«أوميكرون» يعجل بإغلاق أحد أشهر الفنادق التاريخية
محمد وائل حربول
على إثر إغلاق المجال الجوي من جديد، بسبب تداعيات متحور «أوميكرون»، إضافة إلى الأزمة الخانقة التي يشهدها القطاع السياحي برمته على مستوى مدينة مراكش، علمت «الأخبار» من مصدر مطلع، أن أحد أشهر الفنادق السياحية بالمدينة الحمراء أشهر إفلاسه، كما أنه قام بإغلاق أبوابه بصفة نهائية، حيث يتعلق الأمر بفندق يقع أمام مسجد الكتبية التاريخي وبالمحاذاة مع ساحة جامع الفنا، بعد الأزمة المالية الكبيرة التي عصفت به منذ بداية انتشار فيروس كورونا.
وحسب المصدر ذاته، فإن ملاك الفندق حاولوا تجاوز الأزمة خلال الفترة الأخيرة بالرغم من الديون الكبيرة التي تراكمت على الفندق، إلا أن الإجراءات الاحترازية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة والتي كان من ضمنها إغلاق المجال الجوي، كانت كفيلة بالتعجيل بإغلاق الفندق وإشهار إفلاسه، بالرغم من مكانته التاريخية على مستوى المدينة، وبالرغم من تصنيفه كأحد أبرز الفنادق التي كانت من ضمن الوجهة المفضلة للسياح الأجانب.
ولم يكن هذا الفندق الوحيد الذي عجلت أزمة كورونا بإغلاقه نهائيا، وتشريد عدد من الأسر التي كانت تشتغل به، بل سبقته مجموعة من الفنادق والمطاعم التي أعلنت إفلاسها نهائيا، رافعة راية الاستسلام أمام متحورات فيروس كوفيد-19، حيث كان آخرها مجموعة فنادق رياض موكادور المملوكة لآلـ «الشعبي»، والتي كان من تبعات إغلاقها تشريد أزيد من 700 أسرة تشتغل بالمجموعة التي تضم 7 فنادق، فيما توضح مؤشرات عدة على أن مجموعة من المطاعم والفنادق المتوسطة في طريقها للإغلاق هي الأخرى، بعد تأزم وضعيتها بشكل كلي.
وكانت «الأخبار» قد نشرت في تقرير مفصل لها، خلال الأسبوع الماضي، على أن القطاع السياحي بمدينة مراكش يعيش على وقع أزمة خانقة، عصفت بآلاف المشتغلين بالقطاع، خاصة بعد التدابير الاحترازية الجديدة التي تم اتخاذها مؤخرا تزامنا مع حلول نهاية السنة، والتي كانت تنتعش فيها المدينة الحمراء على مدار شهر كامل، وهو ما جعل مهنيي السياحة يدقون ناقوس الخطر بخصوص المستقبل القريب، في ظل تملص مجلسي الجماعة والجهة من الأدوار المنوطة بهما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سنتين عجاف.
كما كان مصدر خاص قد أكد لـ «الأخبار» أن المجلس الجماعي لمراكش، سواء إبان عهد حزب العدالة والتنمية في نهاية ولايته، أو خلال المرحلة الجديدة لفاطمة الزهراء المنصوري، كان ينتظر منهما إعطاء دفعة قوية للقطاع من خلال إبرام شراكات ثنائية، ومنح دعم مالي مهم له، إلا أن لا شيء من هذا حدث، مضيفا أن مدينة من حجم مراكش بثقلها السياحي العالمي، ف «إن المجلس الجماعي بها لم يخصص لجنة خاصة تعنى بالقطاع السياحي ضمن لجانه، ولم يبتكر حلولا في هذا الصدد».