وضعت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي علال التازي التابع لسرية القنيطرة، أول أمس الاثنين، حدا للغز الكبير الذي رافق مقتل فتاة قاصر بأحد المنازل الصفيحية ضواحي المهدية بالقنيطرة، حيث تمكنت من إيقاف الجاني بمنطقة المكرن ضواحي سيدي علال التازي، بعد تعقب خطواته من طرف عناصر الدرك. وقد تم تسليمه إلى مصالح الشرطة القضائية بأمن المهدية من أجل استكمال إجراءات البحث حول الجريمة المنسوبة إليه، بعدما تورط في قتل عشيقته القاصر خنقا والتنكيل بجثتها وتركها وسط كوخ صفيحي ضواحي المهدية، مستفيدا من تواطؤ والدته التي تلاحقها تهمة ثقيلة هي الأخرى، ممثلة في عدم التبليغ عن جناية.
مسلسل هذه الواقعة انطلق قبل أيام عندما قام الجاني العشريني باحتجاز الفتاة القاصر البالغة من العمر 13 سنة والتي يرجح أنها كانت عشيقته، داخل كوخ صفيحي ضواحي منطقة بئر الرامي، وذلك يوم 13 فبراير، حيث قام باغتصابها وقتلها خنقا، قبل التنكيل بجثتها حسب ما عاينته الضابطة القضائية فور عثورها على الضحية جثة هامدة وعليها آثار تعذيب وحشية .
المثير في القضية، حسب مجريات البحث، أن الجاني وبتواطؤ من والدته ترك البيت وغادر في اتجاه منطقة سيدي علال التازي حيث تقطن والدة الضحية بالقرب من منزل جدته، إذ مباشرة بعد ترتيبها لعملية فرار ابنها من مدينة القنيطرة، عمدت إلى إخطار المصالح الأمنية بوجود قتيلة في بيت ابنها الصفيحي.
التحريات الأولية المنجزة في القضية كشفت أن الجاني قتل عشيقته قبل يومين من تاريخ إخبار والدته المصالح الأمنية، وهي المدة التي استغلتها في ترتيب تفاصيل مغادرته للقنيطرة، وبعد اعتقال الجاني عبر نصب كمين محكم من طرف مصالح الدرك بسيدي علال التازي التي علمت بحلوله بمنزل جدته بالمكرن، اعترف منذ الوهلة الأولى بأنه منفذ جريمة القتل في حق عشيقته القاصر، مبررا قدومه إلى منطقة المكرن برغبته في تصفية والدتها التي تقطن بالدوار نفسه الذي ينحدر منه هو ووالدته، كما تناسلت تصريحاته الخطيرة التي ورطت والدته بشكل مباشر في سيناريو الفرار وكتمان تفاصيل الجريمة، ومغالطة العدالة باتصال كاذب عبر الرقم 177، تظاهرت خلاله بالعثور على جثة داخل كوخ مملوك لابنها الغائب منذ مدة عن المنطقة، وهو ما أكدته بنفسها بعد مثولها بين يدي المحققين، وقد تم اعتقالها فورا إلى جانب ابنها من أجل متابعتها بتهمة عدم التبليغ عن جناية، فيما سيتابع ابنها بتهمة القتل العمد.