النعمان اليعلاوي
قرر المغرب، رسميا، مقاضاة صحيفة «لومانيتي» الشيوعية، التي نشرت معطيات تتضمن اتهامات للمملكة لها علاقة بتسريبات «بيغاسوس». وتقدم المغرب بشكاية ضد الصحيفة الفرنسية، وتأتي هذه الإجراءات الجديدة بعد تلك المتعلقة بالتشهير التي سبقت مباشرتها من قبل المغرب في فرنسا ضد منظمة العفو الدولية و«فوربيدن ستوريز» و«لوموند» و«ميديا بارت» و«راديو فرانس»، وفي ألمانيا ضد شركة نشر الصحف «زود دويتشه تسايتونغ».
وفي 22 يوليوز الماضي، شرع المغرب في أول إجراء يتعلق بالتشهير ضد منظمة العفو الدولية و«فوربيدن ستوريز»، وهما المؤسستان اللتان تقفان وراء الاتهامات الموجهة إلى المغرب باختراق هواتف العديد من الشخصيات العمومية الوطنية والأجنبية من خلال برنامج «بيغاسوس». كما رفع دعاوى مباشرة جديدة، تتعلق بالتشهير بالمحاكم الفرنسية، ضد صحيفة «لوموند» اليومية ومديرها جيروم فينوغليو، والموقع الإخباري «ميديا بارت» ورئيسه إدوي بلينيل. وفي 02 غشت المنصرم، قدمت السفيرة المغربية في برلين زهور العلوي، بألمانيا، طلبا للتدخل القضائي في حق شركة نشر الصحف «زود دويتشه تسايتونغ» على خلفية «مزاعم كاذبة في إطار روبورتاج حول الاستخدام المزعوم لبرنامج التجسس «بيغاسوس»، من قبل المملكة المغربية».
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أكد في حوار مع المجلة الفرنسية «جون أفريك»، أن «كل شخص أو هيئة وجهت اتهامات إلى المغرب، عليها تقديم الدليل أو تحمل تبعات افترائها الكاذب أمام القضاء»، مضيفا أن «المغرب اختار وضع ثقته في العدالة، داخليا وعلى المستوى الدولي؛ وذلك ارتباطا بالحملة الإعلامية المستمرة التي تتحدث عن اختراق مزعوم لهواتف عدد من الشخصيات العمومية الوطنية والأجنبية عبر برنامج معلوماتي».
كما منح أوليفيي باراتيللي، محامي المغرب في قضية «بيغاسوس»، للمنظمة الدولية «فوربيدن ستوريز» والمنظمة غير الحكومية الدولية «أمنيستي أنترناشيونال»، مهلة لتقديم أدلة على مزاعمهما والتهم الموجهة إلى المغرب، حول ما بات يعرف بقضية التجسس على صحافيين وحقوقيين وسياسيين، ضمنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى بعض أعضاء الحكومة الفرنسية السابقة، باستعمال برنامج التجسس المطور من طرف الشركة الإسرائيلية «NSO»، ليعلن في ما بعد عن انتهاء المهلة دون تقديم المنظمتين المذكورتين لأي أدلة على اتهام المغرب.