في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم، سيما مع فرض الحجر الصحي على الأفراد في إطار التدابير الاحترازية التي تنهجها الدول من أجل الحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، سوف نقدم لك -عزيزي القارئ- مقالات تتناول عدة جوانب من هذا الموضوع.
الحجر الصحي هو مكان يعزل فيه أشخاص، أو أماكن، أو حيوانات، قد تحمل خطر العدوى. وتتوقف مدة الحجر الصحي على الوقت الضروري لتوفير الحماية، في مواجهة خطر انتشار أمراض بعينها. ويشير هذا المصطلح في سياق الرعاية الصحية إلى مختلف الإجراءات الطبية المتبعة لإحباط انتشار العدوى التي قد تنتشر بين الأشخاص.
في الحجر الصحي يطلب من الأشخاص المعرضين للإصابة بالعدوى البقاء في المنزل أو في مكان آخر محدد، لمنع نقل المرض للآخرين، وكمحاولة للسيطرة على الحالات المرضية، وينبغي مراقبة الأشخاص الذين يطبق عليهم الحجر في حال ظهور أية أعراض مرضية، ليبلغوا الجهات الصحية بها، كارتفاع الحرارة وغيرها، ويتم تحديد مدة الحجر الصحي بناء على فترة حضانة المرض، ويمكن التفريق بين الحجر الصحي والعزل الصحي، أي أن الأخير يتم تطبيقه على المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض المعدي، ويتم عزلهم عن باقي الأصحاء.
من هي الفئات التي من الضروري أن تخضع للحجر الصحي المنزلي؟
-الأشخاص الذين لا يظهر عليهم أي أعراض لفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد-19) لكن سبق لهم وخالطوا أشخاصا مصابين بشكل مؤكد.
-الأشخاص القادمون من بلد آخر، تم إجراء الحجر الصحي فيه في آخر 14 يوما.
-يستمر الحجر الصحي المنزلي فترة 14 يوما، وهي فترة حضانة المرض، أي منذ التقاط العدوى وحتى ظهور الأعراض، لضمان عدم انتقال العدوى من شخص لآخر.
ما هي التعليمات الضرورية؟
-عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
-مخالطة أفراد الأسرة التي تعيش في نفس المنزل فقط.
-عدم الذهاب في جولة خارج المنزل.
-عدم استخدام وسائل النقل العامة.
-عدم الذهاب لأماكن التجمعات، التي يصعب فيها ترك مسافة بين الأشخاص.
-عدم الذهاب إلى المتاجر أو المطاعم، إلا في حال الضرورة القصوى، وينبغي الالتزام بترك مسافة متر إلى مترين عن باقي الأشخاص.
-يمكن الذهاب مشيا على الأقدام، بشرط ترك مسافة متر إلى مترين مع الآخرين.
-مراقبة أي أعراض مرضية قد تظهر على الشخص أثناء فترة التزامه بالحجر الصحي، مثل أعراض الجهاز التنفسي، أو الحمى.
ما هي المراحل النفسية الخمس لهذا الحجر؟
لا شيء أغرب مما نقطع منه الآن. لقد فقدنا جميع المرجعيات، وكل شيء يدخل في نطاق المجهول.
لكن لا: في مكان آخر، عاش آخرون (أو لا يزالون يعيشون، مع نوع من التقدم) هذا العزل. ويقدمون لنا نصائح قيمة حول المراحل النفسية المختلفة لهذا الحجر الصحي.
- -المرحلة الأولى، وتعرف باسم مرحلة البقاء، هي أكثر المراحل تعقيدا، حيث إنها مرحلة التكيف مع نمط جديد للحياة في إطار العزلة، وتتسم هذه المرحلة بسيادة الذعر، وقلة النوم، وما إلى ذلك. غالبا ما نكون في وضع «تفاعلي»، ونشاهد باستمرار الأخبار المتعلقة بتطور الفيروس.
النصيحة لهذه المرحلة: قبل كل شيء، يجب ألا نقضي معظم اليوم في مشاهدة الأخبار، بل التركيز على وضع خطة التأهب لهذه الفترة من الحجر الصحي. ماذا نريد أن نفعل خلالها؟ وكيف يمكن تحويل هذا الوقت البطيء إلى وقت نوعي؟ كيف يمكننا أن نشغل وقتنا؟ - -المرحلة الثانية هي مرحلة الأمان، إذ نعتاد خلالها تدريجيا على هذا النمط الجديد للحياة، وتضعف دفاعاتنا، فنقوم بترتيب خزانتنا ونبدأ باحتضان هذا الوقت الطويل.
النصيحة لهذه المرحلة: يجب الانسحاب من وسائل التواصل الاجتماعي مثل واتساب غير المجدية، وبدلا من ذلك، الاستفادة من هذا الوقت في استكشاف إحدى هواياتنا / أنشطتنا، التي لم نكن نملك متسعا من الوقت لممارستها – على سبيل المثال الطهي. - -تعتبر المرحلة الثالثة مرحلة الانتماء، وعلى مستوى هذه المرحلة، تصبح الأمور مثيرة للاهتمام، عندما تستقر طبيعة الحياة الجديدة، وتتعلم أخيرا كيفية إدارة وقتك، والتوفيق بين العمل والأسرة في المنزل، والاستقرار في الإيقاع الجديد. إنها ليست المرحلة الأسهل، ولكن يستقر هذا النمط الجديد والتوازن في الحياة غير المسبوق، بشكل غريب، وبشكل جيد.
النصيحة لهذه المرحلة: يجب عدم اعتبار الحجر الصحي على أنه سجن، بل وقت مخصص للذات. قم بوضع جدول زمني عائلي للفصل بين الوقت المخصص للعائلة والوقت المخصص للعمل بشكل صحيح، حتى لا تبقى في المنتصف بينهما. - -المرحلة الرابعة تسمى مرحلة الأهمية. بعد العبور من جميع المراحل السابقة، لقد حدثت، بكل تأكيد، تغييرات كبيرة في وقت قصير جدا. ويتعلق الأمر بتوظيفها في تحول محتمل: لذا يجب الانتباه لجميع الأفكار الجديدة التي يمكن أن تولد في هذه الفترة، فيما يخص طريقتك في العمل، والعيش وعلى ما تريد حقا القيام به.
النصيحة لهذه المرحلة: حافظ قدر الإمكان على التوازن المذكور في المرحلة السابقة. مما لا شك فيه أنك قمت بتطوير علاقات مختلفة مع عائلتك أو زملائك بما أنكم قطعتم هذه الأزمة معا. ماذا تريد أن تفعل بهذه العلاقات؟ - -المرحلة الخامسة هي مرحلة التحديث الذاتي. بما أن الذعر السائد في الأجواء وعدد الحالات الجديدة يبدأ في الانخفاض، فإن الحياة تتأقلم ببطء مع النمط الجديد. يجب البقاء متيقظا وممتنا لهذا الانبعاث، حتى وإن كان بسبب وباء مدمر محتمل. يجب التريث فيما يخص تحول الحياة.
النصيحة لهذه المرحلة: يجب الاستفادة من التغيير السريع من أجل تعجيل التغييرات في نمط حياتك وعملك وما إلى ذلك.