ما زالت تداعيات الفيلم الوثائقي المسيء إلى الشيخ سيدي أحمد الركيبي تتفاعل، يوما بعد يوم، وتنذر بتصعيد مرتقب من قبل القبيلة المتضررة. وفي هذا الإطار، عقد شيوخ وأعيان وحفدة الشيخ سيدي أحمد الركيبي بمدينة العيون اجتماعا طارئا، بعد زوال يوم الجمعة الماضي، بمنزل إبراهيم ولد الرشيد، من أجل التداول في الخطوات المزمع اتخاذها ضد الفيلم الوثائقي «زوايا الصحراء.. زوايا الوطن».
وفي هذا الإطار، طالبت القبيلة بضرورة فتح تحقيق سريع ودقيق من قبل الجهات المختصة من أجل تحديد المسؤوليات والدوافع وراء هذا الفعل الذي وصفته بالمشين، ومحاسبة كل من ثبت تورطه بشكل مباشر أو غير مباشر في ما نعتته بـ«الجريمة النكراء». وطالب المجتمعون بضرورة تقديم اعتذار رسمي لأبناء الركيبات عما «لحقهم من ضرر ومس مشاعرهم وكرامتهم»، حسب تعبير المجتمعين.
وفي ارتباط بالفيلم الوثائقي المثير للجدل، طالب المجتمعون بضرورة قيام الجهات المختصة بإعدام الفيلم المذكور وكل الأعمال والإصدارات التي تتضمن استهدافا للقبيلة، مع احتفاظ هؤلاء بحقهم في مقاضاة المسؤولين الذين ثبت تورطهم في هذه «المؤامرة الدنيئة».
وخلال هذا الاجتماع، تم إخبار الحاضرين بقرب قيام وزير الثقافة والشباب والتواصل بزيارة إلى مدينة العيون، وتقديم اعتذار رسمي لقبيلة الركيبات من داخل قصر المؤتمرات بالعيون.
من جهة أخرى، عبّرت وزارة الثقافة والشباب والتواصل «عن أسفها الشديد لما تضمنه الشريط الوثائقي «زوايا الصحراء زوايا الوطن»، وخاصة ما ورد فيه من مساس بالمكانة الاعتبارية لشخصية وطنية لها من الرمزية الاجتماعية والروحية ما يستدعي تكريمها والاحتفاء بها والتعريف بمكانتها في المجتمع. وتؤكد أنه على ضوء ذلك فقد تقرر سحب تأشيرة عرض الفيلم المذكور».
وأكدت الوزارة، في بيان توضيحي، أنه «فور اطلاعها ووقوفها على ما تضمنه الشريط المذكور، باشرت تحقيقا داخليا لتحديد المسؤوليات، والوقوف على مكامن الخلل في علاقة بمضمونه وظروف إجازة عرضه ضمن فعاليات الدورة الأخيرة للفيلم الوثائقي بالعيون. وفي هذا الإطار، تم إصدار قرار يقضي بإعفاء مسؤول بالمركز السينمائي المغربي، لثبوت تقصير ذي طبيعة تنظيمية في مهامه، علما أن التحقيق المذكور سيتواصل، وذلك من أجل تحديد باقي المسؤوليات، وترتيب الجزاءات الضرورية على ضوء ذلك، وذلك في إطار إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة».
وأكدت الوزارة أنها «بصدد اتخاذ الإجراءات الضرورية للشروع في إجراء تقييم شامل لمنظومة مواكبة ودعم الإنتاج السينمائي الوثائقي، وذلك في أفق تنزيل رؤية جديدة لتطوير هذا المجال، بما يخدم الأهداف المتوخاة منه، والتي تروم تثمين وإشعاع الثقافة والموروث الثقافي الحساني، وتسليط الضوء على مختلف مظاهره، وكذا على كافة المكونات الثقافية الوطنية المتميزة بالغنى والتنوع، في إطار مشروع الجهوية التي انخرطت فيه بلادنا».
العيون: محمد سليماني