شوف تشوف

الرئيسيةثقافة وفنملف التاريخ

قصة تعيين عبد الله شقرون مديرا للتلفزة المغربية سنة 1963

يونس جنوحي

في ظل أجواء تأسيس التلفزة المغربية، كان الجو المسيطر على «الصورة» استعراضيا. لذلك، مباشرة بعد مرحلة التأسيس، كان واجبا تعيين مدير يفهم في تقنيات «الفرجة» لكي يجعل التلفزة المغربية تركز أكثر على إنتاج المسرحيات التلفزية.

كان المغرب يحتاج إلى «بروفايل» تجتمع فيه بعض الشروط أهمها الإلمام باللغة العربية، و بالعمل المسرحي، بحكم أن التقديم التلفزي يتشارك مع الإلقاء المسرحي في بعض النقط، وتم اللجوء فعلا إلى خدمات بعض رجالات المسرح مثل الطيب الصديقي والطيب العلج، وعدد من الأسماء التي أسست المسرح المغربي. بالإضافة إلى كل هذا كان التلفزيون المغربي يحتاج إلى رجل يفهم في التقنية. وهكذا تم تعيين مدير جديد للتلفزيون خلفا لعبد الله غرنيط، الذي جاء إلى المنصب باعتباره رفيق دراسة الملك الحسن الثاني وصديق طفولته ووزيرا سابقا.

لم يكن المدير الجديد الذي تعين في شهر فبراير 1963، سوى عبد الله شقرون، الكاتب المغربي الشهير، الذي نسي كثيرون جوانب مهمة من حياته، أهمها انشغاله بالتأليف المسرحي.

 

مسرحي في التلفزة

على عكس عبد الله غرنيط، الذي كان رفيقا للملك الحسن الثاني منذ مرحلة بداية الشباب، فإن عبد الله شقرون، ثاني مدير للتلفزة المغربية، كان رجلا عصاميا. انطلق من مدينة سلا، التي وُلد بها في النصف الثاني من عشرينيات القرن الماضي، حيث عاش طفولة عصيبة عرف فيها اليُتم بحكم أنه فقد أبويه معا وهو طفل، وتوجه إلى «المسيد»، حيث تلقى تعليمه الأولي ونبغ في اللغة العربية وقواعدها. لكنه نفض عنه الجلباب التقليدي، واختار أن يكمل تعليمه العالي، حيث كان من أوائل المغاربة الذين حصلوا على دبلوم الدراسات العليا من الجامعة الفرنسية في الجزائر.

توجه إلى باريس خلال فترة أربعينيات القرن الماضي لكي يدرس الإخراج الإذاعي والتلفزي وفعلا استطاع الحصول على الدبلوم لكي يصبح من أوائل المغاربة الذين تخصصوا في هذا المجال.

هذا الإلمام الأكاديمي باللغتين العربية والفرنسية، جعل من عبد الله شقرون مؤهلا لكي يشتغل في الراديو بالمغرب منذ زمن الحماية، ثم مباشرة بعد الاستقلال، حيث اشتغل في الإذاعة المغربية منذ 1952 مشرفا على البرامج التمثيلية، حيث كان نخبة من المسرحيين المغاربة يشاركون في مسرحيات تُبث على أمواج الإذاعة وتلقى متابعة كبيرة جدا بين المغاربة.

كانت التلفزة المغربية عندما تأسست في 3 مارس 1962 تعاني من إكراهات تقنية كبيرة، من بينها إكراهات في جانب الإخراج التلفزي، وقد كان عبد الله شقرون من أوائل المخرجين الذين تم الاستعانة بخدماتهم، حيث توجه من الإذاعة إلى التلفزة لكي يبدأ بالإشراف على الإخراج التلفزي للمسرحيات، على اعتبار أنه راكم تجربة كبيرة جدا في المجال، تتجاوز عقدين من الزمن. وفعلا، لم يكن صعبا على عبد الله شقرون أن يُنجح أولى المسرحيات التي تم تمثيلها لصالح التلفزة المغربية. وقد كانت هذه المسرحيات التلفزية، المنقذ الأول للتقنيين من مشكل ملء ساعات البث التي لم تكن وقتها تتجاوز أربع ساعات فقط.

بالإضافة إلى أن كل المواد التي كان يبثها التلفزيون المغربي منذ إطلاقه كان يطغى عليها الجانب المسرحي. وهو ما يعني أن بصمة عبد الله شقرون كانت حاضرة، وبقوة.

حسب بعض الروايات، فإن اقتراح عبد الله شقرون لكي يصبح مديرا للتلفزيون، كان بسبب بعض الملاحظات التي سجلت للملك الحسن الثاني بخصوص التلفزة المغربية بعد عام على إطلاقها. إذ أن الملك الحسن الثاني أشعر بأن التلفزة التي جعل منها مشروعا ملكيا، كانت تعاني من مشاكل تقنية كثيرة ومشاكل أخرى على مستوى المحتوى. وبدا واضحا أن التلفزيون كان يحتاج إلى رجل لديه تجارب في الإعلام. وكان عبد الله شقرون وقتها قد ألف مرجعا معروفا جدا بين الصحافيين الإذاعيين. إذ أصدر كتابا عنوانه «فن الإذاعة» سنة 1957، وكان يحظى بشهرة كبيرة جدا بين المسرحيين المغاربة. وهو ما جعل اسمه يحظى بتزكية أكبر لدى الملك الحسن الثاني لكي يسلمه مسؤولية إدارة التلفزة المغربية قادما إليها من منصب «رئيس قسم التمثيل» في الإذاعة المغربية، حيث عمل في المنصب لما يزيد عن عشر سنوات، أي قبل أن يحصل المغرب على الاستقلال.

وهكذا جمع عبد الله شقرون أغراضه من مقر الإذاعة المغربية، لكي يحل في مقر التلفزة المغربية، وهو المقر الذي كان يذكر عبد الله شقرون كثيرا بعلاقته بالمسرح والمسرحيين.

 

مُثقفون في التلفزيون

كان عبد الله شقرون، باعتباره أديبا مؤلفا، وعضوا في اتحاد كتاب المغرب منذ 1961، وراء دخول عدد من الشباب المثقفين المغاربة إلى التلفزيون. بالإضافة إلى عدد من المواهب في المسرح، والذين كانوا يتوفرون وقتها على تكوين جيد في اللغتين العربية والفرنسية.

حسب أصدقاء عبد الله شقرون فإن علاقته بالإخراج تعود إلى سنة 1949 عندما أشرف في مدينة سلا على إخراج بعض الأعمال المسرحية وتحويلها من نصوص إلى أعمال مؤداة فوق الخشبة، وكانت تلك أولى تجاربه مع الإخراج قبل أن يتمرس في عوالم التلفزة.

لكن مسؤولية مدير للتلفزة المغربية سنة 1963 كانت تتجاوز الإشراف على إخراج المسرحيات، وتصل حد تحمل المسؤولية أمام الملك الحسن الثاني، خصوصا في ما يتعلق بتغطية الأنشطة الملكية، حيث كان يشاركه مسؤولون تقنيون آخرون، على رأسهم حرازم غالي، الذي كلفه الملك الراحل الحسن الثاني بمهام تتعلق بتطوير جودة التلفزيون، وغيرها من المهام.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. عودة سريعة للمنبر فااليسمح لنا شكرا نحن نكتب بسرعة حتى لاتطير من رؤوسنا الفكرة وقد لاتعود أقول بين قوسين لايجلس على الكرسي غابت الياء بسبب السرعة ولم ننتبه لها شكرا

  2. اولا وقبل كل شيء أشكر المنبر المتميز على المواضيع المتميزة بدورها التي ان دلت على شيء فاتدل على ان المنبر له عقلية فنية عالية لايضع أي شيء على ظهره ألا ادا كان متميزا ومتفق عليه المنبر من المنابرالعالمية الفنية المتمسكة باالأصيل سواء كانت الموسيقى أو المسرح او السينما أو التاريخ أو الشعر أو الرواية او القصة او التشكيل بين قوسين وبلغة لاختصار التلفزيون المغربي ايام الملك الحسن الثاني رحمه الله كان نشطا في كل الفنون التي دكرت وكنا نحن ولا فخر نراسل البرامج لاداعية والتلفزية البرامج المتميزة عن جد ارة وعلى دكر الطيب العلج رحمه الله كان فنانا وشاعرا وممثلا وكاتبا وغيره كثير ويومها كان كل من يعمل في التلفزيون خريجوا المعاهد ويتمعون باالفصاحة وهي شيء لابد منه وباالأخص في نشرة لاخبار سواء باالعربية أو الفرنسية أو الأنجلزية والتلفزة في هد ا العهد الجديد ممكن ان تصبح رائعة جد ا جد ا ادا اخدت الدروس من الماضي الجميل ونقول لاجلس على الكرسي ألامن كان في المستوى بغض النظر عن الشواهد ولا يعجب القارئ المحترم من هد ا الدي قلت لازالت الكلمة لم تنتهي شكرا للمنبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى