شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

قطاع الشوكولاتة الفاخرة بالمغرب

30 علامة تتنافس حول سوق قيمتها 800 مليون درهم

إعداد: لمياء جباري

مقالات ذات صلة

 

في التسعينيات من القرن الماضي كان هناك فقط ثلاثة صانعين للشوكولاتة يسيطرون على السوق المغربية، ولم يقدموا سوى القليل من المنتوجات للمستهلكين، لكن الأمور تغيرت منذ ذلك الحين. فاليوم توجد ما لا يقل عن ثلاثين علامة تجارية في المملكة، بما في ذلك العلامات العالمية مثل ميلت، جيف دي بروج، باتشي، نيوهاوس وشاتو بلانك. وتقدر قيمة السوق الإجمالية بنحو 800 مليون درهم، لجميع القطاعات مجتمعة، ويواصل السوق نموه ويسجل ذروته السنوية في الربع الأخير من السنة.

 

80 بالمائة من المبيعات في أشهر قليلة

يقول المهنيون إنهم يحققون 80 بالمائة من مبيعاتهم السنوية على مدى بضعة أشهر، تتراوح من فترة عطلة نهاية السنة إلى عيد الحب، مع ذروة يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة. وخلال موسم الذروة، يستعد صانعو الشوكولاتة له من خلال إطلاق مجموعات جديدة وعروض مخصصة لهدايا الشركات، ويقومون بحملات إعلانية وتواصلية على شبكات التواصل الاجتماعي والمجلات. عروض الشوكولاتة مخصصة للجميع، بدءًا من الأفراد، الذين أصبحت حلوى اللوز والكمأة  truffes والحلويات الأخرى جزءًا من عاداتهم الاستهلاكية. ووفقا لبعض الفاعلين في هذا القطاع، فإن علبة أو صينية الشوكولاتة تحل محل باقة الزهور المعتادة بشكل متزايد. وعلى الرغم من أن استهلاك الفرد من الشوكولاتة لا يزال متواضعا نسبيا في المغرب، بمتوسط ​​700 غرام للفرد (مقارنة بـ 6.95 كلغ في فرنسا)، إلا أن السوق تبدو مزدهرة. علاوة على ذلك يرغب بعض صانعي الشوكولاتة اليوم في فتح شبكة واسعة من خلال تقديم منتجات وتركيبات تناسب جميع الميزانيات.

 

استهداف الطبقة المتوسطة

هذا هو هدف نادية العلوي، مؤسسة La Dragée d’Or عام 1997، التي راهنت بشكل كبير على إطلاق مفهوم جديد: غرفة شاي صغيرة، تقع في عين دياب، تقدم الشوكولاتة بسعر منخفض حيث تقدم علبة صغيرة من الشوكولاتة الفاخرة بـ 99 درهما. استثمرت مالكة هذه العلامة التجارية الراقية، التي استهدفت دائمًا العملاء الأثرياء، 8 ملايين درهم لاستهداف عملاء من الفئة الاجتماعية والمهنية. وبعد أن طورت، منذ إطلاقها، ستة متاجر في الدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس، ركزت La Dragée d’Or حتى الآن على الشوكولاتة الفاخرة التي تستهدف العملاء المنتمين إلى الفئة الغنية. لكن العلامة التجارية غيرت الآن نهجها من خلال إعادة التوجيه، حيث تقدم العلامة منتجات بأسعار في متناول الجميع وخططت لافتتاح عدة فروع في عامي 2023 و2024، تستهدف الطبقة الوسطى، سيما في الرباط وطنجة ووجدة والناظور والداخلة وأكادير. وفي نقاط البيع الجديدة هذه سيكون متوسط ثمن ​​سلة من الشوكولاتة 300 درهم، بينما يصل عند العلامات الفاخرة إلى 500 درهم.

وقالت نادية العلوي، في تصريح سابق لموقع Lavieeco، إن «المنافسة المتزايدة التي تقود هذا القطاع حاليًا تحفز وبالتالي تدفع المهنيين إلى الابتكار في ما يتعلق بالنطاقات وتوسيع شبكة التوزيع». رأي تشاركه سارة دوكلو لاريف، مؤسسة شركة ليبس، التي ترى أن «المنافسة محفزة وما زال هناك مجال لمن يريد دخول هذا القطاع». من جهتها، لم تتردد في المغامرة، بافتتاح متجرها. وما تواصل القيام به هو تطويرها مع صانع الشوكولاتة الفرنسي الرئيسي. ورغم أن العلامات التجارية تسعى باستمرار إلى التميز عن بعضها من خلال تركيباتها الأصلية المصنوعة في سويسرا وبلجيكا وفرنسا ولبنان للشوكولاتة الفاخرة، فإنها مع ذلك تتفق على السعر نفسه المحدد بـ 760 درهما للكيلوغرام الواحد.

 

480 ألف أورو متوسط مبيعات

لفتح محل شوكولاتة فاخرة تابع لشركة عالمية (franchise) هناك عدة شروط يجب التوفر عليها. فحسب معطيات من موقع Jeff de Bruges للاستثمار مع العلامة، فالحد الأدنى للمساهمة الذي تطلبه الشركة من المرشح للامتياز لتجنب تأثر العملية بأقساط سداد القروض المرتفعة للغاية، تطلب الشركة دائمًا من مرشح الامتياز أن تكون لديه مساهمة أولية لا تقل عن 30٪ من إجمالي الاستثمار (حقوق الإيجار، العمل، التخطيط، إلخ..) مع ما لا يقل عن 50000 أورو، باستثناء القروض. وحسب الموقع يبلغ متوسط ​​حجم مبيعات الشبكة 480.000 أورو. وهنا، أيضًا، ينبغي التمييز بين مراكز المدن التي تصل مبيعاتها إلى 900000 أورو ومراكز التسوق التي تصل مبيعاتها إلى 1600000 أورو. وبخصوص ربحية المتجر تقول معطيات الموقع إنه يجب أخذ عدة نقاط في الاعتبار. بداية، الهوامش التي تتأرجح بين 50 و55% للشوكولاتة واللوز المحلى، وما بعده للآيس كريم، حسب المفهوم المختار. وتبلغ تكلفة امتياز Jeff de Bruges   22,800 أورو باستثناء الضرائب، بما في ذلك 16,000 أورو باستثناء ضريبة رسوم الدخول و6,800 أورو باستثناء ضريبة المشاركة في تكاليف الهندسة والتدريب.

 

مصنع عالمي للشوكولاتة بالدار البيضاء

في سنة 2022 قرر أشهر مصنعي الشوكولاتة في سويسرا توسيع نشاطه في المغرب، حيث وقعت شركة «Barry Callebaut» السويسرية، وهي شركة عالمية رائدة في تصنيع الشوكولاتة ومنتجات الكاكاو عالية الجودة، اتفاقية طويلة الأمد مع شركة Attelli في الدار البيضاء المتخصصة في تقديم الطعام وتوزيع المواد الغذائية والبيع بالتجزئة في المغرب والدول المجاورة. فالشركة عازمة، حسب ما تم تداوله عبر وسائل إعلام سويسرية، على إنشاء شبكة توزيع مباشرة في جنوب إفريقيا لتلبية الطلب المتزايد على الشوكولاتة الفاخرة مع توسيع أسواقها في إفريقيا. وحسب المصادر ذاتها، فإنه، بموجب شرط الاتفاقية، استحوذت شركة Barry Callebaut على أصول التصنيع لشركة Attelli ، مما سيؤدي إلى إنشاء أول خط إنتاج للمجموعة في المغرب. وأصبح بإمكان الشركة، التي أعلنت عن خطط لإنشاء شبكة توزيع مباشرة في جنوب إفريقيا، بموجب الاتفاقية، تلبية الطلبات المحلية بشكل أفضل وتسريع توسعها في شمال إفريقيا. ومعروف أن سويسرا  تشتهر منذ زمن بعيد بصناعة ألذ وأجود أصناف الشوكولاتة، لهذا فالشركة السويسرية تعول على أكاديمية الشوكولاتة في الدار البيضاء، التي تم إنشاؤها حديثا، لإطلاق خط إنتاجها الجديد بالمغرب. يذكر أن مجموعة باري كالبو – Barry Callebaut Group ، أعلنت أخيرا عن إنشاء مركز أكاديمية الشكولاتة CHOCOLATE ACADEMYTM بمدينة الدار البيضاء. وأبرزت مجموعة باري كالبو، في بلاغ لها، أن هذه الوحدة الجديدة تعمل كمنصة إبداعية حيث يمكن للطهاة والحرفيين أن يعرضوا فيها مواهبهم ومهاراتهم مع تطويرها، وكذا التعرف على الاَفاق والتقنيات والوصفات الجديدة في المجال. ويعد المركز ثاني أكاديمية من نوعها لصناعة الشوكولاتة على مستوى القارة الإفريقية، كما أنه تابع لشبكة مركز أكاديمية الشوكولاتة CHOCOLATE ACADEMYTM، من خلال شبكتها العالمية التي تضم اليوم 26 مركزا لأكاديمية الشوكولاتة. وتهدف المجموعة، من خلال مركز أكاديمية الشوكولاتة بالدار البيضاء، إلى دعم الشركات المحلية لإيجاد حلول مبتكرة لمذاق الشوكولاتة الحقيقية ومساعدتها على التفوق في المجال والظفر بحصتها من السوق.

 

شركة عملاقة تستثمر في قطاع الشوكولاتة بالمغرب

 

يستقطب سوق الشوكولاتة المغربي بشكل متزايد فاعلين جددا. فبعد مجموعة Holmarcom التي بدأت إنتاج الشوكولاتة بعلامتها التجارية T’Choco من خلال شركة تابعة جديدة Biscoland، قررت شركة عملاقة أخرى للصناعات الغذائية الاستثمار في هذا السوق الذي تهيمن عليه حتى وقت قريب العلامات التجارية الأجنبية (الأوروبية والتركية) وخاصة في فئة الشوكولاتة الراقية والمنتجات المعتمدة على الكاكاو النقي (مقارنة بالنباتي ومشتقات الشوكولاتة الأخرى). ويتعلق الأمر بمجموعة «زين» المعروفة بعلامتها التجارية «الاتقان» (الكسكس والمعكرونة والسميد والدقيق) والتي تستعد بدورها لإطلاق وحدة جديدة لتصنيع الشوكولاتة في منطقة الدار البيضاء. في الوقت الحالي، لا شيء يبرز موقع هذا المشروع ولا المبلغ الذي تخطط المجموعة، التي أسسها نور الدين الزين في بداية التسعينيات من القرن الماضي، للاستثمار في هذه المغامرة الجديدة. ويضاف إلى هاتين المبادرتين من قبل هولماركوم ومجموعة زين، وصول الفاعل الجديد Next Snacking Industry الذي افتتح قبل بضعة أشهر أكبر وحدة للوجبات الخفيفة الحلوة في المغرب بمنتجات تعتمد بشكل أساسي على الشوكولاتة تحت العلامة التجارية Nooco التي أحدثت ضجة كبيرة. المنتجات التي تم إدخالها حديثا إلى السوق المغربية، بما في ذلك شركة Nooco على وجه الخصوص، تستهدف المنتجات المستوردة (Snickers، LU، Lindt، وما إلى ذلك).

للتذكير، فإن مجموعة «زين» تحقق رقم معاملات موحدا قدره 4,5 مليارات درهم من خلال حوالي عشرين شركة تابعة تعمل في مجالات المعكرونة والكسكس والأسمدة والحبوب وأعلاف الماشية والشاي والسكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى