شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

قمة الانحطاط

وصلت درجة الانحطاط الأخلاقيّ والخسة الديبلوماسية التي بلغها النظام العسكري الجزائري إلى حضيض غير مسبوق من الدونية يصعب معه استيعاب حماقات نظام حشرنا الله معه في الجوار. ويبدو أن نظام تبون ومن معه لم يبلغ في علاقته مع بلدنا أزمة ديبلوماسية وأخلاقية مستعصية فقط، بل لم يعد يشعر بأي نوع من الحرج من تصرفاته الصبيانية المبنية على عقيدة العداء والكراهية.

والخطير في الأمر أن انحطاط النظام الجزائري اليوم لم يعد كما كان بالأمس مُنمقاً بأفعال غير مباشرة وتصريحات مواربة تجعل له الغطاء المزخرف وتفتح مواقفه على تأويلات متعددة، بل أصبحت سلوكات النظام العسكري تتم اليوم بشكل عدائي وعلني، وهذا يعني أن قصر المرادية فقد بصره وبصيرته ولم يعد يميز بين الألوان الحمراء التي لا يمكن القبول بتخطيها وباقي الألوان المسموح بها.

نقول هذا الكلام بعد القرار الكاريكاتوري بقبول الجزائر فتح ما يسمى «تمثيلية الريف بالجزائر» التي أسسها عدد من الخونة لا يتجاوزون أصابع اليد، وهو ما يعد سابقة خطيرة تستوجب الصرامة في الرد على هاته الخزعبلات المثيرة للشفقة أكثر من شيء آخر.

طبعا بلادنا لن تنزل للحضيض وتتعامل بالمثل وتقبل بفتح مكتب لحركة الماك الجزائرية التي قبلت عدد من الدول احتضانها، لأن ملك البلاد أعلن في خطاب رسمي أن بلادنا لن تكون يوما مصدر شر للجزائر، وهذا ليس ضعفا أو جبنا، بل لأن المغرب له تقاليد وأعراف ومبادئ أخلاقية تحكمه في علاقاته الدولية.

وإلى حين يأتي من هو قادر على إنقاذ الجزائر من تدبير المجانين وينتشله من هذا الانحطاط والفعل المذموم في الديبلوماسية بين الجيران، لابد أن يفهم هذا النظام الفاشل أنه، بمواقفه البهلوانية المؤيدة للانفصال، لا يفعل سوى تقديم هدايا مجانية لبلادنا. فبعد 50 سنة من دعم الجزائر الانفصال بالجنوب المغربي، لم يربح النظام العسكري سوى مزيد من الإجماع المغربي حول وحدته الترابية وتقوية شرعية حكمه، واليوم سيجني النظام الجزائري من توظيف بعض الخونة مزيدا من الوطنية المغربية المدافعة عن نظامها السياسي وسيادتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى