شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

غياب طبيب مختص في الولادة القيصرية يحول مستشفى سطات إلى محطة عبور

حالات ولادة يتم توجيهها نحو الدار البيضاء أو إلى مصحات خاصة

مصطفى عفيف

 

يعرف قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات، منذ أزيد من شهر تقريبا، فراغا كبيرا من حيث الأطر الصحية، بسبب عدم جاهزية القسم لاستقبال حالات الولادة القيصرية، بفعل غياب الطبيب المختص في هذه الحالات، وهو أمر أجبر مسؤولي القطاع إقليميا على اتخاد قرار بتحويل كل الحالات المعنية إلى المستشفى الجامعي بالدار البيضاء، الأمر الذي حول قسم الأم والطفل إلى محطة عبور لعشرات النساء الحوامل، وخاصة اللواتي في حاجة إلى عمليات قيصرية، وتوجيههن نحو مستشفيات الدار البيضاء أو مصحات خاصة بالمدينة، الأمر الذي وصفته فعاليات جمعوية وحقوقية بسطات باللامبالاة والاستهتار بحياة الحوامل، والتقصير في أداء الواجب المهني.

وجاء تفجير هذه القضية بعدما أقدمت إدارة المستشفى (قسم الولادة)، أخيرا، على رفض ولادة أكثر من حالة وتوجيهها إلى مستشفيات خارج سطات، من أجل إجراء عمليات قيصرية، قبل أن تفجر القضية بعد دخول المرصد الوطني لتخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد على الخط بعد الأزمة التي بات يعرفها قسم الولادة عقب مغادرة الطبيبة المتخصصة في العمليات القيصرية نحو أكادير للتدريس بكلية الطب هناك، وأيضًا مغادرة البعثة الصينية الطبية إلى الصين في هذه الظرفية، ما أدى إلى تعطيل شبه كلي للخدمات الصحية بهذا القسم الحيوي، حيث يتم ترحيل الأمهات الحوامل القادمات من العالم القروي إلى مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. وحمل المرصد الحقوقي المسؤولية للجهات الصحية المختصة على المستوى المحلي والجهوي والوطني، بسبب تقصيرها في ضمان استمرار الخدمات الصحية بقسم الولادة بالمستشفى المذكور، والتي تمس بحقوق المواطنات في الاستفادة من خدمات صحية ملائمة وحقهن في الولادة في ظروف آمنة، مع التأكيد على أن ترحيل النساء الحوامل إلى الدار البيضاء يعد انتهاكًا لحقهن في الرعاية الصحية القريبة، ويتسبب في معاناة إضافية لهن ولذويهن، خاصة القاطنين بالمناطق القروية النائية.

وشدد المركز الحقوقي على ضرورة التنبيه إلى غياب الأطباء المداومين بالقطاع الخاص (المصحات الخاصة) بمدينة سطات، ما يزيد من تفاقم الوضع ويشكل خطرًا كبيرًا على النساء الحوامل أثناء فترات الليل، حيث تضطر الحالات الطارئة إلى البحث عن حلول بديلة أو الانتقال إلى مدن أخرى في ظروف تزيد من خطورة أوضاعهن الصحية.

ويأتي كشف النقاب عن هذه الاختلالات الخطيرة، التي يعرفها قسم الولادة بمستشفى الحسن الثاني بسطات، لينضاف إلى مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بالمدينة نظرا للخصاص المهول في الموارد البشرية، وهو ما أكدت معه الفعاليات الحقوقية  نفسها أن هذا النقص ساهم بشكل مباشر في التأثير على السير العادي للمرفق الصحي.

من جانبه أكد خالد المنتصر، مدير المستشفى الجهوي لسطات، في تصريح صحافي حول هذا الوضع، أن إدارة المستشفى تقوم بتدبير قسم الولادة بطريقة عادية، حيث يتوفر حاليا على طبيبة ولادة للحالات العادية والتي تعمل بالتوقيت العادي إلى حدود الساعة الرابعة عصرا، فيما يتم تحويل الولادة التي تقتضي تدخلا جراحيا إلى الدار البيضاء في حال لم تكن إحدى الطبيبات رهن إشارة القسم، موضحا أن الوزارة على علم بالوضع الحالي لقسم الولادة في انتظار تعيين أطر أخصائية في الولادة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى