شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

قناعة ملك

الافتتاحية

تضامنا مع ما يعيشه سكان قطاع غزة من مأساة إنسانية، أعطى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تعليماته لإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر والجو، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف.

ولا شك أن السماح للمغرب، كأول بلد يدخل المساعدات إلى الفلسطينيين جوا عن طريق طائرات عسكرية وبرا عبر الطريق البري، الذي تم إنشاؤه من طرف الجيش الإسرائيلي، فيما سُمح بعد ذلك للمصريين والأردنيين والأمريكيين والسعوديين، بالدخول لغزة يعكس المكانة التي يحتلها بلدنا كراع للسلام ودولة ذات مصداقية لدى أطراف النزاع.

فالعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، التي سمحت بنجاح العملية، مبنية على موقف المغرب الداعم لحل الدولتين ولرفض الخيارات الانفرادية، وهو ما ساعد بشكل كبير في القيام ببادرة إدخال المساعدات والإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة من طرف المملكة المغربية.

إن ما قام به المغرب من مبادرة إنسانية للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، سيما الفئات الأكثر هشاشة، وتكفل الملك من ماله الخاص بجزء كبير من المساعدات المقدمة، سيما تلك الموجهة للرضع والأطفال الصغار، لا تعكس فقط بعدها الإنساني بل تجسد بالأفعال وليس الأقوال مكانة القضية الفلسطينية عند المغاربة وملكهم.

فالمغرب لا يتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق التكسب الدبلوماسي والاستغلال السياسي، كما تقوم به أنظمة فاشلة بجانبنا، بل من منطلق عقيدة دبلوماسية تؤمن بعدالة قضية الفلسطينيين والدفاع عنهم لاسترداد حقوقهم التاريخية والشرعية، بعيدًا عن المواقف الظرفية أو الحسابات السياسية ذات الأبعاد الجيوسياسية.

إن الالتزام المغربي تجاه القضية الفلسطينية دليل آخر على أن المغرب ملكا وشعبا ملتزم تجاه فلسطين، وأن ما يقوم به رئيس لجنة القدس من مواقف وأعمال جليلة لا تمليه الظروف والحسابات، بل هو قناعة ثابتة ودائمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى