بعد أن كانت العاصمة الاقتصادية ورشا لأشغال لا تنتهي، عاد الجدل من جديد ليرافق عددا من الإصلاحات “المزاجية” التي تهدف من خلالها المقاطعات إلى إظهار أفضليتها عن المجالس المنتخبة السابقة في هدر للمال العام وحرق أعصاب المواطنين بالاكتظاظ وعرقلة حركة السير والمرور
حمزة سعود
عادت مشاهد الحفر وتوسيع الممرات إلى الظهور بشوارع العاصمة الاقتصادية، متسببة في اكتظاظ في الطرق وصعوبات في تنقل المواطنين بين الأرصفة بالمدينة، الأمر الذي تسبب في إرباك حركة النقل في عدد من المحاور الطرقية بالمدينة.
وعادت أشغال الحفر وإعادة التهيئة إلى شوارع المدينة بعد أن حولها حزب العدالة والتنمية خلال ولايته السابقة في تدبير شؤون المدينة، إلى ورش لأشغال لا تنتهي، صاحبها إهمال بعض المقاطعات على حساب أخرى تبعا لاستراتيجية انتخابية تعتمد على إحكام المقاعد والأجندات الانتخابية.
وتطالب العديد من الفعاليات بالعاصمة الاقتصادية بتشديد المراقبة على صيانة الطرق والممرات بالمدينة، حتى لا يتم تبديد ميزانيات المقاطعات مع توالي السنوات بشكل لا يراعي حاجة المواطنين في فضاءات جديدة أو مشاريع بنيوية ترتقي بالمرتفقين في الإدارات العمومية، عوض هدرها في الترقيع والترميم.
ووفق المهدي ليمينة، رئيس الائتلاف الجمعوي من أجل البيئة بالدار البيضاء، فالمجالس المتعاقبة على تسيير العاصمة الاقتصادية تلجأ إلى تغيير معالم شوارع المدينة، بسبب غياب ميزانيات ترصد بشكل منتظم للتبع ومواكبة المشاريع المنجزة سابقا.
وربط نفس المتحدث تشويه طرق العاصمة الاقتصادية بشكل مستمر مع صعود أحزاب جديدة لتدبير الشأن المحلي بالمدينة، مطالبا بتخصيص ميزانيات للتدبير والمواكبة للبرامج المنجزة بالدار البيضاء من أجل عدم إصلاحها أو إعادة ترميمها مرة أخرى، مع ضرورة إخراج نظام للتتبع والمراقبة إلى حيز الوجود يضمن للمقاطعات بناء على معايير محددة، تحديد المشاريع الملزَمة بإعادة تهيئتها من نظيرتها التي تبدو في حلة جيدة.
ولفت نفس المتحدث إلى ضرورة العناية بمشاريع المدينة وفق منظور مستدام وليس بمدى قريب، مع الارتكاز على الحكامة الجيدة والتتبع المستمر من طرف جماعة الدار البيضاء ومجلس العمالة والجهة.
وأوضح ليمينة، أن المجلس الجماعي عوض اشتغاله في برنامج عمله على إخراج مركبات ثقافية جديدة إلى حيز الوجود أو ملاعب للقرب، عليه الأخذ بعين الاعتبار تطوير المشاريع المنجزة وإعادة صيانتها وفق منظور جديد، يضمن استدامة المرفق من جهة ويقلل من هدر المال العام، عبر رصد ميزانيات للصيانة والتتبع.
من جهة أخرى تشهد العاصمة الاقتصادية، عملية تزفيت واسعة بعد أشغال تحويل الشبكات التي شهدتها عدد من المحاور الطرقية والشوارع بالمدينة، بسبب أشغال مد خطوط ترامواي الدار البيضاء والباصواي، بحيث أثارت عملية التزفيت تراشقا بالاتهامات بين الأعضاء والمسيرين بمقاطعات العاصمة الاقتصادية.
وبرمجت المقاطعات مع انطلاق الشهر الجاري ميزانيات خاصة بإعادة تزفيت محاور طرقية واسعة بالمدينة، خلال دوراتها العادية جلها عبارة عن نفقات مرصودة من ميزانية سنة 2024 من أجل التزفيت التام لشوارع المدينة قبل انطلاق الخط الثالث والرابع من ترامواي العاصمة الاقتصادية.
وتخصص جماعة الدار البيضاء حوالي 35 مليار سنتيم للتدبير تشمل التزفيت وتجهيز المقاطعات والاستجابة لحاجياتها بشكل يومي، إلا أن عددا من الأعضاء بمقاطعات المدينة يستغلون الصفقات العمومية الخاصة بالأشغال وتهيئة الطرق في كسب رهانات انتخابية حشدا للأصوات خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل.