مرتيل: حسن الخضراوي
أمرت النيابة العامة المختصة بتطوان، أول أمس السبت، الضابطة القضائية المكلفة بمفوضية الأمن بمرتيل، بفتح تحقيق موسع في حادث مروع نتج عن صدم قطار سياحي لطفل صغير بالكورنيش، ما تسبب في وفاته على الفور نتيجة الجروح الخطيرة التي أصيب بها. وخلف الحادث هلعا في نفوس جميع المارة والزوار، وسط مطالب وجهت بعين المكان إلى السلطات الأمنية والمحلية ووكيل الملك من أجل احترام شروط السلامة بالنسبة لكافة التراخيص المسلمة للترفيه بالكورنيش.
وحسب مصادر، فإن السلطات الأمنية تلقت تعليمات صارمة بالتدقيق في تراخيص القطار السياحي، والتأمين على الحوادث، وكذا مراجعة الوثائق التي يتوفر عليها السائق الذي تم وضعه رهن تدبير الحراسة النظرية، والكشف عن ظروف وحيثيات حادثة السير المميتة، كما تحضر جمعيات حقوقية، تهتم بالدفاع عن حقوق الأطفال، للدخول على الخط والمطالبة بالتدقيق في شروط السلامة والوقاية من الأخطار، وكذا الاكتظاظ الذي يتسبب فيه القطار المذكور بالكورنيش، وعدم تخصيص مسار خاص به رغم الاحتجاجات السابقة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الترخيص لقطارات السياحة يتطلب إلزام الشركات المعنية بمجموعة من الشروط الصارمة لأن أغلب الزبناء من الأطفال والقاصرين، فضلا عن ضرورة تخصيص السلطات، أثناء الترخيص، لمسارات بعيدة عن السيارات واكتظاظ السير والجولان، والأخذ بعين الاعتبار زيارة كورنيش مرتيل من قبل آلاف الزوار حتى أن الراجلين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل بين المرافق العمومية بالكورنيش.
وأضافت المصادر عينها أنه تم وضع القطار السياحي المذكور بالمحجز البلدي بمرتيل، في انتظار استكمال التحقيقات وموافاة النيابة العامة المختصة بتطوان بكافة محاضر الاستماع والتقارير المتعلقة بالحادث المميت، حيث تحاول جهات الضغط لعودته سريعا إلى العمل بالكورنيش، لكن مسؤولين كبارا أكدوا على ضرورة احترام المساطر وسلك كافة الإجراءات القانونية التي تضمن سلامة وصحة وحياة زوار عمالة المضيق، خاصة فئة الأطفال التي تتطلب عناية ومعاملة خاصة بكافة نقط الترفيه الصيفي.
ويعمل القطار السياحي الثاني الذي يملكه نفس الشخص الحاصل على رخصة الاستغلال بمرتيل، بكورنيش الفنيدق، بمسار خصص له إلى جانب مسارات ممارسة الرياضة، بعيدا عن الطريق المخصصة للسيارات، حيث تكون الرؤية واضحة أمام السائق، كما تساهم الحركة الخفيفة بالكورنيش المذكور في العمل وفق الحد المقبول من شروط السلامة، على عكس كورنيش مرتيل الذي يشهد اكتظاظا مهولا للراجلين والسيارات وكراء الدراجات الصغيرة للأطفال بمختلف أنواعها وممارسة مهن موسمية، والمقاهي والمطاعم والإقامات السكنية التي تتواجد على بعد أمتار قليلة من الشاطئ.