العيون: محمد سليماني
فتحت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الباب أمام تلقي الترشيحات لتولي منصب مدير أكاديمية العيون الساقية الحمراء للمرة الثانية، بعدما كانت قد فتحت الترشيح للمنصب ذاته السنة الماضية.
ورغم أن منصب مدير أكاديمية العيون الساقية الحمراء سبق أن تم إعلان التباري حوله، إلا نتائجه لم يتم الإعلان عنها، ولم تخرج إلى الوجود، بل لم يتم حتى الإعلان عن إلغائها، أو عدم قبول أي من المترشحين المتنافسين الذين اجتازوا المقابلات الشفهية حول المنصب يوم 21 نونبر 2022.
وما زاد من الغموض أكثر أن إعلان شغور منصب مدير أكاديمية العيون الساقية الحمراء كان في يوم واحد مع منصبي مديري أكاديميتي الداخلة- وادي الذهب، وسوس- ماسة، كما أن المقابلات الانتقائية مع المترشحين للمناصب الثلاثة كانت أيضا متزامنة، بل كانت في اليوم نفسه بالنسبة إلى أكاديميتي العيون والداخلة، إلا أن الوزارة أعلنت عن نتيجة الانقاء الخاصة بأكاديميتي الداخلة- وادي الذهب وسوس- ماسة، يوم 29 دجنبر 2022، خلال المجلس الحكومي، بينما لم تعلن الوزارة عن اختيار أي من المترشحين الثلاثة الذين اجتازوا المقابلات الانتقائية بالرباط لتولي منصب مدير أكاديمية العيون- الساقية الحمراء، ولم تعلن عن إلغاء النتائج.
وبخصوص منصب مدير أكاديمية العيون، فقد كانت «الأخبار» سباقة إلى كشف أن شكيب بنموسى بصدد فتح التباري على المنصب مرة أخرى، وذلك بعدما تنامت إشاعات كثيرة بالعيون، بخصوص عزم الوزارة التمديد للمرة الثالثة للمدير الحالي المحال على التقاعد منذ سنوات، وهو ما حدث بالفعل، حيث أعلنت الوزارة، يوم الجمعة الماضي، عن فتح باب الترشيحات لتولي هذا المنصب.
وأفادت مصادر مطلعة بأن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، رفض الخضوع لبعض الضغوطات من أطراف حزبية وسياسية تحاول التدخل من أجل التمديد بعد التقاعد مرة أخرى لبعض المسؤولين الجهويين والمركزيين بالوزارة، مبرزا أن مقصلة الإعفاءات وإنهاء المهام ستطال عددا من المسؤولين جهويا ومركزيا وإقليميا، خصوصا وأن بعض هؤلاء المسؤولين أنفسهم أشرفوا على تنزيل بعض المقتضيات الإصلاحية ضمن البرامج السابقة، دون أن يكون وراء ذلك أي نتائج، وبالتالي فلا يمكن للوجوه نفسها أن تتولى مرة أخرى مسؤولية تنزيل خريطة الطريق 2022- 2026 التي يشرف عليها الوزير. وأضافت المصادر أن تأخر إعفاء بعض المسؤولين من مناصبهم، أو إنهاء مهام البعض الآخر مرتبط فقط بنوعية «البروفايلات» التي يحتاجها الوزير لتولي تلك المناصب والمسؤوليات، حيث أسرت مصادر مطلعة أن بروفايلات بعض المرشحين لبعض مناصب المسؤولية لم «تقنع» الوزير.
يشار إلى أن مدير الأكاديمية الحالي كان قد تولى إدارة الأكاديمية الجهوية للعيون- الساقية الحمراء بالتكليف فقط في 17 شتنبر 2017، على إثر إنهاء مهام المدير السابق محمد لعوينة الذي بلغ سن التقاعد، وعين المدير الحالي مديرا للأكاديمية في 8 يونيو 2018، حيث ظل في منصبه رغم تجاوزه سن التقاعد بأزيد من أربع سنوات، مستفيدا من مرسوم تمديد العمل. ويطرح سؤال كبير حول ظروف التمسك بالمدير الحالي، حيث إن سلفه بالعيون لما أحيل على التقاعد لم تقم الوزارة حينها بالإبقاء عليه في منصبه إلى حين تعيين مدير جديد، بل تم تسريحه من العمل، رغم كونه كذلك من أصول صحراوية، وتكليف مدير إقليمي بتدبير شؤون الأكاديمية، بينما المدير الحالي رغم إحالته على التقاعد واستفادته من التمديد في العمل لمرتين متتاليتين، إلا أنه ما زال في منصبه رغم إعلان التباري على المنصب لمرتين.