شوف تشوف

الرأي

قلب زائف

يقولون إنها جميلة، أنك تسارع الخطى كل مساء كي تحملها على كفوف الراحة من عملها إلى عش أثثتماه سويا بالحب، أن عينيك الخضراوين اللتين تطالعان كل جزء في وجهي بلهفة ورجاء مشتاق ممتلئتين يا وجعي بصورتها، وأني أنا التي أفترش قلوب الرجال وأزهد فيها مجرد طيف منها يطوف حولك، تقضي منه حاجة الشوق إليها، وتصبر به روحك المتعلقة بأهداب رداء كعبتها.

مقالات ذات صلة

يقولون كلاما كثيرا يجلد قلبي كالسوط، ويمثل بجثة مشاعري دون أي شفقة، يحول سرير ريش النعام الذي أفترشه إلى بساط من المسامير المحماة، ويسيل خلفه دماء جراح لا تعقمها كل الاعتذارات الصادرة عن صفحة وجهك المتمسحة بأعتاب حنوي، ولا تطبطبها نظرات الاستعطاف التي تقفز من عينيك.

لا شيء أكثر عدلا عندي من طريق يقود إليك، ولا شيء أكثر ظلما من خطوة لا تمتد نحوك، ولا أظلم من درب تقتسمه معي غيري وتتوه بي فيه الخطوات. أيسمح قلبك أن تحتل الغيرة صدري، وتستعمر المقارنة بسواي المساحة الصغيرة التي خلقتها لنفسي معك؟ أعدل يا ملح مدامعي أن تلقيك الأقدار في أيسري بذرة حب، وتشكلك بعد طول مخاض خطيئة لم أكن أنوي أن أتوب عنها، وابتلاء لا ينفع معه دعاء ولا صبر، ثم أجد نفسي بعدها طرفا ثالثا مطالبا بالانسحاب، ونارا مشتعلة فرض عليها البرود. متى أذنبت كي يعاقبني الله فيك، وأي شعيرة قد تصنع المعجزة وتهديني إياك طفلا نقيا يخاف البعد عني ويرفض الفطام.

لماذا سمحت لسهام عينيك باختراق قلبي ما دمت تحضن بهما غيري، ولففت روحي بسلاسل عشقك بما أنها تنام في سرير حضنك قبلي. أيها الملاك الشيطان، الخطيئة التائبة والوجع اللذيذ الذي يعذبني كل يوم قل لي بالله عليك ما أفعل؟ أأحبك وأقبل بنصفك، أو أدخل ساح الجبابر مسلحة بسيف التملك كي أختطفك عنوة من بين يديها، أو أستسلم وأظهر الراية البيضاء وأسلم فيك أنت وشعور الحب هذا الذي قرنا قبلك ما اعتراني؟

كنت أصغر من أن يلتصق بي ظل، لا أجيد الحب بروح طرزها الفقد بالثقوب، وجسد هش يعجز عن السير وحده، ويهيم في الحياة باحثا عن عكاز يلقي عليه عبء القصيدة، ولحن الغياب، وبكاء كمان حزين يحاول أن يهتدي بالشجن إليك، لكني أحببتك! كنت أظن ببساطة مخيفة أنك ستلتصق بي لنعيش سويا احتضار الكون في لحظة عشق حمقاء، أني سأتنفسك بعمقك وأنك سوف تحضنني بعنف يلصق كل الأجزاء التي سبق أن تشتتت وتمزقت في دواخلي، وأن صمغ عشقك سيلصق أجزائي المتساقطة، لكني اكتشفت أنك مجرد أمل زائف، رجل أقصى أمانيه أن أقبل اقتسامه مع أخرى، لها الحضن والبيت والاسم، ولي أنا بقايا فؤاد جبان، بعض حب، وذكر آخر ما يمكنه فعله هو التربيت على كتفي بقلب زائف، وأنا والله ثم والله أستحق أن تحبني وحدي، كلك لا بعضك، وتحرر أناك من قبضة الصدفة، وتصرخ في وجه الصمت أنك لي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى