة المؤلمة. يعد هذا العلاجِ القديمِ فعّالا في خفض مستويات الحامضِ البولي في الجسمِ. يساعد فيتامين (ج) على إزالة الحامضِ البوليِ، وبما أن الكرز غني بفيتامين (ج)، فهو يساعد في معالَجة النقرسِ. استهلك من 15-10 حبة كرز يوميا، لوقف الهجمات المتكررة من النقرسِ. تناول عصيرِ الكرز فهو فعّال جداً أيضاً.
حامض الماليك الموجود في التفاح يقوم بتحييد الحامض البولي، وبذلك يزود المصاب بالنقرسِ بالراحةَ. ومن المستحسن أكل تفاحة واحدة بعد كل وجبة طعام. إضافة إلى التفاح، يعد الموز فعالا جدا. وينصح بتناول من 8 إلى 9 حبات موز في اليوم، بشكل مستمر لمدة 4 أيام، لأن ذلك سيساعد كثيرا في وقف الألم.
الليمونِ
الليمون فاكهة أخرى غنية بفيتامين (ج)، وهي ليست فقط لمعالَجة المفاصلِ المؤلمة، ولكنها تقوي أنسجةَ الجسم الرابطةَ أيضا. اعصر نصف ليمونة في قدح ماء كبير، وتناوله على ثلاث جرعات خلال اليوم، صباحا وظهرا وليلا. حامض الستريك الموجود في الليمون سيذيب البلوراتَ الحامضيةَ البوليةَ، ويخفف من ترسبها في المفاصلِ.
إضافة إلى عصير الليمون، يمكنك استعمال وصفة أخرى مفيدة. قم بغسل 10 إلى 15 حبة ليمون، تخلص من البذور، ثم اعصرها بقشرها في الخلاط. أضف كمية مناسبة من العسل إلى المزيج، ثم ضعه في الثلاجة. تناول ملعقة من المزيج الحلو ـ حامض كل يوم قبل كل وجبة طعام.
عصير الجزر والفاصوليا
يعتبر استهلاك عصير الجزر يوميا فعّالا جداً في معالَجة النقرسِ. يمكنك إعداد عصير متنوع من الخضار، مثل 300 مليلتر من عصير الجزر، 100 مليلتر عصير البنجر و100 مليلتر عصير الخيار. يجب مزج هذه المكونات وتناول العصير يوميا. كذلك عصير الفاصوليا الخضراء مفيد جدا أيضا. تناول نصف كوب من هذا العصير، خلال شهر، فهو مفيد جدا في علاج النقرس.
السمك النيئ
هذا العلاج فعال جدا، ومدته 10 أيام. قم بشراء السمك النيئ شرائح، ثم قسمه إلى 5 أجزاء متساوية. ضع السمك في أكياس بلاستيكية وجمدها. خذ كيسا واحدا كل ليلة وافتحه، ثم ضع قدمك في الكيس مع لف السمك حول مواضع الألم، ضع جوربا متينا على الكيس واذهب للنوم، استمر في العلاج لمدة 9 أيام، وسيزول الألم من مفاصل القدم.
علاج الفحم
خذ وعاء نظيفا ضع به نصف كوب من الفحم المطحون مع قليل من الماء حتى يتكون معجون. ضع قدمك في الوعاء وغطها بالفحم، ضع فوق قدمك ماء كافيا لغمر القدم، اترك قدمك من 30 إلى35 دقيقة في حمام الفحم، وستشعر باختفاء الألم.
الملح الإنجليزي
إذا كان أصبع القدم مصابا بالنقرس، فالملح الإنجليزي سيساعد في شفائه. يحتوي الملح على المغنيسيوم، المفيد في التخلص من السموم، والمواد الثقيلة في الدم. انقع رجليك في حمام من الماء والملح 3 مرات في الأسبوع.
طرق الوقاية
خلال الفترات الخالية من الأعراض قد تكون المبادئ التوجيهية الغذائية تساعد على الحماية من نوبات النقرس في المستقبل مثل: تناول السوائل بشكل كبير: 8 إلى 16 كأسا (حوالي 2 إلى 4 لترات) من السوائل كل يوم، والنصف على الأقل من الماء، وتحديد عدد المشروبات المحلاة. الحد من، أو تجنب شرب الكحول.
اتباع نظام غذائي متوازن باتباع الإرشادات الغذائية: وينبغي التأكيد على النظام الغذائي اليومي من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان الخالية من الدهون أو منخفضة الدهون. الحصول على البروتين من منتجات الألبان قليلة الدسم: منتجات الألبان قليلة الدسم قد يكون لها في الواقع تأثير وقائي ضد النقرس. الحد من تناول اللحوم والأسماك والدواجن: كمية صغيرة قد تكون مقبولة. الحفاظ على وزن الجسم المناسب: فقدان الوزن قد يقلل مستويات حمض اليوريك في الجسم، ولكن يجب تجنب الصيام، أو فقدان الوزن السريع، لأن ذلك قد يرفع مؤقتاً مستويات حمض اليوريك.