شوف تشوف

الافتتاحية

في الحاجة للانتصار

نجح المنتخب الوطني في حجز بطاقة التأهل إلى دور الثمن من بطولة إفريقيا للأمم التي تحتضنها مصر، بعد ثلاثة انتصارات مستحقة أدخلت فرحة جماعية إلى قلوب المغاربة الذين يبحثون بشكل دائم وفي أي وقت وأي مكان وبأي طريقة عن فرحة عابرة حتى لو كان مصدرها ملعب كرة قدم.
فشعور الفرح الذي اجتاح قلوب المغاربة، لم يكن من السهل تحقيقه لولا كرة القدم التي أصبحت هي الوحيدة التي بإمكانها بث القليل من السعادة، وهي الوحيدة التي تملك القدرة على أن تنسي الناس أحزانهم ومشاكلهم وأزماتهم. فالحجم الكبير من ضغوط الحياة وتراكمات الأزمات الاقتصادية وفشل السياسيات العمومية أصبح هاجساً يسيطر على تفكير المغاربة ويشعرهم بالنكد، فيما تأتي كرة القدم لتنقذهم، ولو لفترات، من هاته الدوامة الاجتماعية التي لا تقود سوى إلى الحزن والأسى.
صحيح أن المنتخب نجح في تخطي العقبة الأولى عن جدارة واستحقاق، وهذا إنجاز يستحق عليه التنويه، لكن الفريق الوطني ما زال ينتظره الكثير، فمشوار البطولة طويل ويحتاج الكثير من التركيز والجدية والإرادة لتحقيق الحلم، وبدون شك يمتلك المنتخب المغربي ما يكفي من الإمكانيات والطموح للفوز بالبطولة الإفريقية وتحقيق لقب طال انتظاره منذ 43 سنة.
ومن الواضح أن طاقم المنتخب حريص على نيل اللقب بكل قوة وعزيمة، لكن ذلك يتطلب مزيدا من التكاتف والجدية وتغليب مصلحة الوطن على مصالح اللاعبين، فلسنا في حاجة إلى وقوع انتكاسة جديدة بعد كل هاته الإمكانات المالية الضخمة التي رصدت للمنتخب والدعم الشعبي اللامشروط الذي يحظى به.
والمؤكد أن المغاربة لن يقبلوا سوى بسيناريو رجوع المنتخب متوجا بكأس إفريقيا وليس أي سيناريو آخر الذي يعني الفشل.
نحن لا نشكك في وطنية اللاعبين والمشرفين، لكن عليهم أن يفهموا أن أكثر من 30 مليون مغربي ينتظرون هاته اللحظة بكل لهفة، وهم غير مستعدين لتلقي صدمة جديدة قد تبعدهم عن الرياضة كما أبعدتهم عن السياسة وأشياء أخرى، ولذلك فليس أمام المنتخب في الأدوار المقبلة الحق في الخطأ، وتكرار الانتكاسات الكروية التي أصبحت تلازمنا مثل الظل.
ما يهم حتى الآن أن منتخبنا أثبت خلال الدور الأول أنه في الطريق الصحيح وهذا أمر مهم للغاية، ومما لا ريب فيه أن معظم اللاعبين يدركون جيدا حجم الرهانات المعقودة عليهم خلال ما تبقى من مشوار البطولة، وأنهم يمثلون تطلعات شعب بأكمله وليس فريقا يلعب في بطولة وطنية قد يتدارك الأمر مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى