حدثنا عن فترة ما بعد الإفراج عنك ومغادرتك السجن..
حاولت تدشين مرحلة جديدة في حياتي، لكن الأبواب كانت مغلقة في وجهي، تخلصت من صفة لاعب دولي سابق وقررت العمل في أي مهنة، المهم عندي هو الحفاظ على ما تبقى من كرامة. اشتغلت حارسا للأمن الخاص، وجربت العديد من المهن، لكن، في نهاية المطاف، اقتنعت بأنني لاعب كرة قدم لعبت للمنتخب الوطني ولن أندمج في أي مهنة سوى مجال كرة القدم.
لماذا لم يعمل مسؤولو أولمبيك خريبكة على إدماجك داخل النادي مؤطرا أو إداريا؟
وعدني مسؤولو أولمبيك خريبكة بإلحاقي بمدرسة الفريق مؤطرا للفئات الصغرى، وكلما تعرضت للنسيان أذكرهم بوعودهم، حاولت معهم بكل الوسائل حتى التوسل والاستعطاف، وفي كل مرة يطلبون مني الالتحاق بمقر إدارة الفريق. وخلال أحد الأيام اتصل بي محمد جاي، المدير التقني للفئات الصغرى، وطلب مني الالتحاق بالإدارة، وبالفعل اشتغلت ساعة واحدة، أنا وعبد العزيز طومزين، بعدها قال لنا إنه من المفروض توقيع عقد، بعده سنتسلم مهامنا كمؤطرين، ومنذ ذلك الوقت لم يتصل بي أحد. عندما أتصل برئيس الفريق، فأنا لا أطلب منه العمل كشخص، ولكن كرئيس لفريق أولمبيك خريبكة، الذي أملك الحق لأكون بين أحضانه، في الوقت الذي توجد فيه مجموعة كبيرة من متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط يتقاضون أجورا إضافية من خزينة الفريق الذي ليس ملكا لأحد.
ما موقف الرئيس السابق للفريق؟
ظل الرئيس السابق يمارس معي سياسة التسويف، كل مرة يجدد وعده دون جدوى ووصل بي الغضب يوما إلى زيارته في الصيدلية التي يديرها، وكادت الأمور أن تتطور بيننا إلى ما لا تحمد عقباه لولا الألطاف الإلهية. كل مرة كان الرئيس يبحث عن مبرر، تارة يقول إنه في حالة تحسين وضعيتي الاجتماعية سيحتج لاعبون سابقون ويطالبون بمعاملة بالمثل، هذه مبررات من شأنها خلق شقاق بين اللاعبين السابقين الذين يتعاطفون معي ويعتبرون قضيتي من الأولويات. ثم إن جمعية قدماء لاعبي خريبكة تضع اسمي في قائمة الأولويات، وتطالب المكتب المسير لخريبكة بإيجاد حل لوضعنا الاجتماعي. أنا لست ناكر جميل هناك بعض المسؤولين يتعاطفون معي.
كنت تتحمل أيضا أعباء والدتك التي كانت تعاني من المرض..
لا أنكر أن الصحافة المحلية ساعدتني كثيرا وروجت لقضيتي التي أصبحت حاضرة في الصحف. بمجرد مغادرتي السجن وجدت والدتي رحمها الله في انتظاري، وهي التي عانت معي كثيرا بالرغم من آلامها مع المرض، لم تكن تفوت موعدا واحدا من أجل زيارتي بالسجن، وهي من أشعرني بنشر قضيتي في بعض الصحف الوطنية، لقد ماتت رحمها الله وفي قلبها غصة ابنها، كانت تتألم لأحزاني.
لكنك حاصل على شهادة تدريب من الدرجة الثانية تخول لك الحق في تدريب فريق الأمل أو العمل مساعدا بالفريق الأول..
رغم مغادرتي ملاعب الكرة، ظلت هذه اللعبة جزءا من حياتي، عشت وضعا صعبا لكنني كنت دائما حريصا على ممارسة كرة القدم، ربما بواسطتها أطرد الكوابيس التي تتربص بي، حتى وأنا في السجن كنت حريصا على إجراء حصص تدريبية وكنت أشرف على تدريب فريق السجناء، أي أن الكرة لم تفارقني أبدا. أعود إلى سؤالك لأقول لك بأنني حصلت على شهادة تدريب درجة ثانية وأتمنى أن أحقق بواسطتها كمدرب ما عجزت عنه كلاعب، نلت بعدها ديبلوم الدرجة الثانية في التدريب الذي أقيم بالمعمورة.
لماذا لم تخرج عن نطاق خريبكة وتبحث لنفسك عن فرصة تدريب في فئة الهواة خارج المدينة؟
قررت مع نفسي أن أبحث عن فرصة تدريب خارج خريبكة، ربما تنصفني الأقدار وأعثر على فريق في قسم الهواة أصنع معه تاريخه.
هل اتصلت بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعرضت عليها مشكلتك؟
لا لم أعرض قضيتي على الجامعة لكن على الجامعة أن تتقصى أحوال اللاعبين السابقين، خاصة أن قضيتي أصبحت متداولة في وسائل الإعلام. واسمح لي أن أسألك بدوري: هل توجد مصلحة في الجامعة مختصة في تلقي شكايات اللاعبين الدوليين السابقين والبحث عن حلول لمشاكلهم؟ إذا كانت فعلا أطلب منك أن تدلني عليها.
وهل طرقت باب مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين لعرض مشكلتك؟
ذات يوم اتصل بي أحد الصحافيين لا أذكر اسمه، وسألني عما إذا كنت تلقيت مكالمة هاتفية من هيئة معينة، فأكدت له عدم وجود أي اتصال، حينها أوضح لي أن مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين ستتصل بي، وفعلا اتصل بي مشكورا سعيد بلخياط ذات يوم أحد وطلب مني المجيء إلى الرباط من أجل لقاء حددنا موعده في اليوم الموالي، حين وصلت للمحطة بالرباط بعث لي سعيد سيارة أقلتني إلى مقر المؤسسة. هناك سألني عن أحوالي وعما إذا كنت أتوفر على تغطية صحية واجتماعية فأجبت بالنفي، فطلب مني فتح حساب بنكي ومنذ ذلك الحين لم أتلق أي مساعدة مالية أو اجتماعية ففوضت أمري لله.
ما رأي جمعية قدماء لاعبي أولمبيك خريبكة في هذه القضية؟
من يسمع جمعية قدماء اللاعبين، يعتقد أن لها ميزانية ضخمة وأن لها مداخيل كثيرة، إنها تقوم بعملها بغض النظر عن الإكراهات التي تعترضها، سنحاسبها لو كانت تتوفر على عائدات قارة من مجلس الجماعة ومن النادي ومن المكتب الشريف للفوسفاط وبعض صفقات الانتقالات، وأن يخصم مبلغ مالي من عائدات الملعب والنقل التلفزي.